تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الرحلة في طلب الحديث]

ـ[أم الليث]ــــــــ[27 - 01 - 07, 06:52 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون}،و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:"من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة"

أهداف الرحلة عند المحدثين:

أهمها:

1) تحصيل الحديث

2) التثبت من الحديث

3) طلب العلو في السند

4) البحث عن أحوال الرواة

5) مذاكرة العلماء في نقد الأحاديث و عللها

من فوائد الرحلة:

1) التمكن من الجوانب العلمية: عن ابن خلدون: " أن الرحلة في طلب العلوم و لقاء المشيخة مزيد كمال في التعلم "

2) نشر العلم الذي حصّله العالم

3) اتّساع الثقافة العامة

4) تنمية الفضائل و الكمالات في النفس

5) كسب صداقات جديدة خالصة

"إنّ السّفر ...

كنز العبر ...

فارحل ترى الآفاق أبهج منظرا ...

و ترى الربيع البكر يرتاد القرى ...

و سنا الشباب ينبض روحك قد سرى

(محمد الحسناوي)

آداب الرحلة:

1) أن يقدّم السّماع من علماء بلده على الرحلة للآفاق و لا يستخفنّ طالب العلم بأستاذه في بلده،

فإذا فرغ من التّلقيّ عن علماء بلده عزم على الرحلة و سلك سبيلها

2) حسن اختيار أماكن الرحلة بأن تكون عامرة ببعض العلماء أو الفضلاء ممن يفاد منهم

3) أن يكون اعتناؤه واهتمامه بتكثير المسموع -أي في الحديث – أكثر من اعتنائه بتكثير الشيوخ –أي الأسانيد- لأنّ المقصود الأصلي الأولى هو الدراية لا مجرّد الرواية

4) أن يعتني بالمذاكرة مع المحققين لتمكين التّعمق في العلم، و هي فائدة هامة يكمل بها العالم و يسمو

5) مراعاة الآداب العامة في السفر: ومن أهمها المداومة على الطاعات والعبادات وذكر الله، و السخاء بالمال، ثم تحمّل متاعب السفر والطريق والصبر على الرفاق وغير ذلك من آداب وسنن، لكنا نذكر بتأكيدها لما لها من أثر كبير في النفس، يهذبها ويكسبها فضائل تسموا بها، حتى كان كثير من الأكابر يرحلون لمجاهدة أنفسهم على تلك الخصال

- عن أبي يحيى زكريا بن يحيى الساجي قال:"كنا نمشي في أزقّة البصرة إلى باب بعض المحدّثين فأسرعنا المشي وكان معنا رجل ماجِن مُتّهم في دينه، فقال:"ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسّروهاكالمستهزئ،فما زال من موضعه حتى جفّت رجلاه و سقط"

- عن عكرمة مولى ابن عباس في قوله تعالى: {السّائحون}: قال: هم طلبة الحديث

- أنّ إبراهيم بن أدهم قال:" إنّ الله تعالى يرفع البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث (هذه الآثار و غيرها صريحة في تأكيد السلف أمر الرحلة في طلب الحديث)

- عن زكريا بن عدي قال:" رأيت ابن البارك في النوم فقلت: ما فعل الله بك؟ قال:"غفر لي برحلتي في الحديث "

- عن أبي العالية قال: كنا نسمع بالرواية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمدينة، بالبصرة فما نرضى حتى أتيناهم فسمعنا منهم "

- عن أبي العالية قال:"كنت أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه فأوّل ما أفتقد منه صلاته: فإن أجده يُقيمها أقمت وسمعت منه، وإن وجدته يُضيِّعها رجعت ولم أسمع منه، و قلت: هو لغير الصلاة أضيع"

- عن وكيع قال: كنت أرى ابن عون في النوم من شوقي إليه، وأنا أختلف إلى الأعمش، فلما مات الأعمش رحلت إليه فسمعت منه

- عن الشعبي قال:" لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن فحفظ كلمة تنفعه فيما يستقبله من عمره رأيت أنّ سفره لا يضيع

- عن أبي الفضل العباس بن محمد الحراساني:

رحلت أطلب أصل العلم مجتهدا ... و زينة المرء في الدنيا الأحاديث

لا يطلب العلم إلا بازلٌ ذكرٌ ... و ليس يُبغضه إلا المخانيث

لا تُعجبنّ بمالٍ، سوف تتركه ... فإنما هذه الدنيا مواريث

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير