- قال بعض أهل العلم: إنّ فيما عاناه موسى من الدّأب و السفر وصبر عليه من التواضع والخضوع للخضر، بعد معاناة قصده، مع محلّ موسىمن الله و موضعه من كرامته وشرف نبوته دلالة على ارتفاع قدر العلم وعلو منزلة أهله وحسن تواضعه لمن يلتمس منه ويؤخذ عنه، ولو ارتفع عن التواضع لمخلوق أحد بارتفاع درجة سمو منزلة لسبق إلى ذلك موسى، فلما أظهر الجدّ و الاجتهاد والانزعاج عن الوطن والحرص على الاستفادة مع الاعتراف بالحاجة إلى أن يصل من العلم إلى ما هو غائب عنه دلّ على أنه ليس في الخلق من يعلو على هذه الحال ولا يكبر عنها
- عن عمرو بن أبي سلمة يقول: قلت للأوزاعي:" أنا ألزمك منذ أربعة أيام ولم أسمع منك إلا ثلاثين حديثا؟ قال: وتستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام؟ لقد سار جابر بن عبد الله إلى مصر واشترى راحلة وركبها حتى سأل عقبة بن عامر عن حديث واحد وانصرف وأنت تستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام؟؟
- قال سعيد بن المسيّب: إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد
- عن أبي قلابة قال": أقمت في المدينة ثلاثا ما لي بهن من حاجة إلا قدوم رجل بلغني عنه حديثا فبلغني أنه يقدم فأقمت حتى قدم فحدثني به
- عن علي بن عاصم قال:"خرجت من واسط إلى الكوفة أنا و هشيم لنلقى منصورا فلما خرجت من واسط سرت فراسخ لقيني إما أبو معاوية وإما غيره فقلت:" أين تريد؟ " قال:"أسعى في دين علي"قال: فقلت:"ارجع معي فإن عندي أربعة آلاف درهم أعطيك منها ألفين فأعطيته ألفين ثم خرجت فدخل هشيم الكوفة بالغداة ودخلتها بالعشي فذهب هشيم فسمع من منصور أربعين حديثا ودخلت أنا الحمام فلما أصبحت مضيت فأتيت باب منصور فإذا جنازة، فقلت:"ما هذه؟ " قالوا: جنازة منصور فقعدت أبكي، فقال لي شيخ هناك: يا فتى ما يبكيك؟ قال: قلت: قدمت على أن أسمع من هذا الشيخ وقد مات، قال: فأدلك على من شهد عُرس أمّ ذا؟ قلت: نعم، قال: أكتب: حدثني عكرمة عن ابن عباس … قال: فجعلت أكتب عنه شهرا فقلت له: من أنت رحمك الله؟ قال: أنت تكتب عني منذ شهر لم تعرفني؟ أنا حصين بن عبد الرحمن وما كان بيني وبين أن ألقى ابن عباس إلا سبعة دراهم أو ستة دراهم، فكان عكرمة يسمع منه ثم يجيء فيحدثني
* استدراك الزيادات مما لم يذكره الحافظ الخطيب في كتاب الرحلة (لنور الدين عتر)
- قال أبو الدرداء: لو أعيتني آية من كتاب الله فلم أجد أحدا يفتحها عليّ إلا رجل ببرك الغماد لرحلت إليه "
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من أهل المدينة
(أخرجه الترمذي و حسنه و صححه الحاكم على شرط مسلم وأخرجه أحمد)
- قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟ قال: بنفي الاعتماد، والسّير في البلاد، وصبر كصبر الجماد، وبكور كبكور الغراب
- عن أحمد بن حنبل رضي الله عنه أنه قال:" أيرحل الرجل في طلب العلو؟ فقال: بلى و الله شديدا، لقد كان علقمة والأسود يبلغهما الحديث عن عمر رضي الله عنه فلا يقنعهما حتى يخرجا إلى عمر فيسمعانه منه
- عن سفيان عن رجل: "أن مسروقا رحل في حرف، و أن أبا سعيد رحل في حرف"
- عن السبيعي قال: ما سمعت بأرض فيها علم إلا أتيتها
- كان أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو نعيم في رحلة وأراد يحيى أن يمتحن أبو نعيم، فجعل ثلاثة أحاديث ليست من حديثه في ثلاثين حديث ففطن وأخذ بيد أحمد وقال: أما هذا فأورع من أن يعمل هذا، و أما هذا (عن يحيى) يريدني فأقل من أن يعمل هذا ولكن هذا من فعلك يا فاعل، ثم أخرج رجله فرفسه فرمى به و قام فدخل داره، قال أحمد ليحيى: ألم أقل لك إنه ثبت، قال:"والله لرفسته أحبّ إلي من سفرتي " (ساقه الحافظ بن حجر في التهذيب)
- قال أبو عبد الله النيسابوري: إن أصحاب الحديث خير الناس وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها وراءهم وجعلوا غذاءهم الكتابة، وسمرهم المعارضة، واسترواحهم المذاكرة، و خلوقهم المداد ونومهم السهاد، واصطلاءهم الضياء، وتوسدهم الحصى، فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء، ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس، فعقولهم بلذاذة السنة غامرة، قلوبهم بالرضاء في الأحوال عامرة، تعلم السنن سرورهم، ومجالس العلم حبورهم، وأهل السنة قاطبة إخوانهم، وأهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم "
- لا يعتبر محدثا قط من لم يلق الشيوخ ويأخذ عنهم مهما عنعن ودندن إنما هو واحد من جملة الوراقين
(من كتاب" الرحلة في طلب الحديث"للخطيب البغدادي")
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[28 - 01 - 07, 01:40 ص]ـ
- عن أبي الفضل العباس بن محمد الحراساني:
رحلت أطلب أصل العلم مجتهدا ... و زينة المرء في الدنيا الأحاديث
لا يطلب العلم إلا بازلٌ ذكرٌ ... و ليس يُبغضه إلا المخانيث
لا تُعجبنّ بمالٍ، سوف تتركه ... فإنما هذه الدنيا مواريث
غفر الله لك ولاشلت يمنك وأسال الله ان تكون في مزان حسناتك
يحن القلب للرحلة في طلبه ولكن قدر الله وما شاء فعل اسأل الله الايحرمنا من ذالك
وبارك فيك يا ام الليث ورزقكي الله كامثال الليث بن سعد رحمه الله
¥