تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[رسائل (انشر تؤجر).]

ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[27 - 01 - 07, 12:14 م]ـ

أقول: أعجبني هذا المقال، و مدى حاجتنا للتثبت و التعقل في كثير من الأمور، و حيث أنني يوما من الأيام جاءتني رسالة من هذا النوع فلما ارسلت للرقم رسالة فيها بيانات عامل غير مسلم كي يراسلونه بلغته كما أفادة الرسالة و إذ بالرد يأتيني من أحد القنوات الفضائية الغنائية بالشكر على الرسالة!!!!

و قبلها حدث معي في رغبتي في التثبت عن تلك الأرقام التي جاءتني في الرسالة من باب دعم الأخيار اتصل على الرقم و اطرح صوتك، و إذ بالرقم للشخص الذي هو على الطرف الآخر من القضية!!!

بعدها قلت لنفسي لن أمشي كما يقولون في سياسة القطيع فلابد من التثبت و التيقن.

في الانتخابات البلدية جائتني قائمة رشح هؤلاء بطريقة لم تعجبني فقلت في نفسي لن أساير الآخرين من غير معرفة حقائق الأمور؛ فهل هذا الرجل المكتوب اسمه أهل لشغل هذا المكان؟!!!! أم هي العاطفة و الحماس فقط؟!! الرجاء التنبه لمثل هذا الامر مع شكري و إليكم المقال الذي نشر ففيه الغنية و الفائدة:

رسائل (انشر تؤجر) .. بين الحماس والتعقل!!

عبدالرحمن خلف العبود

لقد أسهمت التقنية الحديثة في أجهزة الاتصال في أن تحتل مكانا بارزاً في توجيه الناس، ونشر الآراء والأفكار المتنوعة، وبث الدعاية التسويقية للمنتجات العالمية، فأصبح تأثير رسائل الجوال كبيراً على الفرد والمجتمع، فسهولة التقنية أدت إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع دون استئذان، فهي لا تطرق بابا بل تدخله مباشرة، وليس بالضرورة أن تكون هناك علاقة بين المرسل والمستقبل، فكثير من الأحيان تصلك رسائل لا تعرف مصدرها.

لاسيما الرسائل التي تحمل في مضامينها إما حماساً في نشر الخير، أو الدعاية لمنتج معين، وقبل أن أناقش معك أخي القارئ هذا الموضوع، لابد أن نصل إلى قناعة معينة وهي أن الحماس وحده والإخلاص لا يكفيان أن يكونا دليلاً على صحة العمل أو القول، سواء كان القول مسموعا أو مكتوباً كما هي في رسائل (انشر تؤجر)، فالإخلاص شرط للعمل كما أن موافقته للشريعة شرط أساس، وكثير من تلك الرسائل لا تتقيد بتلك الشروط.

لقد دأب بعض الشباب المتحمسين للخير على كتابة تلك العبارة، أو عبارة لا تتردد انشر بسرعة، دون التثبت من مضمون الرسالة وهل هي حقيقة أم باطلة، والأمر يزداد صعوبة عندما يتعلق بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونشر الأحاديث الباطلة والمكذوبة وكأننا نروج للبدع وننشر الخرفات من حيث لا نشعر، وقد وصلتني رسالة تتضمن حديثاً مكذوباً لايصح عن النبي صلى الله عليه وسلم وكتب في آخر الرسالة (انشر تؤجر)، فقمت بالاتصال على المرسل ولا أعرفه، وبينت له أن الحديث لا يصح بل هو من الأحاديث المكذوبة، فأخذ يجادل في صحة الرسالة لكونه يثق فيمن أرسلها، وبعد حوار طويل وإرشاده إلى مصادر تلك الأحاديث المكذوبة وتحذيره من نشرها وتذكيره بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) قال ماذا أفعل؟ لقد أرسلت تلك الرسالة إلى أكثر من عشرة أشخاص غيرك، فقلت لعلك تستدرك برسالة أخرى لتوضح خطأك فالاعتراف بالخطأ خير من التمادي فيه لا سيما مع سنة المصطفى صلى الله عليهم وسلم، ورحم الله علماء الحديث حفظوا لنا السنة النبوية، فألقوا الكتب الكثيرة في نقد الرجال وكانوا لا يأخذون الحديث عمن عرف عنه التساهل أو النسيان، فضلاً عن الرواية عن المجهول الذي لا يعرف، وكثير من تلك الرسائل مجهولة المصدر ويصدق عليها، الغرابة في المتن والجهالة في السند، وهذا وحده كاف لردها والتثبت منها قبل نشرها.

إن من سمات بعض رسائل (انشر تؤجر) أنها تخاطب العاطفة وتنحي العقل جانبا فعندما تصلك رسالة تجدها مذيلة ب (لاتتردد .. بسرعة أنتشر أو لاتبخل على دينك بضغطة زر ونحوها من العبارات الحماسية، فهي تسوقك إلى خيار واحد فقط وهو النشر، دون تأمل أو منح العقل فرصة التريث والتثبت من مضمونها وهل يناسب نشرها أو مسحها من البريد الوارد؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير