قال: حبذا المكروهان: الموت والفقر، وأيم الله ماهو إلا الغنى والفقر لا أبالي بأيهما ابتدئت: إن كان الفقر إنّ فيه للصبر وإن كان الغنى فيه للعطف، لأنّ حق الله في كل واحد منهما واجب وقال من أراد الآخرة أضر بالدنيا ومن أراد الدنيا أضر بالآخرة، ياقوم فأضروا بالفاني للباقي
وكان يقول إذا قعد:إنكم في ممرّ الليل والنهار في آجال منقوصة وأعمال محفوظة، والموت يأتي بغتة، من زرع خيرا يوشك أن يحصد رغبة ومن زرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل ما زرع، لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، فمن أعطي خيرا، فالله أعطاه ومن وقي شرا فالله وقاه، المتقون سادة والفقهاء قادة، ومجالستهم زيادة
وقال: ارض بما قسم الله تكن من أغنى الناس، واجتنب المحارم تكن من أورع الناس، وأدّ ما افترض عليك تكن من أعبد الناس
وقال: جاهدوا المنافقين بأيديكم فإن لم تستطيعوا فبألسنتكم فإن لم تستطيعوا إلا أن تكفهروا في وجوههم فافعلوا
مرض عبد الله فعاده عثمان وقال: ما تشتكي؟ قال ذنوبي، قال فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي، قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه
-سلمان الفارسي (1 - 91)
عن جرير بن عبد الله قال: نزلت بالصِّفاح في يوم شديد الحر فإذا رجل نائم في حر الشمس يستظل بشجرة، معه شيء من الطعام، ومزوده تحت رأسه، ملتف بعباءة، فأمرته أن يظلل عليه، ونزلنا فانتبه، فإذا هو سلمان،فقلت له: ظللنا عليك وما عرفناك، قال: يا جرير تواضع في الدنيا فإنه من تواضع يرفعه الله يوم القيامة ومن يتعظم في الدنيا يضعه الله يوم القيامة، لو حرصت على أن تجد عودا يابسا في الجنة لم تجده، قلت: وكيف؟ قال: أصول الشجر ذهب وفضة، وأعلاها الثمار، يا جرير! تدري ما ظلمة النار؟ قلت: لا، قال: ظلم الناس
أوخي بين سلمان وأبي الدرداء، فسكن أبو الدرداء الشام، وسكن سلمان الكوفة، وكتب أبو الدرداء إليه: سلام عليك، أما بعد، فإنّ الله رزقني بعدك مالا وولدا، ونزلت الأرض المقدسة، فكتب إليه سلمان: اعلم أنّ الخير ليس بكثرة المال والولد ولكن الخير أن يعظم حلمك وينفعك علمك، وإنّ الأرض لا تعمل لأحد اعمل كأنك ترى، واعدد نفسك من الموتى
أنّ أبا الدرداء كتب إلى سلمان: هلمّ إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه: إنّ الأرض لا تقدّس أحدا، وإنما يقدّس المرء عمله، وقد بلغني أنك جُعلت طبيبا، فإن كنت تبرئ، فنعمّا لك، وإن كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا، فتدخل النار، فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين، ثم أدبرا عنه، نظر إليهما، وقال: متطبب والله، ارجعا أعيدا عليّ قصتكما
عن سلمان قال: إذا كان الليل، كان الناس منه على ثلاث منازل: فمنهم من له ولا عليه ومنهم من عليه ولا له، ومنهم من لا عليه ولا له! فقلت: وكيف ذاك؟ قال: أما من له ولا عليه، فرجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل، فتوضأ وصلى، فذاك له ولا عليه، ورجل اغتنم غفلة الناس وظلمة الليل فمشى في معاصي الله فذاك عليه ولا له، ورجل نام حتى أصبح فذاك لا له ولا عليه
دخل سعد وابن مسعود على سلمان عند الموت فبكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نحفظه، قال:"ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب" وأما أنت يا سعد فاتّق الله في حكمك إذا حكمت، وفي قسمك إذا قسمت، وعند همك إذا هممت
وسبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
ـ[أم الليث]ــــــــ[29 - 01 - 07, 06:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
درر من
سير أعلام النبلاء
للذهبي (ج 2)
هذه درر وفوائد انتقيتها من سير أعلام النبلاء الجزء الثاني أسأل الله أن ينفع بها
-أسماء بنت أبي بكر (2 - 52)
كانت تصدع فتضع يدها على رأسها وتقول بذنبي وما يغفره الله أكثر
-عامر بن ربيعة (2 - 67)
لما طعنوا عثمان صلى في الليل ودعا فقال: اللهم قني من الفتنة بما وقيت به الصالحين من عبادك، فما أخرج ولا أصبح إلا بجنازته
-أبو الدرداء (2 - 68)
لما حضرت معاذا الوفاة قالوا: أوصنا، فقال: العلم والإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما
¥