تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل نحن عاملون بالوصية]

ـ[أم الليث]ــــــــ[31 - 01 - 07, 07:36 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة:

الحمد لله الذي أمرنا بالبرّ و الإحسان، و جعل الإحسان إلى الجار من الإيمان، أحمده سبحانه الذي جعل القيام بحق الجار من كمال الإيمان، و أشهد أنّ لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله، أما بعد:

فإنّ أذيّة الجار كبيرة من الكبائر لا يلتفت إليها أكثر أهل زماننا و لا يرون الإحسان إلى الجار وصلته لازمة لزوم الدين يؤذون جيرانهم بشتى الأذيات و كأنهم لا يعتقدون أنّ الإحسان إليهم من الواجبات،ولقد وصى جبريل عليه السلام بعدم أذيته، و نسوا أنّ للجار حقوقا عليهم، و لقد توعّد رسول الله ? المؤذي جاره بالوعيد الشديد فرأيت أن أجمع بعض النصوص الدّالة على تحريم و تبيين شناعة أذية الجار لينتبه الغافل و يتذكر الحازم

و الله الموفّق لما يكون صوابا

الأمة الفقيرة لعفو ربها

أم الليث

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - حد الجوار:

قال الشيخ العثيمين (1): "الجار هو الملاصق لك في بيتك و القريب من ذلك و قد وردت بعض الآثار بما يدل على أن الجار أربعون دارا من كل جانب – (كما ذكر ابن حجر في "الفتح" عن عائشة و الأوزاعي و كما أخرج البخاري في "الأدب المفرد" عن الحسن و ذكر ابن رجب (2) أنه قيل مستدار أربعين دارا من كل جانب") - و لا شكّ أن الملاصق للبيت جار و أما ما وراء ذلك فإن صحّت الأخبار بذلك عن النبي ?فالحق ما جاءت به و إلا فإنه يرجع في ذلك إلى العرف فما عدّه الناس جوارا فهو جوار"

2 - الوصايا بالجار:

لقد قرن الله تبارك و تعالى بين حقه و بين حقوق العباد التي منها حق الجار و هذا فيه بيان أهميته و عظم حق الجار: قال تبارك و تعالى: {واعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا و بالوالدين إحسانا و بذي القربى و اليتامى و المساكين و الجار ذي القربى و الجار الجنب و الصاحب بالجنب} (3)

-الجار ذي القربى: قال ابن عباس: الذي بينك و بينه قرابة، و إلى هذا مال الحافظ ابن حجر

-الجار الجنب:قال ابن عباس: الذي ليس بينك و بينه قرابة

-الصاحب بالجنب: قال ابن مسعود: هي المرأة و قال ابن عباس: رفيق السفر

و عن عائشة وابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ? قال:"ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" (4) أي: سينزل الوحي بتوريثه

===========================

(1) في شرح رياض الصالحين

(2) جامع العلوم و الحكم

(3) سورة النساء

(4) البخاري و مسلم

3 - مراتب الجيران:

1) الجار المسلم ذو الرحم: فهذا له حق الجوار و الإسلام و القرابة

2) الجار المسلم: فهذا له حق الجوار و الإسلام

3) الجار الغير مسلم: و هذا له حق الجوار و ذلك لعموم النصوص بحيث يشمل الجار المسلم و غيره، و لقد ثبت عن عبد الله بن عمر أنه ذبح شاة فأمر أن يرسل إلى جاره اليهودي

4 - حق الجار:

حقوق الجار في الإسلام ترجع إلى أربعة أصول: (5)

1) كف الأذى عنه

2) حمايته

3) الإحسان إليه

4) مقابلة جفاءه (أي: خشونته) بالحلم و الصفح

5 - حسن الجوار و مفهوم الإحسان إلى الجار:

قال أبو البركات بدر الدين محمد الغزي (6):"من آداب العشرة حسن الجوار و أن يأمنك جارك في أسبابه في نفسه و دينه و ماله وولده و لا تؤذيه بلسانك أيضا و لا تحسده في شيء من أحواله و أشفق عليه و على أهله وولده كشفقتك على نفسك و أهلك واحفظ ماله كحفظك مالك"

==============

(5) تربية الأولاد في الإسلام

(6) آداب العشرة و ذكر الصحبة و الأخوة

فالإحسان إلى الجار هو أن يقوم الإنسان بإيصال ضروب الإحسان إلى جاره بحسب الطاقة كالهدية و السلام و طلاقة الوجه عند اللقاء و تفقد حاله و معاونته فيما يحتاج إليه … إلى غير ذلك و كف أسباب الأذى عنه على اختلاف أنواعه حسية كانت أو معنوية، و من الإحسان إلى الجار بذل ما يطلبه من نحو النار و الملح و إعارة ما اعتاد الناس استعارته من أمتعته البيت و حاجات المنزل … إلخ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير