عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله إن فلانة تصلي بالليل و تصوم بالنهار و في لسانها شيء، تؤذي جيرانها، سليطة اللسان، قال:"لا خير فيها، هي في النار"، و قيل له: إن فلانة تصلي المكتوبة و تصوم رمضان و تتصدق بالأثوار من الإقط (أي: اللبن المجفف) و ليس لها شيء غيره و لا تؤذي أحدا قال:" هي في الجنة .. (22)
ففيه أن أذى الجار محبط للعمل و أنه لا خير في المؤذي لجيرانه و فيه أنه اقتصاد في العمل مع عدم الأذية أفضل بكثير من الإكثار بالنوافل مع أذية الجيران
=================
(20) الشيخان
(21) صحيح الجامع
(22) سنده صحيح رواه أحمد وابن حبان
14 - لعنة الله على المؤذي لجاره:
عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ?فشكا إليه جارا فقال النبي ? –ثلاث مرات- "اصبر" ثم قال في الرابعة أو –الثالثة-:"اطرح متاعك في الطريق" ففعل، فجعل الناس يمرون به و يقولون: ما لك؟ فيقول: آذاه جاره فجعلوا يقولون: لعنه الله، فجاءه جاره فقال: ردّ متاعك لا و الله لا أؤذيك أبدا (23) و في رواية أبي جحيفة "فجعل الناس يمرون به فيلعنونه فجاء إلى النبي ? فقال: يا رسول الله ما لقيت من الناس، قال":و ما لقيت منهم؟ " قال: يلعنونني، قال": فقد لعنك الله قبل الناس " قال: يا رسول الله فإني لا أعود (24) ……
ففيه أن الله يلعن المؤذي لجيرانه
15 - نفي الإيمان عمّن يؤذي جاره و لا يحسن إليه:
عن أبي شريح أن النبي ?قال:"و الله لا يؤمن، و الله لا يؤمن،و الله لا يؤمن " قيل:
من يا رسول الله؟ قال:"الذي لا يأمن جاره بوائقه" (25)، (البوائق: الغوائل و الشرور)
و لقد بوّب البخاري لهذا الحديث "باب إثم من لا يأمن جاره بوائقه" (قال ابن بطال: في الحديث تأكيد حق الجار لقسمه ?على ذلك و تكريره اليمين ثلاث مرات
و فيه نفي الإيمان عمن يؤذي جاره بالقول أو الفعل و مراده الإيمان الكامل لا شك أن العاصي غير كامل الإيمان (26)
==================
(23) أبو داود و البخاري في "الأدب المفرد"
(24) الحاكم
(25) الشيخان
(26) فتح الباري كتاب الأدب
و عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ?:" من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه، و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت" (27): و في رواية:"فليحسن إلى جاره" (28)
و منه من كان حقا يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره و ليحسن إليه و ليكرمه
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي ?: "ليس المؤمن الذي يشبع و جاره جائع إلى جنبه" (29) و في رواية:"ما آمن من بات شبعان و جاره طاويا" (30)
قال الشيخ الألباني ": و في الحديث دليل واضح على أنه يحرم على الجار الغني أن يدع جيرانه جائعين فيجب عليه أن يقدم إليهم ما يدفعون به الجوع و كذلك ما يكتسون به إن كانوا عراة و نحو ذلك من الضروريات ففي الحديث إشارة إلى أن في المال حقا سوى الزكاة" (31)
و عن أنس عن النبي ?أنه قال:" و الذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه" (32) قال الصنعاني: " و الحديث دليل على عظم حق الجار و الأخ و فيه نفي الإيمان عمن لا يحب لجاره ما يحب لنفسه و تأوله العلماء بأن المراد منه نفي الإيمان و أطلق المحبوب و لم يعين و رواية الجارعامة للمسلم و الكافر والفاسق و الصديق و العدو و القريب و الأجنبي و الأقرب جوارا و الأبعد … فإن كان الجار أخا أحب له ما يحب لنفسه و إن كان كافرا أحب له الدخول في الإيمان مع ما يحب لنفسه من المنافع بشرط الإيمان "
==================
(27) الشيخان
(28) السلسلة الصحيحة 149
(29) السلسلة الصحيحة149
(30) مسلم
(31) الصحيحة 149
(32) سبل السلام الجزء 4 – الحديث 5 - 1374
و منه أقول:
من الكبائر أذى الجيران اعلم هذا مع التبيان
فالآية المذكورة في القرآن و الأحاديث زادت في البيان
فاحذر أخي أذى الجيران فمؤذي الجار في لعنة الرحمن
وأوجب حقا غضب الديان فاستحق بذلك العذاب بالنيران
ويخشى أن لا يدخل الجنان و يقال عنه أنه عديم الإيمان
خاب حقا فيا له من خسران أن كان في سخط الديان
اللهم يا حنان يا منان يسّر لنا العمل بالوصية يا رحمن
في عدم أذية الجيران وتأدية حقوقهم بالإكرام والإحسان
الخاتمة:
و ختاما، لقد انقلبت الموازين .....
وأصبح أذى الجار هو المألوف ....
يؤذى الجار بشتى الأنواع .....
فلا تعهد للجيران ......
ولا إحسان إليهم إلا ما ندر …
فنصيحتي أن نرجع لديننا الحنيف
فإنه يأمرنا بإكرام الجار و الإحسان إليه،
وعلينا أن نكوّن مجتمعا ربانيا ..
فما زال جبريل يوصي بالجار حتى ظنّ نبينا ?أنه سيورّثه
... فهل نحن عاملون بالوصية؟؟؟؟؟
المراجع:
1 - آداب العشرة و ذكر الصحبة و الأخوة لأبي البركات محمد الغزي بتحقيق مشهور حسن محمود سلمان
2 - تربية الأولاد في الإسلام لعبد الله ناصح علوان
3 - جامع العلوم و الحكم لابن رجب
4 - حقوق الجار في صحيح السنة و الآثار لعلي حسن عبد الحميد
5 - خطب القرعاوي للقرعاوي
6 - رياض الصالحين للنووي تحقيق الألباني
7 - سبل السلام للصنعاني
8 - سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني
9 - شرح رياض الصالحين للعثيمين
10 - فتح الباري المجلد 10 باب الأدب
11 - قواعد و فوائد من الأربعين النووية لناظم محمد سلطان
12 - مشكاة المصابيح للتبريزي بتحقيق الألباني
13 - منهاج المسلم لأبي بكر الجزائري
أسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم
الأمة الفقيرة لعفو ربها
أم الليث
¥