[أساااامة ابتعد عن وجهي!!!]
ـ[بنت التوحيد]ــــــــ[31 - 01 - 07, 12:44 م]ـ
[أساااامة ابتعد عن وجهي!!!]
( http://saraalzamil.jeeran.com/archive/2007/1/150747.html)
مباشرة بعد عناء الاختبارات ..
اشتركت بنشاط أعجبني للغاية أُطلق عليه (مخيم الاختبارات) ..
هذا المخيم جمع زهرات وأشبال في الصفوف الثلاثة الأولى وأدنى، وكان في زمن اختبارات الطلاب والطالبات أما الصغار من لا اختبارات عليهم فمكانهم في هذا المخيم ..
في أول يوم كانت الفوضى تعم المكان ..
كعادة كل برنامج يبدأ فوضوياً في البداية ثم يترتب ..
جلست على المكتب وأنا أسمع صراخ الأطفال وضجيجهم وهم يلعبون في الفناء ..
الأولاد بالكرة ..
والبنات تنطلق من شفاههم صرخات بإنسجام ونغم:
(فتااااااااحي يا وردة سكااااري يا ورده ... )
فجأة دخلت المسؤولة وقالت لي وهي متضايقة من الفوضى ..
- أستاذة سارة تمهيدي أولاد أدخلناهم في الفصل لو سمحتي تكلمي معهم قليلا اشغليهم!
صعدت للفصل وكنت متحمسة للأشبال الصغار لكون ابن أختي معهم ..
اشتقت له كثيرا ..
دخلت وإذا بي أسمع صراخ من حنجرة صغير ..
(خااااااااااله سااااارة ... )
التفت فإذا به يتقافز فرحاً بدخولي عليهم ..
جلست معهم تحدثنا معا وانجرفت لحكاياتهم العذبة ..
ياااه براءتهم مثيرة ..
وفي غمرة حديثي معهم قلت ببساطه ..
- طيب يا حلوين كيف نخلي الناس يعرفون إن حنا مسلمين؟!!
كنت أريد أن يعطوني مقترحات أخلاقيه إسلامية لتمثيل المسلمين ..
أريدهم أن يقولوا (نصلي، نصوم، نكرم الضيف، لا نكذب .. وهلم جرا)
فجأة صرخ أحد الصغار فرحاً بمعرفته الإجابة قائلا:
- نرسل للناس رسالة نعلمهم إننا مسلمين ..
مسكت ضحكتي وتابعت الحديث لأوضح لهم مغزى سؤالي ..
فجأة صرخة أخرى من طفل آخر قائلا:
- نعلمهم بالتزيون
وترجمه (تزيون) / تلفزيون!
كد أن أفلت الضحكة مدوية عاليه فالأطفال يفكرون بطرق حديثه جدا!!
وانغمست معهم وسمعت بعض أراجيزهم ..
- يا مااااكااااااااه ياااااااا مااااااكااااه .. مااااااا أبهااااا لقياااااانا!!
انتهت فترة فك الأزمة!
كان من المفترض أن هذا اليوم لا عمل لي ..
وصرت أردد على الأستاذات المرهقات من الصغار ..
- الفرااغ قاتل!
لأن (العين حق) .. وهذا من باب الدعابة ليس إلا!
ويبدو أني العين أصابتني وانتهت!!!
فقد طلبت المديرة ثانية أن أفك أزمة طالبات الصف الأول والثاني مجموعين في فصل واحد قائلة:
- أستاذة سارة أمسكيهم تكلمي معهم!
اعترضت بقليل من الحيرة وقلت:
- ما أقول لهم؟! أعطيني فكرة!
- أي شيء قصي عليهم قصة أصحاب الفيل!
صعدت الدرج وكنت أفكر كيف أبدأ حديثي لأني لا أحب أن أتكلم عن أي شيء إلا بإطلاع قريب عن ذات الشيء ..
دخلت عليهم وابتدأت القصة هالني تفاعل الصغيرات ..
أو بالضبط هنّ من قصصن القصة!
ربما في نهاية القصة كنّ في شوق لمعرفة ما حدث لأبرهه ..
سألتهم: كيف تتوقعون مات؟!
صرخت إحداهن بحماس قائلة:
- في الطريق انقلبت السيارة به ومات داخلها!
تفاجئت من إجابتها وحاولت استدراك الموقف مظهرة اللامبالاة قائلة:
- لكن الناس من قبل لا يركبون السيارات، من تخبرني كيف كانوا يسافرون ..
صرخت صغيرة أخرى تملؤها الثقة معتقدة صحة إجابتها قائلة:
- لا لم تنقلب السيارة به وإنما انقلب به الدباب!!!!
هنا لم أستطع كتم ضحكاتي ..
وانطلقت بعدها موضحة لهم الأمر ومكتفية بإجاباتهم التي قد تقتلني من الضحك!
انتهت رحلتي معهم ..
وتوقعت أني سأعود لفراغي القاتل ثانية لكن كالعادة قالت المسؤولة ..
- أستاذة سارة طلاب الصف الثالث أشغليهم بشيء .. أي شيء!
دار في ذهني تساؤل!
كيف أدخل على طلاب الصف الثالث! ..
أشعر أنهم مشاغبين للغاية ولن أستطع التفاهم معهم ..
تخيلت أن الحصة ستصبح حلبة مصارعة!
لذا دخلت عليهم وفي نفسي هم، وظهرت أمامهم بصرامة ..
كان هناك شخص واحد يحاول استفزازي .. كل ما أقوم بحركة يقلدني سخريه!!
انفلتت أعصابي .. وصرخت في الفصل قائلة ..
- أسمعوني حركات الأطفال هذه ليست عندي ..
ثم صرخت ثانية:
- أسااااامة ابتعد عن وجهي في آخر الفصل ..
رفض، ثم صرخت ثانية قائلة:
- إن لم تذهب للخلف سأطردك بالخارج ..
ذهب أسامه للخلف وحده ..
أحسست أني قسوت عليه لكني عدت على بساطتي من البقية ونسيت أسامه!
كنت أحكي لهم قصة نوح عليه السلام، الكل منتبه لي وأنا منشدة معهم ..
صرنا نتفاعل مع بعضنا ونحكي معا، كانوا بسيطين بريئين رائعين .. وأعجبت بهم
فجأة سمعت صوت أحد الأولاد قائلا ..
- أستاذة شوفي أسامه رجع قدام!
التفت وتفاجأت من خفة انسلاله دون أن أنتبه ..
علقت عيني عليه وقلت ..
- ستعود لكن تعدني أنها آخر مره؟!
رد برجاء ..
- نعم آخر مره!
وانسجم معهم وكنت جدا مستمتعة ..
انتهت الحصة ورميت نفسي على الكرسي بإرهاق ..
فجأة جاءني أحد الأولاد بعد أن خرج البقية ..
- أستاذة كل يوم تعالي عندنا حصتك حلوه ..
مسحت على رأسه ثم قلت:
- حماسكم معي هو سبب جمال الحصة ..
انطلق الصغير مع أصحابه ..
وفي الغد عدت لهم وعيونهم متلهفة لحكاية أخرى ..
هالني عالم الصغار وبراءتهم .. كنت مندهشة لقلوبهم الغضة ..
ولبساطة حياتهم .. من كان مثقلا بهموم الحياة فليجلس معهم ساعة!
فهم يغسلون عناء الدنيا كلها ..
عدت للمنزل .. وعلا رنين هاتفي الجوال ..
فإذا به إحدى صديقات الجامعة .. تقول:
- ساااارة تعبنا!
- من ماذا!
- النتاااااااااائج لم تنزل حتى الآن؟!
ضحكت في سري، حتى نتائج اختباراتي نسيتها مع صخب وضجيج الأطفال ..
قلت لها:
- لم تعد تهمني .. ريحي نفسك مثلي!
أغلقت الهاتف والزميلة مليئة بهم النتائج حتى الاختناق ..
ومرت بعض الساعات وأنا في المنزل حتى عدت لواقعي ..
فإذا بي أنجرف تارة بعد تارة لهم النتائج مثل الزميلات ..
أرهقت كثيرا من غير فائدة!
وعندما حان الغد لم أستطع سوى الهرب سريعا نحو عالم الأطفال ..
مبتعدة عن هموم لا تستحق العناء ..
¥