تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذه هي النظرة المادية ولها ثقلها وأثرها ولكن ومن خلال النصوص الشرعية بوظائف الولايات وأداء الأمانات والتي سنذكر بعضها بمشيئة الله يتبين لنا بعيداًًًًًََََ عن اليابان وغيره عظمة هذا الدين و قوة حضارته لو أخذه المسلمون بقوة واجتهدوا ببذل الأسباب وتخلصوا من التقليد والتبعية وفطنوا لخطورة الهزيمة النفسية وفقهوا دينهم بحق وعملوا، بقول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عيه وسلم، نسأل الله أن يعيد للإسلام حضارته وعزته وأن يفقه المسلمين في دينهم وأن يصلح أحوالهم وليكونوا قادة لا مقودين وسادة لا مسودين وقدوة للعالمين هذا هو السبب الأول والرئيسي لطرح هذا الموضوع.

ثانياً: نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى ومنها أن يسر لنا أبواب الرزق وطلب العيش وما من أحد إلا وهو يسعى في الأرض ويبذل الأسباب وإلا فالرزق من الله تعالى وهو الرزاق ذو القوة المتين وبيده مفاتيح الخير والعطاء وفي السماء رزقكم وما توعدون، و مع يقين المسلم الصادق بإنه لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها فإنه لابد من السعي وبذل الأسباب لأن السماء لا تمطر فضاً ولا ذهباً كما يقال ولذا كان الأمر من الله تعالى: ? فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ? (الملك: من الآية15).

ومن توفيق الله تعالى للكثير من المسلمين في الأرض أن يسر لهم أبواب رزقهم بوظائف وأعمال وولايات تولوها لتكون لهم مصدر رزق وسعي؛ ولأن أكثر الناس اليوم موظفون؛ ولأن الوظيفة أمانة تحتاج لحسن رعاية ومسؤولية كان لا بد أن يكون لهم نصيب من التذكير والتوجيه فهم بشر يجتهدون ويحرصون ولكنهم عرضة للغفلة والتقصير والملل والسآمة والأخطاء في بعض الأحايين.

ثالثاً: ما نسمعه في الليل والنهار وفي المجالس والمنتديات من القيل والقال في الموظفين حتى قال البعض أن الموظف أصبح عدواً للمراجع أو أن الموظفين أصبحوا أعداء للمواطنين، ونرجوا أن لا يكون ذلك. هذا موظف أمين ذو خلق ودين يحبه الناس ويثنون عليه خيراً وآخر هشاش بشاش خدوم لكل أحد، وثالث: كثير الغياب والتنصل بارد نأووم، ورابع: موظف سيء كسول ثقيل الطبع والدم، وخامس متجهم عبوس لا ينفع إلا من يرجو منه مصلحة و منفعة. هذه أقوال وكلمات نسمعها في اليوم عشرات المرات، فلبيان الحال ومعرفة المآل كانت مثل هذه الهمسات للموظفين والموظفات، اسأل الله أن ينفع بها المسلمين والمسلمات، وأن يجعلها لوجهه خالصات صادقات وأن يعفو عن الخطأ والتقصير والسيئات.

علاقة الوظيفة بالإسلام والعقيدة

وهذا أمر مهم يجب أن نتنبه إلية معاشر الموظفين كثير من الناس يغفل عن علاقة إسلامه وعقيدته في عمله ووظيفته فنرى مثلاً مسلماً موظفاً يحرص على صلاة الجماعة ويسابق على الصف الأول ويصوم النوافل ويتجنب كثيراً من المعاملات المالية المشبوهة ويحترق قلبه على منكر ينظر إليه بل ربما سارع إلى إنكار هذا المنكر، وهذا كله جميل ومفرحً ونرجوا الأجر لصاحبه إن شاء الله، لكن العجب العجاب أن ترى هذا الموظف الذي اتصف بمثل هذه الصفات لا يراقب حاله وأعماله وتصرفاته في وظيفته وعمله، فمثلاً: هو يسرق من وقت وظيفته ساعات ويسارع في طلب الانتدابات والمكافئات بغير حق ويحتال على الاجازات والتغيبات إلى آخر ما نسمعه ونراه في عالم الوظيفة والموظفين وكأن الوظيفة لا تمت لدينه بصلة وكأن الراتب الوظيفي لا يدخله الحلال والحرام بسبب التقصير والإخلال فهل هذه ازدواجية وأنفصام بالشخصية أو أنها غفلة وجهل. فمثل هذا يرى أن الإسلام هو فقط تلك العبادات الشرعية المعروفة،نسي أو تناسى أن الإسلام دين متكامل، السنا نردد أن الله خلقنا لعبادته وأن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة والباطنة، إذن معنى هذا كل فعل وقول وحركة في حياتك أيها المسلم لك فيها أجر بشرط أن يحبها الله ويرضاها أي أن تكون خالصة لله أو كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو هدف المسلم في الحياة رضى الله عز وجل في كل شيء، الله تعالى يقول: ? قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شريك له ? (الأنعام:162) نسكي، صلاتي، محياي، ومماتي، كل صغيرة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير