تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معاشر الموظفين، العدل العدل، واحذروا الظلم وخاصة الرؤساء والمدراء، احرصوا حفظكم الله كل الحرص على العدل بين من تحت أيديكم من الموظفين ولا تميلوا مع فلان وفلان بمجرد علاقة أو توافق هوى بل ليكن الضابط في تعاملكم هو الكفاءة والتميّز في العمل، حتى ولو كان ممن لا تحبه أو لا تميل إليه أو لا ترتاح معه كما يقول البعض، فإن هذه كلها ليست أسباباً شرعية لبخسه حقه أو تهميشه وظلمه ? يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والآقربين أن يكن غنياً أو فقيراً فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلوا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيراً ?. نعم: الله مطلع خبير رقيب فاحذر وتنبه، يقول ابن كثير في تفسيره: ((قوله: ? فلا تتبع الهوى أن تعدلوا ? أي فلا يحملكم الهوى والعصبية وبغض الناس إليكم على ترك العدل في أموركم وشؤونكم بل الزموا العدل على أي حال كان كما، قال تعالى: ? ولا يجرمنكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ? ومن هذا قول عبد الله بن رواحة لما بعثه النبي ? يخرص على أهل خيبر ثمارهم وزرعهم، فأرادوا أن يرشوا ليرفق بهم، فقال: والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إليّ، ولأنتم أبغض إليّ من اعدادكم من القردة والخنازير، وما يحملني حبي إياه وبغضي لكم على أن لا اعدل فيكم، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض)) انتهى كلام ابن كثير –رحمه الله-

فيامن وليت مسؤولية وإدارة، اتق الظلم، فإن ظلم العباد واعتداء بعضهم على بعض سواءً في القول أو الفعل قد عم وظم، والكل يعلم أن من أهم أسباب الاختلاف بين العباد هو الظلم والاعتداء وفقدان العدل والأنصاف، فمن اتهام الأبرياء وأكل أموال الناس بالباطل، والتقول على الناس بغير حق، والدخول في المقاصد والنيات، واستغلال النفوذ والمناصب في إذلال الآخرين والتسلط عليهم، ومنع وصول حقهم إليهم، وبخس حقوق الآخرين، فهذه كلها صور للظلم. فيا عبد الله كما قال ?:)) اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة)) كما في صحيح مسلم. فالظلم عاقبته وخيمة والظالم قاس القلب متحجر العاطفة عديم الإحساس، ولذلك طرده الله من رحمته، فقال: ? إلا لعنة الله على الظالمين ? ومن أهم تمرات العدل و الأنصاف ما أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله ?: ((إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوّا)).

عنصر آخر: كسب القلوب ومغفرة الذنوب:

أيها الموظف أياً كان موقعك وفي أي مكان كنت، أهمس في أذنك هذه الكلمات، أنك لم تجلس على هذه الكرسي الذي أنت عليه إلا من أجل خدمة الناس وقضاء حوائجهم وأداء الأمانة التي تحملتها، أفلا ترى أنك بحسن الاستقبال والابتسامة وإظهار الاهتمام بالمراجع وحاجته تمتلك قلوب الآخرين؟ حتى وإن لم تقضِ حاجتهم، بمجرد حسن الاستقبال والابتسامة، وربما خرجوا من عندك بنفس راضية ولسان يلهج بالثناء والدعاء بل ربما أثنوا عليك ورفعوا ذكرك بكل مجلس، كل هذا وأنت لم تقضِ حاجتهم، بل ملكتهم بحسن الأخلاق، فكيف لو استطعت قضاء حاجتهم وتيسير أمرهم كيف سيكون الحال؟ أيها الموظف، انظر للنتيجة التي وصلت إليها، كسبت القلوب والذكر الحسن، وقبل ذلك كله كسبت رضا الله عز وجل، ألم يقل ?: ((ابتسامتك في وجه أخيك صدقة)): ألم يقل ?: ((الكلمة الطيبة صدقة)) ألم يقل ?: ((من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته)) ألم يقل ?: ((والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)) ألم يقل ?: ((خير الناس أنفعهم للناس)) إذن فأنت في عبادة وأنت على مكتبك فلماذا تحرم نفسك هذا الخير العظيم، فقط استعن بالله، وأخلص النية لله، واتصف بمكارم الأخلاق وأحرص على نفع الناس، وستجد التوفيق في الدنيا والآخرة، ذكر حسن وجميل وحب وتقدير، هذا في الدنيا، وآجر كبير من العليم الخبير في الآخرة، كل هذا من خلال عملك ووظيفتك، أجر وغنيمة، والموفق من وفقه الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير