تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكم من الموظفين هجروا بيوتهم وأهملوا أولادهم بسبب سهرات زملاء العمل أو غيرهم، فبالليل استراحات وسهر، وفي النهار، تبرم وإهمال وكسل وتأخر أو غياب، وهذه ظاهرة خطيرة تحتاج لبسط مستقل ليس هذا مكانه، لكن من الموظفين من لا يرى أولاده إلا وقت النوم أو على وجبات الطعام، بل إن رواد الاستراحات حرموا أبنائهم حتى من هذا، فلا تسأل عن الفوضى في حياة أولادهم، أصحاب سوء وربما إضاعة صلاة، وعقوق، وفساد، والمصيبة العظمية أن هذا الموظف المسكين لا يشعر بهذا، فهو عند نفسه أحسن من غيره كما يقول الكثير وأولاده أفضل من غيرهم، وهكذا يلتمس لنفسه الأعذار، ويعيش في عالم الأوهام، وكم فجع بعض الآباء ببعض بناته، وصدم بفساد أولاده عندها يبدأ يلوم الأولاد عن انحرافهم، وهل يقال لمثل هذا إلا: فيك الخصام وأنت الخصم والحكمُ.

واسمعوا كمثال لهذه الشكوى من هذه الزوجة، تقول: أنا امرأة متزوجة ولكنني أشعر بالوحشة في بيتي فزوجي لا أراه إلا لمامة، ولا أسعد به كما تسعد الزوجات بأزواجهن وذلك لما يعيشه زوجي من فوضى وأنانية، فساعات عمله ونومه وسهره مع أصحابه تمنعني من رؤيته والأنس به والجلوس مع أولاده، فهو يذهب في أول النهار إلى عمله ولا يأتي إلا قبيل العصر ثم يتناول غداءه ثم يصلي العصر وبعده ينام حتى صلاة العشاء ثم يذهب بعدها إلى أصحابه في الاستراحة ليسهر ويأنس بهم ثم يأتي بساعة متأخرة من الليل وقد نام الأولاد بعد طول انتظار. تمر الدقائق والثواني ثقيلة أشعر في هذه اللحظات بأرقٍ ووحشة انتظر متى يفتح الباب ليدخل علينا الأب المنتظر فيرمي بجسده ليغط في نوم عميق، تقول: ما أقساها من لحظات، نعم والله ما أقساها من لحظات، وما أملها من حياة،هذا هو برنامجنا اليومي فكيف أحلم بحياة زوجية سعيدة؟ وكيف سنعلم أولادنا ونربيهم، والهموم تطاردنا والوحشة تقتلنا، حياتنا لا يعلم بها إلا الله، فإلى الله المشتكى 0000 إلى آخر كلامها.

معاشر الموظفين، ولم تقف الشكوى عند الزوجات بل حتى الأولاد والبنات، فهذه فتاة، تقول: أنني في العشرين من عمري لم أشعر يوماً من الأيام بحنان أمي أو عطف أبي الذي يعمل طول النهار، ويقضي الليل في الاستراحات والديوانيات وأمي مدرسة وتصر على العمل وترك البيت وهي لا تدري تهملنا وتتسبب في خراب أسرتنا، فقد وصل بهما الأمر أنهما لا يسألان عن أحوالي أبداً، لقد أصبحت تائهة وسط مشاغل الأبوين، لا أجتمع معهما على مائدة الطعام إلا قليلاً، أشعر أنني في مستشفى أو في دار إيواء، أنها بيئة صعبة تغرقني وتجعلني حزينة دائماً فمن ينتشلني منها 0000 إلى آخر كلامها.

ويعلم الله بقي مئات الشكاوى والآهات لدى الكثير من الأمهات والزوجات والأولاد والبنات حول هروب الموظفين للمقاهي أو الاستراحات وهي قضية الساعة، وليس الحديث عنها الآن، لكن بعض الموظفين يحتج، فيقول: لقد وفرت لهم كل شيء، وأنفقت عليهم بكل سخاء وكرم، المسكن الجميل، والطعام الوفير، والمركب الوثير، والمال الكثير، وكل وسائل المتعة والترفيه والتدليل، فماذا ينقصهم وماذا يريدون؟

أخي، لسان حال أهلك وأولادك، يقولون: نعم لقد وفرت لنا كل شيء،ولكن نريدك أنت، نريد أن نجلس معك، أن نمرح ونمزح معك، أن ندخل ونخرج معك، نريدك أباً عطوفاً، وقلباً حنوناً نشكوا لك همومنا ونبث إليك أشجاننا، نريد أن تكون لنا قدوة في طاعة ربنا وحسن أخلاقنا، نريد أن نتعلم منك الصدق والجد، فهل تستجيب لنا؟ هذا لسان حال الأهل والأبناء فراجع نفسك أيها الموظف وتأمل في برنامجك اليومي وكم نصيب بيتك منه، فليس العيب أن نقع في الخطأ ولكن في الاستمرار على الخطأ، فاتقوا الله معاشر الموظفين في أزواجكم وأولادكم وصاحبوا الأخيار، ثم احذروا من نقل هموم ومشكلات العمل والوظيفة إلى المنزل فيكون لذلك تأثير على النفسيات مما قد يسبب مشاكل أسرية لا تنتهي، فكثير ما تعاني الزوجات والأبناء من قلق الزوج واضطراب نفسيته بسب مشاكل العمل التي لا تنتهي.

فنصيحتي لكل موظف أن يبقي هموم ومشاكل العمل داخل مكتبة حتى لا يعيش الهم مرتين في الصباح وفي المساء.

عنصر: في دائرتنا تناصح وتعاون وأمر ونهي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير