تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

معاشر الاخوه، أن من أكثر الأسباب في انتشار الأخطاء والخلل في العمل الوظيفي، عدم أو ضعف التناصح بين أعضاء الدائرة الواحدة والمؤسسة الواحدة فتتراكم الأخطاء والسلبيات حتى يزكم الأنوف عفنها وتنتشر روائحها فيتحدث عنها القاصي والداني، فحري بالعاملين في كل دائرة وخاصة رؤساء الأقسام والمدراء تهيئة الظروف لمناخ أخوي يسوده التناصح وعلاج الأخطاء بالحكمة والكلمة الطيبة، وهذا فيه خيرٍ للجميع سواء على المستوى الجماعي المؤسسي أو الفردي وله آثر كبير على الإنتاج والتطوير ومن ثم حب الناس والذكر الحسن للدائرة وأفرادها، وقبل ذلك كله حب الله ورضاه، فعلى سبيل المثال: وهذا للمثال فقط، ماذا لو تم التناصح بين الموظفين أنفسهم بمباشرة العمل بعد أداء الصلاة بدل الانتظار ولفترات طويلة في الحديث مع بعضهم البعض رغم أن المراجعين في انتظارهم على أحر من الجمر، فكثر من المراجعين إن لم يكن كلهم موظفين استأذنوا بضع دقائق لتخليص معاملاتهم، فهم أحق بهذا الوقت من الأحاديث الجانبية مهما كانت مهمة، بل ربما تقبل على موظف في دائرةٍ ما قبيل الصلاة تجده يعتذر عن خدمتك بحجة الصلاة رغم أن المدة تسمح له بإنهاء المعاملة قبل وقت الصلاة ثم تفاجأ بأنه لم يذهب إلى المسجد فعلاً، بل وقف مع زملاءه حتى يحين وقت الإقامة، وهذا مثال أرجو قبوله بصدر رحب، فكل دقيقة هي حق للمراجع فستسأل عنها، فماذا لو تعاون الأخوة في الدائرة الواحدة على التعاون وعلى علاج مثل هذه المظاهر في مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتناصح فيما بينهم والتذكير بمثل هذه الظواهر، وهذا دليل على جديتهم وحرصهم وخوفهم من الله قبل كل شيء، فتناصحوا وتعاونوا في دائرتكم على البر والتقوى ولا تسكتوا على المنكر فيها أو بينكم، بل مروا بالمعروف وبالكلمة الطيبة ولا تيأسوا واصبروا وراقبوا الله لا الناس، ولا تقولوا: فعلنا وفعلنا ونصحنا وبيّنا ولم يستجب لنا بل واصلوا وأجركم على الله، والله من وراء القصد.

عنصر: هل الغيبة فاكهة الموظفين كما يقال؟

احذروا معاشر الموظفين من الغيبة دائماً وفي كل وقت وخاصة في مؤسساتكم وفي بعضكم أو في رؤسائكم فإنها محرمة بإجماع المسلمين وقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة على تحريمها وشناعتها ويكفي هذا التصوير القرآني العجيب: ? أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه ?تصور عندما تهم بالغيبة تصور أكل لحم أخ لك أو بشراً ميتاً. سبحان الله إن البعض لا يستطيع أن ينظر مجرد نظر للميت فكيف بأكل

لحمه، فاتقوا الله فالأمر خطير ولا يلبس عليكم الشيطان، فتقولون: إن ما نقول فيه حق، هذه نسمعها كثير، إذا قيل له اتق الله، قال: والله يا أخي ما قلت فيه إلا حق، فإن هذه هي عين الغيبة، فإن حقيقة الغيبة كما قال ?: ((ذكرك أخاك بما يكره)) قال الراوي: أفرأيت إن كان ما في أخي ما أقول؟ فقال ?: ((إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته)) كما في صحيح مسلم، فلا مناص، إذن فالأمر لا يخرج من غيبة وهو أشد منها وهو البهتان والظلم، فليس خطأ رئيسكم أو تعامله معكم بسوء خلق بمسوغ لغيبته والتحدث عنه بما يكره، ثم تأملوا حال المغتابين في الآخرة، فعن أنس ? قال: قال رسول الله ?: ((لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) كما عند أبي داود، وأحمد.

وأشد من هذا من وقع بعرض أخيه وزميله أو رئيسه بمجرد حرص الرئيس أو المسؤول على الجدية وتطبيق الأنظمة لتضمن حق الجميع، فيكثر التقول عليه والافتراء و القيل والقال، بدل أن يشكر ويشهر ويثني عليه ويدعى له، فإن أمثال هؤلاء صمام الأمان للمجتمع من سعار النفعيين الذين لا همّ لهم إلا مصالحهم وأنفسهم، حتى وإن كانت لا ترضي الله، أو ستضر بالآخرين، فلنتقي الله ولنزن الرجال والأعمال بميزان الشرع والصالح العام، وليس بميزان الهوى والمصالح الشخصية.

وأخيراً: إليك أخي الموظف أربعين همسة إدارية سريعة خاصة بالحريصين على الترقي والتطوير. وأسردها سرداً بدون ترقيم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير