تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

التائهة الباحثة عن فرار .. كان صوته ينزف بالحزن .. بالوجع .. ثم أردف قائلا: أنت لا تتصور عظيم جرمي .. وعظم الذنوب التي

تراكمتْ على قلبي .. لا .. لا .. لن يغفر الله لي، فأنا لم أصلِّ منذ سبع سنوات!!!

ويأبى عبد الله إلا أن يقنع محمداً بسعة عفو الله ورحمته، فها هو يعاود نصحه قائلا: يا أخي، احمد الله أنك لم تمت على

هذه الحال .. يا أخي إن الله -سبحانه وتعالى- يقول: (يا ابن آدم، إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك

بي شيئاً؛ لأتيتك بقرابها مغفرة)، ثم إن قنوطك من رحمة الله عز وجل أعظم من عصيانك له .. ثم أخذ يتلو عليه آيات

الرحمة والرجاء، وأحاديث التوبة، وكرم الله وجوده في قبول التائبين .. ولكأني به قد أيقظ في نفس محمد بارقة أمل، فيحس

محمد أن باب التوبة فد انفرج عن فتحة ضيقة يستطيع الدخول فيها.

وهنا تكسرت أمواج قنوط محمد العاتية على شطآن نصائح عبد الله الغالية، فشعر بثقل هائل ينزاح عن كاهله .. فيخف

جناحه، وترفرف روحه، تريد التحليق في العالم الجديد .. في عالم الأوبة والتوبة .. !

ها هو ذا صدره أرضاً بكراً يستقبل أول غرسة من النصائح المثمرة .. تلك النصائح التي نشرت الأمان والطمأنينة والرجاء في

نفس محمد كما ينشر المطر -بإذن الله- الاخضرار على وجه الصحاري المفقرة المجدبة .. !

وها هو ذا عبد الله يعرض عليه أمراً: ما رأيك يا أخي الكريم أن تذهب إلى دورة المياه لتغتسل .. لتريح نفسك .. ولتبدأ حياة

جديدة ..

فما كان من محمد إلا أن وافق ناشداً الراحة .. وأخذ يغتسل، ويغسل من قلبه كل أدران الذنوب وقذارتها التي علقت به ..

لقد غسل قلبه هذه المرة، وملآه بمعان مادتها من نور ..

وسارا نحو المسجد، وما زال الإمام يتلو آيات الله .. تتحرك بها شفتاه، وتهفو لها قلوب المصلين.

وأخذا يتحدثان .. وصدرت الكلمات من شفتي عبد الله رصينة تفوح منها رائحة الصدق والحق والأمل، بريئة من كل بهتان ..

وهز محمداً الحديث فكأنما عثر على كنز قد طال التنقيب عنه .. !

ثم أخذ يحدث نفسه: أين أنا من هذا الطريق .. ؟ أين أنا من هذا الطريق .. ؟ .. الحمد لله غص بها حلقه من جرّاء دموع قد

تفجرت من عينيه .. سار والدموع تنساب على وجنتيه، فحاول أن يرسم ابتسامة على شفتيه، بيد أنها ابتسامة مخنوقة

قد امتقع لونها؛ فنسيت طريقها إلى وجهه؛ فضاعت ..

قال: عسى الله أن يغفر لي -إن شاء الله-.

فبادره عبد الله: بل قل اللهم اغفر لي واعزم في المسألة يا رجل.

واتجها صوب المسجد، ونفس محمد تزداد تطلعاً وطمعاً في عفو الله ورضاه ..

دخل المسجد ولسان حاله يقول: اللهم اغفر لي .. اللهم ارحمني .. يا إلهي قد قضيت حياتي في المنحدر .. وها أنذا اليوم

أحاول الصعود، فخذ بيدي يا رب العالمين ..

يا أرحم الرحمين .. إن ذنوبي كثيرة .. ولكن رحمتتك أوسع ..

ودخل في الصلاة وما زال يبكي .. الذنوب القديمة تداعى بناؤها .. وخرج من قلب الأنقاض والغبار قلباً ناصعاً مضيئاً بالإيمان .. !

وأخذ يبكي .. وازداد بكاؤه .. فأبكى من حوله من المصلين ..

توقف الإمام عن القراءة، ولم يتوقف محمد عن البكاء .. قال الإمام: الله أكبر وركع .. فركع المصلون وركع محمد .. ثم رفعوا

جميعاً بعد قول الإمام: سمع الله لمن حمده .. لكن الله أراد أن لا يرتفع محمد بجسده .. بل ارتفعتْ روحه إلى بارئها ..

فسقط جثة هامدة ..

وبعد الصلاة .. حركوه .. قلبوه .. أسعفوه علهم أن يدركوه .. ولكن (فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون).

كتاب العائدون إلى الله

ـ[نياف]ــــــــ[03 - 02 - 07, 03:09 م]ـ

حكايات من حسن الخاتمة يرويها لنا الدكتور الجبير:

في 16 من شهر شعبان في عام 1422هـ في أحد مساجد الرياض صلى بنا إمام العصر وفي محرابه يذكرنا من رياض الصالحين وعندما انتهى قال: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين.

وإذا به ينكب على الأرض ووجهه على رياض الصالحين وتخرج روحه في محرابه وآخر علمه من هذه الدنيا حمداً لله وصلاةً وسلاماً على أفضل خلق الله.

***************************

يوم من الأيام في صلاة الفجر في أحد مساجد مدينة الرياض وعند الفروغ من الصلاة هممت بالخروج من بابه الشرقي. وإذا برجل يسبقني للخروج.

قدم رجله اليسرى وما أن قال وهو يقدم رجله اليسرى: بسم الله إلا وكأنه استدرك. فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله.

ثم سقط على عتبة المسجد بعد أن صلى الفجر في جماعة وهو في ذمة الله.

**************************

في حج 1421هـ كنت في طواف الوداع بل في الشوط الأخير من طواف الوداع.

وإذا برجل على يميني يتنفس بصعوبة يكاد أن يقع .. يلتقطه أحد الإخوة ويخرجه خارج المطاف، وما تساوى جسده على سطح الحرم إلا وفتح عيناه ونظر إلى السماء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمداً رسول الله، ثم خرجت روحه في أطهر موقع وأطهر مكان في وجه الأرض وأفضل مكان على كلمة الحق (لا إله إلا الله)

*************************

في صلاة الفجر كنت في أحد المساجد أقيمت الصلاة وكبر الإمام ..

ركع الركعة الأولى .. قام للركعة الثانية ..

فإذا برجل على يميني يقع أمامي .. انتهت الصلاة .. الإمام استعجل فإذا روح الرجل قد خرجت في روضة من رياض مساجد الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير