[البقشيش - البخشيش .. السلطان عبدالحميد]
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[06 - 02 - 07, 03:52 م]ـ
البقشيش .. اصل الكلمة تركية
يقول السلطان عبدالحميد رحمه الله تعالى ..
عندما يكتب افرنسي أو إنكليزي أو ألماني أو أي أجنبي، عن بلادنا، لا ينتهي قبل أن يخصص فصلا خاصا من كتابه لعادة الهدايا عندنا حتى أن أحد الافرنسيين ذكر في كتابه أن الهدية أعلى مستوى من السلطان، وسمّاها «السلطان هدية» إنهم مبالغون في كل ما قالوه.
والواقع أن الغربيين لا يفهمون المعنى الكامل للهدية، إنهم يعتبرونها لا أخلاقية كالرشوة، مع أنها حوادث نادرة، أما «القيصر هدية» فهي أكثر انتشارا في بلاد القياصرة منه في بلادنا.
ويمكن القول إن عدم تنفيذ شيء إلا بالهدية التي عندهم ليس موجودا عندنا، وحقيقة الأمر أن بعض العادات التي كانت في أوربا قبل عصور خلت، لا زالت موجودة عندنا الآن، حيث لم تكن لدى الغرب كما هي حالنا الآن ـ ميزانية رسمية فكان الموظفون يسعون إلى تدبير معاشهم ما وسعهم أن يدبروا، ويقال إن بعض الرهبان في الغرب لا يزالون يعيشون على هدايا الشعب المتدين.
إذا، فلا مجال لأن يحتدّ كتاب أوربا لعادة موظفينا في قبول الهدايا، وقياس موظفينا على الموظفين الأوربيين الذين يسندون أظهرهم على وضع مالي صريح منظم قياساً مع الفارق.
فالموظف الذي يتهم باللاأخلاقية وقلة الشرف بسبب انتظاره الهدية، لا يمكنه أن يعيش على الراتب الذي يحصل عليه من دولتنا، لذا فإنه يرى المبلغ الذي يعطيه له الناس مقابل عمل يؤديه لهم وكأنه حقه الطبيعي، كما يعتبره الناس أمرا طبيعيا؛ هذا التعود الذي بدأ منذ قرن من الزمن جعل من الهدية عرفا ومؤسسة وطنية، لا يمكن لأجنبي يفكر وفق ما تمليه أعراف بلاده، أن يتفهم أطوار الموظفين في الدولة العثمانية، إنه يجب الأخذ بعين الاعتبار وضعنا المالي المؤلم (وفقر الدولة مستمد من فقر الشعب) الذي بسببه لا نستطيع دفع الرواتب الشهرية للموظفين بشكل منتظم.
والعيال في البيت جائعون ينتظرون النجدة من الهدايا، إنه أمر إنساني بحت يجب تفهّمه إن أي موظف في أية أمة وضعها كوضع العثمانيين لا بد وأن يتصرف كما يتصرف موظفونا هنا.
ولا جرم أن عادة الهدايا تضر بالدولة ضررا بالغا، لأنها تفقد بها مبلغا ضخما من ضرائب الدخل.
إذا ما العمل لتصحيح هذا الوضع؟
إن كل موظف آمن بحقه في الهدية، فلا سبيل لنا إلا التغيير الجذري في نظامنا المالي، وكشف مصادر أخرى للموارد قد يكون مفيدا. ولكن قبل كل شيء ينبغي على الدول القوية أن تعترف لنا بحق العيش بسلام واستقرار، كيلا نصرف موارد الدولة دون جدوى للقضاء على المؤامرات التي يحيكها الأجانب.
ويقول في موضع اخر من كتابه ..
وجب علينا أن نعزل وإلي «بورشة» نعلم بإن بعض الولاة يستغلون مناصبهم في سبيل جمع الثروات.
لكن هذا الوالي بلغت به الوقاحة مبلغها لدرجة أن السفير الفرنسي استنكر تصرفاتة، فلا شىء يحول دون طرده ولن تفيده شفاعة الشافعين.
ووجب علينا أيضا إلجام والى بيروت. لقد حملت التقادير الينا اتهامات موجهة إلى ذلك الوالي، وقد شاركه في التهمة مدير البوليس وقائد المنطقة الساحلية.
هؤلاء الخونة لم يعطوا ملايين المهاجرين الوثائق الضرورية لاقامتهم إلا بعد أن أخذوا من كل واحد منهم ثلاث ليرات كرشوة.
وبذلك غصبوا ملايين الليرات من خزينة الدولة.
والحقيقة أن أصول الرشوة عندنا سيئة للغاية. انها عملية تضر مجتمعنا كثيرا.
يمكن أن نصفح عن الهدية (البقشيش) المقدمة إلى صغار الموظفين ممن قلت رواتبهم وكثر عيالهم. في حال تأخر هذه الرواتب.
لكن كبار الموظفين يقبضون أساسا رواتب ضخمة فعليهم أن يحيلوا هذه الهدايا إلى خزينة الدولة لا أن يأخذوها.
وليس ما يسعى اليه الباشوات من اقتطاع للإمتيازات أهون شرا من تلك الهدايا. ولاينبغي لاحد أن ينحط إلى درجة التعاون مع أدعياء الصناعة والأتصال بأشخاص مشبوهين بحيث يؤثر على مكانتنا لدى رجال الصناعة والتجارة في الغرب.
السلطان عبد الحميد
ـ[صخر]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:30 ص]ـ
بوركت ..
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[07 - 02 - 07, 11:44 ص]ـ
أين ذكر هذا الكلام؟؟ المرجع لأني لا أذكره في مذكراته؟
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[12 - 02 - 07, 02:26 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
الاخ .. عبدالرحمن ..
اول الكلام في كتابه .. السلطان عبد الحميد
رقم الجزء: 1
رقم الصفحة: 12
مشكلة الهدايا البقشيش 1896
والباقي كان في نفس الكتاب السابق
الرشوة 1901
رقم الجزء: 1
رقم الصفحة: 54