واعلم أن الغالب في ألقاب الترك من الجند التلقيب بسيف الدين لما فيه من مناسبة حالهم وانتسابهم إلى القوة والشدة كيلبغا ومنكلي بغا وبي خجا وأسنا وتغري بردي وتغري برمش ونحو ذلك
وقد يخرج ذلك في بعض الأسماء فيلقب بألقاب خاصة كما يلقبون طيبغا والطنبغا وقرابغا علاء الدين وأيدمر وبيدمر عز الدين ولاجين حسام الدين وأرسلان بهاء الدين وأقوش جمال الدين وسنجر علم الدين ونحو ذلك
وفي المولدين يقولون في لقب محمد ناصر الدين ولقب أبي بكر سيف الدين ولقب عمر ركن الدين ولقب علي علاء الدين ولقب إبراهيم صارم الدين ولقب إسماعيل تاج الدين ولقب حسن وحسين حسام الدين ولقب خالد شجاع الدين ونحو ذلك
الصنف الثاني ألقاب الخدام الخصيان المعبر عنهم الان بالطواشية وفي زمن الفاطميين بالأستاذين
ولهم ألقاب تخصهم فيقولون في هلال ومرجان زين الدين وفي دينار عز الدين وفي بشير سعد الدين وفي شاهين فارس الدين وفي جوهر صفي الدين وفي مثقال سابق الدين وفي عنبر شجاع الدين وفي لؤلؤ بدر الدين وفي صواب شمس الدين وفي محسن جمال الدين ونحو ذلك
النوع الثاني ألقاب أرباب الأقلام وهي على صنفين
الصنف الأول ألقاب القضاة والعلماء
قد كان في الزمن الأول لغالب أسمائهم ألقاب لا يتعدونها
كقولهم في محمد شمس الدين
وفي أحمد شهاب الدين
وفي أبي بكر زين الدين
وفي عمر سراج الدين
وفي عثمان فخر الدين
وفي علي نور الدين
وفي يوسف جمال الدين
وفي عبد الرحمن زين الدين
وفي إبراهيم برهان الدين ونحو ذلك
ثم ترك أعيانهم ذلك لابتذاله بكثرة الاستعمال وعدلوا إلى ألقاب أخر ابتدعوها على حسب أغراضهم فقالوا في محمد بدر الدين وصدر الدين وعز الدين ونحوها وفي أحمد بهاء الدين وصدر الدين وصلاح الدين وفي علي تقي الدين وفي عبد الرحمن جلال الدين ونحو ذلك ولم يتوقفوا في ذلك على لقب مخصوص بل صاروا يقصدون المخالفة لما عليه جادة من تقدمهم في ذلك
الصنف الثاني ألقاب الكتاب من القبط
ولهم القاب تخصهم أيضا فيقولون في عبد الله شمس الدين وفي عبد الرازق تاج الدين وربما قالوا سعد الدين وفي إبراهيم علم الدين وفي ماجد مجد الدين وفي وهبة تقي الدين ونحو ذلك
النوع الثالث ألقاب عامة الناس من التجار والغلمان السلطانية ونحوهم
وهم على سنن الفقهاء في ألقابهم وربما مال من هو منهم في الخدم السلطانية إلى التلقيب بألقاب الجند
النوع الرابع ألقاب أهل الذمة من الكتاب والصيارف ومن في معناهم من اليهود والنصارى
وقد اصطلحوا على ألقاب يتلقبون بها غالبها مصدرة بالشيخ ثم منهم من يجري على الرسم الأول في التلقيب بالإضافة إلى الدولة فيتلقب بولي الدولة ونحوه ومنهم من يحذف المضاف إليه في الجملة ويعرف اللقب بالألف واللام فيقولون الشيخ الشمسي والشيخ الصفي والشيخ الموفق وما أشبه ذلك
فإذا أسلم أحدهم أسقطت الألف واللام من أول لقبه ذلك وأضيف إلى لفظ الدين
فيقال في الشيخ الشمسي شمس الدين وفي الصفي صفي الدين وفي ولي الدولة ولي الدين وما أشبه ذلك
وربما كان لقب الذمي ليس له موافقة في شيء مما يضاف إلى الدين من ألقاب المسلمين فيراعى فيه إذا أسلم أقرب الألقاب إليه مثل أن يقال في الشيخ السعيد مثلا إذا أسلم سعد الدين ونحو ذلك