الطريقة الثالثة: معرفة الكتب المؤلفة في رجال السير عموماً. منها: سير أعلام النبلاء للذهبي ـ ومختصراته وتهذيباته ـ، كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان، وكتاب الوافي بالوفيات للصفدي، وكتاب البداية والنهاية لابن كثير.
هذا إذا كان الراوي الأعلى صحابياً، وإذا لم يكن صحابياً. فكيف أُعرّف به؟
إذا كان غير صحابي فيجب أن استعرض ست نقاط:
1/ اسمه ونسبه بما يُميزه. 2/ كُنيته. 3/ ذكر شيخين من شيوخه أحدهما مذكور في الإسناد، حتى يُستدل به على اتصال الحديث وعدمه ـ اتصال السند ـ، وحتى نعرف هل سمع من هذا الراوي. 4/ ذكر تلميذين من تلاميذه أحدهما في الإسناد وذكر التلميذين فيه فائدتان:
1. معرفة الاتصال.
2. لأنه برواية شيخين عنه ارتفعت جهالة العين، لأنه روى عنه راويان أو أكثر. وبقيت جهالة الحال كما سيأتي إن شاء الله.
5/ معرفة منزلته من حيث القبول وعدمه، هل هو ثقة أو غير ثقة. 6/ وفاته زماناً ومكاناً.
كيف أصل إلى المعلومات عن الراوي إن لم يكن صحابياً؟
إما عن طريق كتب عامة أو عن طريق كتب خاصة.
أما الكتب الخاصة فهناك كتب خاصة في صفة معينة أو كتب خاصة في كتب معينة.
مثال الكتب الخاصة بكتب معينة: ككتب الرجال الستة.
وأما الصفات الخاصة فكم أُلّف في الثقات وحدهم. كثقات ابن حبان، وثقات ابن شاهين، وثقات العجلي ـ أو ـ كُتب الضعاف خاصة، كالضعفاء والمتروكين للنسائي، وكذا للدارقطني، والضعفاء للبخاري، والضعفاء للعُقيلي، ومن أهمها الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي. وأيضاً ميزان الاعتدال للذهبي، ولسان الميزان لابن حجر.
أو كتب خاصة في الكنى، ككنى الدولابي، وكُنى البخاري، وكُنى مسلم، و الاستغنى في معرفة حملة العلم بالكنى لابن عبدالبر.
أو الكتب المؤلفة في صفة خاصة مثل: الكتب المؤلفة في البلدان كتاريخ بغداد، وكتاريخ دمشق، وتاريخ حلب، وتاريخ جُرجان، وتاريخ داريا.
أو الكتب المؤلفة في الأنساب، كالأنساب للسمعاني، والُلباب للسيوطي، ولُب اللباب.
أو الكتب الخاصة المؤلفة في الألقاب.
وهناك كتب عامة، ككتاب التاريخ الكبير للبخاري، وكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم، وغيرها.
والرواة هناك من تُوسّع فيه، وهناك من لم يُتوسّع فيه، فينبغي أن يؤخذ ما يُناسب العرض. كما سبق في الصحابي.
ثانياً: لفظ الحديث ـ أو ـ كلام رسول الله r .
كلام رسول الله r يكون أحد أمرين:
1. إما أن تكون ألفاظاً لا يتضح معناها إلا بضمها إلى غيرها.
2. أو ألفاظاً معانيها تتضح بنفسها وإن لم تُضم إلى غيرها.
فالأول هو الحرف والثاني إما أن يكون إفادته بنفسه مع اقترانه بزمن سواءً كان الزمن حاضراً أو ماضياً أو مستقبلاً فهذا الفعل.
وإما أن يكون مفيداً بنفسه غير مقترن بزمن وهذا هو الاسم.
فكيف نصل إلى المعلومات المتصلة بالحروف وبالكلمة المفيدة سواءً اقترنت بزمن أو لم تقترن بزمن؟
تنبيهات/
1. أن الحروف تتناوب. أي أن الحروف تأتي بمعنى أصلي وتنوب عن غيرها بحيث يكون في هذا المعنى معنى فرعياً، فقد تكون الباء أصلية وقد تكون بمعنى على وبمعنى في. فعليك أن تُعيد النظر وتنظر إلى معانيها، وهل هي أصلية أو نائبة عن غيرها. وأيضاً الذي يليق مع سياق الكلام، وأيها الذي يَتناسب مع مُراد رسول الله r .
2. أن الحروف منها ما هو اسم ومنها ما هو حرف، فهل هي في هذا اللفظ حرف أو اسم.
3. أن الحرف الواحد يأتي لمعان متعددة مع اتحاد اللفظ. مثال ذلك: أن حرف (اللام) له أربعون معنى. مثال: (الميم) لفظ واحد وقد تكون اسم وقد تكون حرف، والاسم وحده له عشرة معانٍ وهذه المعاني العشرة يجمعها بيت واحد هو:
استفهام شرط الوصل فاعجب لنُكرها بكفٍ ونفي وزِيدَ تعظيمِ مصدري
[ويقولون فائدة وأي فائدة كل ما بعد (إذا) زائدة].
كيف أصل إلى معاني الحروف؟
أعرف الحروف ومعانيها بالرجوع إلى الكتب المؤلفة في كتب الحروف والمعاني، وهذه الكتب كثيرة منها:
الجنى الداني للمُرادي، ورصف المباني في شرح حروف المعاني للمالقي، ومعاني الحروف للرماني، ومغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام، واللامات للزجاجي، واللامات لابن كيسان، والنحاس أيضاً، وابن فارس، وأبو الحسن الهروي. وغيرهم.
ما عدا الحروف كيف أصل إليه ـ معاني الألفاظ ـ؟
¥