تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

12 - لا تنس اللجوء إلى الله ابتداءاً ونهاية؛ لأنه هو الذي أضحك وأبكى، فبالتوبة والاستغفار ودوام ذكر الله تحيا القلوب.

المصدر/ كتاب " حتى لا تكون كلاً

عوض بن محمد القرني

ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 02:43 م]ـ

كيف تسيطر على نفسك؟

ليس أشق على الإنسان من مجاهدة النفس وتغيير مرذول طباعها وتحليتها بمكارم الأخلاق وحسن العادات وفضائل السلوك، قال تعالى: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)، وقال عليه الصلاة والسلام: (ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب)، وقال الشاعر:

لولا المشقة ساد الناس كلهمو ** الجود يفقر والإقدام قتّال

وكل سلوك شخصي أو نمط خلقي وراءه خصيصة نفسية منظمة له ودافعة إليه، وحتى يستطيع الإنسان أن يتحكم في سلوكياته ويرتقي بأخلاقه ويضبط تصرفاته، فلا بد أن يلتفت قبل ذلك إلى الدوافع والخصائص النفسية، فما كان منها وراء السلوك المعوج والخلق الذميم فيعرضه لعملية التهذيب والتقليم والقلع والإزالة.

وما كان يطمح إليه من خلق نبيل وسلوك سوي قويم فَلْيَسْعَ إلى إيجاد وتنمية الدوافع والخصائص النفسية الموجهة له يوجدها إن لم تكن موجودة وينميها إن كانت موجودة لكنها ضعيفة، وهذا ولا شك عملية شاقة وقد تكون مؤلمة؛ لأنها تهديد وتغيير للواقع النفسي والسلوكي والأخلاقي، والنفسي تقاوم أي تغيير أو تهديد لواقعها مهما كان هذا الواقع؛ لأنه مرتبط بقناعات عقدية أو فكرية أو لذات وأفراح قلبية أو بدنية أو عادات مستحكمة؛ ولهذا فبداية التغيير تكون من الأساسات التي قامت عليها هذه الأخلاق والسلوكيات.

وبالمران والمجاهدة والإلحاح وتغيير القناعات العقلية والعمل الدؤوب تسلس النفس قيادها وتعطي زمامها ويسهل حينئذٍ السيطرة عليها وتوجيهها باستمرار إلى الأفضل.

قال أحد العارفين: ما زلت أسوق النفس إلى الله وهي تبكي حتى سارات إليه وهي تضحك.

أفرض على نفسك رقابة ذاتية ومحاسبة دائمة في أفكارك وعاداتك وسلوكك وأخلاقك وحركاتك وكلماتك (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا)، وإليك بعض الصور التي تنقلت فيها النفس ويفقد الإنسان السيطر عليها أثناءها لعلك تحذر بعد ذلك هذه الصور.

بعض صور أنفلات النفس وعدم السيطرة عليها:

إنَّ سبب كل بلاء وشقاء هو انفلات النفس وعدم السيطرة عليها حتى يحجب الهوى العقل، ولهذا الانفلات صور كثيرة لكني أورد أمثلة لهذا الانفلات ليحذر منها، وأحاول بعد ذلك أن أبين كيف يُمكن مواجهة هذه الأمثلة:

1 - التسويف في تنفيذ الأعمال والتأجيل لما يجب المبادرة إليه إيثاراً للدعه والسكون والراحة والركون.

2 - التردد والاضطراب عند محاولة الإقدام على أي عمل تحت ستار الخوف من الفشل أو عدم العمل ما لم يتوقع حصول النجاح الكامل يقيناً.

3 - عدم تحمل النقد والغضب لأتفه الأسباب، فإذا غضب حطم كل شيء، لا يراعي أي عواقب أو يحتسب لأي خسائر.

4 - الشرود الذهني وعدم التركيز الفكري أثناء العمل.

5 - تحميل النفس ما لا تطيق من العمل مما يؤدي إلى القلق والاضطراب وعدم تركيز الجهد وفقدان التوازن.

6 - عدم الثقة في النفس وفي القدرة على عمل أي شيء.

7 - الممل والسأم وعدم الاستمرار في أي عمل.

وهذه بعض المعالجات لهذه الصور السابق ذكرها التي يبتلى بها بعض الناس في حياتهم.

كيف تقلل من السلبية في حياتك والتسويف في إنجاز أعمالك؟

1 - خذ قدراً كافياً من النوم بدون إسراف، وحبذا لو نمت مبكراً على وضوء.

2 - استيقظ مبكراً ولا تكثر من التململ في فراشك.

3 - لا تفوتك صلاة الفجر في وقتها مع الجامعة.

4 - لا تنس أذكار الصباح فهي مفتاح السعادة ليومك.

5 - خطط برنامجك اليومي في هدوء، وحبذا لو أعدت النظر فيه مرة أخرى وتمتع قليلاً بالتأمل في أكثر فقراته متعه لك.

6 - احرص على تنويع برنامجك وعلى أن يكون فيه أشياء محببة إليك، وتتوقع أن تحقق فيه نسبة عالية من النجاح وحاول أن تبدأ بها.

7 - انطلق لتنفيذ برنامجك مبتدئاً بدعاء الخروج ودعاء الركوب إن ركبت في ذهابك لعملك.

8 - ابتسم إلى كل من تلقاه من إخوانك في يومك بعد إلقاء السلام عليه.

9 - احرص على إنجاز عملك أولاً بأول بحيث تتمكن من إنهاء برنامجك مع نهاية يومك لا يبقى منه شيء للغد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير