يمكن أن أصل إلى معاني الألفاظ بطريقتين:
الطريقة الأولى: عن طريق الكتب المؤلفة في غريب حديث رسول الله r ، منها: غريب الحديث للهروي، وغريب الحديث لابن قُتيبة، وغريب الحديث لابن الجوزي، وغريب الحديث لإبراهيم بن إسحاق، وغريب الحديث لابن قدامة، الفائق في غريب الحديث للزمخشري، وأعظم هذه الكتب وأهمها وأولها وأساسها وأجمعها النهاية في غريب الحديث لابن الأثير.
الطريقة الثانية: عن طريق الكتب المؤلفة في معرفة معاني ألفاظ لغة العرب، لأن أولى من يُشرح لفظه هو رسول الله r . والكتب المؤلفة في بيان ألفاظ اللغة العربية كثيرة منها:
الصحاح للجوهري وشروحه، مختار الصحاح وتاج العروس للزبيدي، القاموس المحيط للفيروزأبادي، لسان العرب لابن منظور، وتهذيب اللغة لابن فارس، ومنها أيضاً المُحكم والمخصص لابن سِيدَه. وغيرها.
الأحكام المستمدة من لفظ الحديث، كيف أصل إليها؟
هي نوعان: 1/ إما حُكم مُجمعٌ عليه. 2/ أو مختلف فيه.
فأما المُجمعُ عليه، فأصل إليه من طريقين:
الطريق الأول: ـ وهو الأصل ـ عن طريق الكتب المؤلفة في الإجماع خاصة، مثالها: كتاب الإجماع والأشراط والأوسط لابن المنذر، وكتاب مراتب الإجماع لابن حزم مالم ينتقده شيخ الإسلام ابن تيمية في نقده لمراتب الإجماع، وكتاب الإفصاح لابن هُبيرة، وكتاب موسوعة الإجماع للسعدي أبي حبيب. وغيرها.
الطريق الثاني: التنصيص عليه من إمام. والتنصيص عليه من إمام سواءً نص عليه إمام في كتب شروح الفقه أو في كتب شروح الحديث وغيرها.
المختلف فيه كيف أصل إليه؟
ولكن قبل هذا هناك تنبيهان:
1. على طالب العلم إذا أراد أن يُبرء ذمته أمام الله عز وجل، وإذا أراد أن يُكتب له القبول في الدنيا والآخرة عليه أن يكون متجرداً هَمّه الوصول إلى الحق، غير متعصب لشخص أو مذهب معين، وليكن همه الوصول إلى الحق ومعرفة مراد الله سبحانه وتعالى مهما قال به فلان من الناس، والتعصب يُعمي فلا يصل صاحبه إلى الحق، وفي الوقت نفس يجعل هذا التعصبَ صاحبه مسئولاً أمام الله سبحانه وتعالى لما يُبين.
وينظر إلى الأدلة من منظارين: 1/ الثبوت. 2/ الدلالة. وكذلك ينظر إلى المُرجحات. وقد ذكر الحازمي في كتابه الاعتبار في ناسخ الحديث ومنسوخه من الآثار خمسين مُرجحاً، وذكر العراقي في كتابه التقييد والإيضاح لما أُطلق وأُغلق على ابن الصلاح أكثر من مائة مُرجّح، فليَنظر إلى هذه المُرجحات ثم يُرجّح ما ظهر له بأدلته إن تبين له في هذه المسألة شيء، أو يتبع الأئمة المتقدمين في الترجيح.
2. عليه أن يعرف الاصطلاحات الخاصة في المذاهب. وما هو الراجح والمرجوح في كل مذهب. فمثلاً: أي الرواة أقوى عند الاختلاف عن الإمام مالك، ومتى يعمل بالقديم والجديد من قولي الإمام الشافعي، وأي الروايات المعتمدة في مذهب الإمام أحمد ـ وأي الرواة المعتمدين عند الاختلاف في مذهب الإمام أبي حنيفة، فإن هذه أمور مؤثرة في المذاهب، عليه أن ينظر في هذه حتى لا يأخذ ما هو مرجوح في المذهب الذي يُريد طرحه ويُريد عرضه ويكون غير معتمدٍ أصلاً في المذهب.
ثم بعد ذلك يستطيع أن يشرح الحديث من طريقتين:
الطريقة الأولى: الكتب المؤلفة في المذاهب المتبوعة.
1. المذهب الحنفي: الهداية للمرغلاني وهو من الكتب المعتمدة في المذهب الحنفي، وشرحه فتح القدير لابن الهُمام.
2. المذهب المالكي: المدونة للإمام مالك، والتمهيد والاستذكار والكافي في مذهب أهل المدينة لابن عبدالبر.
3. المذهب الشافعي: الأم للإمام الشافعي، مختصر المُزني وشرحه المسمى بالحاوي الكبير للماوردي، والمهذّب لأبي إسحاق الشيرازي وشرحه المسمى بالمجموع وقد تناوله بالشرح ثلاثة أولهم الإمام النووي ثم السبكي وأكمله المُطيعي.
قال العلامة الكبير الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: من وقف في مسائل الخلاف على المجموع وعلى المغني فقد استوفى المسألة.
4. المذهب الحنبلي: العمدة والكافي والمقنع والمغني كلها لابن قدامة المقدسي.
الطريقة الثانية: كتب شروح الحديث، فننظر إلى من أخرجه ثم نرجع إلى شرحه.
* فإن كان الحديث في البخاري، فنرجع إلى شروح البخاري الكثيرة ومنها:
أعلام الحديث للخطابي، فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن رجب الحنبلي، فتح الباري لابن حجر العسقلاني، إرشاد الساري للقسطلاني، عمدة القاري للعيني، شرح الكِرماني.وغيرها ..
* وإن كان الحديث في مسلم، فنرجع إلى شروح مسلم الكثيرة ومنها:
المُعلم بفوائد صحيح مسلم للمازري، إكمال المُعلم بفوائد صحيح مسلم للقاضي عياض، المُفهم شرح صحيح مسلم للقرطبي، شرح النووي على مسلم الموسوم بالمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، شرح الأُبي على مسلم، فتح المُلهم بشرح صحيح مسلم للشبّير بن أحمد العثماني.وغيرها.
* وإن كان في سنن أبي داود:
معالم السنن لخطابي، شرح بدر الدين العيني، عون المعبود وغاية المقصود للعظيم أبادي، بذل المجهود في حل سنن أبي داود للسهارنفوري، المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود لمحمود محمد خطاب .. وتكملته المسمى فتح الملك المعبود لابنه أمين محمود خطاب.
* وإن كان في سنن الترمذي:
عرضة الأحوذي لابن العربي، النفح الشذي لابن سيد الناس .. وتكملته للعراقي، قوت المغتذي للسيوطي، تحفة الأحوذي للمباركفوري.
* وإن كان في سنن النَسائي:
حاشية السيوطي على سنن النسائي، حاشية السندي، شرح للشنقيطي، شرح لمحمد الأثيوبي المولوي.
* وإن كان في سنن ابن ماجه:
حاشية للسيوطي، حاشية السندي، شرح ابن قُليج الحنفي ـ وهو أعظم شروحه ـ. وقد حقق أجزاء منه الشيخ عبدالعزيز الماجد رحمه الله.
تم بحمد الله وفضله
¥