8 - ويقول (2/ 403): (النور يأتي من غرناطة):
(أتكور طفلاً كي أولد في قطرات المطر، المتساقط فوق الصحراء العربية، لكن الريح شرقية، تلوي عنقي، فأعود إلى (غار حراء) يتيماً، يخطفني نسر، يلقي بي تحت سماء أخرى، أتكور ثانية، لكني لا أولد أيضاً، أتخطى الوضع البشر، أدور وحيداً حول الله وحول منازله في الأرض).
المثال العاشر:الشاعر الماركسي الشيوعي الحداثي بدر شاكر السياب:
1 - يقول في ديوانه (2/ 228) (دار جدي) ط. دار العودة:
(وأبصر الله على هيئة نخلة، كتاج نخلة يبيض في الظلام)
2 - ويقول في ديوانه (2/ 242) (نبؤة ورؤيا):
(بكاؤك وارتعابك فيهما لله إحراج).
3 - ويقول في ديوانه (2/ 338) (القصيدة والعنقاء):
(وفي الليالي الداجية في ذلك السكون ليس فيه إلا الرياح العاويه سيفزع الله من الأموات ويسحب الموت ويغفو فيه مثل دثار في الليالي الشاتيه)
4 - ويقول (2/ 380) (أحبيني):
(وأنت؟ لعله الإشفاق لست لأعذر الله إذا ماكان عطف منه، لا الحب، الذي خلاه يسقيني كؤوساً من نعيم)
2 - كتب وروايات صرحت بالاستهزاء بالله جل وعلا:
مثالها روايات نجيب محفوظ المحظورة وعلى رأسها رواية (أولاد حارتنا) والتي صدرت فيها فتاوى من الأزهر وحكمت بسحبها ومصادرتها وقد بيعت المجموعة كاملة في مكتبة الشروق في الجناح المصري وبطبعة فاخرة، ولعلي أذكر بعض المقاطع:
نجيب ورواية أولاد حارتنا
(ملخص من دراسة للدكتور سعيد بن ناصر الغامدي)
سأوجز الفكرة التي قامت عليها هذه الرواية، والتي كان لها صدىً مسموعًا في العالم العربي والغربي والتي بسببها أطلقت وسائل الاعلام على نجيب لقب (الأديب العالمي).
إن (أولاد حارتنا) ترمز إلى استخلاف الله لبني آدم في الأرض، غير أنّ الخيال الشيطاني المتلبِّس بلباس الأدب، جعل هذا الاستخلاف يأتي عن طريق وقف يقفه واهبُهُ (الجبلاوي)، رمز الله تعالى عن ذلك، لأبنائه وذريّتهم من بعدهم.
يعكف بعدها "العجوز" في قصره المسّور المجهول، وحديقته الغنّاء،التي تحيط به، رمز السماء والجنة، دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منهما.
وتأتي الرسالات السماويّة الثلاث من خلال الرمز، سلسلة من حركات المقاومة التي تسعى لإقامة العدل، ومنع الظلم والطغيان. إلا أنّ تلك المقاومة سرعان ما يزول أثرها بزوال الأنبياء المصلحين، "موسى وعيسى ومحمد" الذين رمز لهم نجيب بـ، جبل ورفاعة وقاسم، ليتسلّط الفتوّات من جديد, ويعمّ الفساد، فآفة الحارة النسيان، كما تقول الرواية.
يظهر بعدها الساحر المبشِّر والثائر الجديد (عرفة)، رمز العلم والمعرفة، لينقذ الحارة مما حلّ بها، ويأتي بما لم يأت به من كان قبله، ويكون سببًا في موت (الجبلاوي)؛ ليحيا بموته إله العصر الحديث. يقول (عرفة) عن نفسه بعد موت (الجبلاوي):
(إنه يجب على الابن الطيّب أن يفعل كلّ شيء، أن يحلّ محلّه، أن يكُوْنه.) رواية (أولاد حارتنا). نجيب محفوظ. 503.
وقد وصف كاتبا كتاب الطريق الى نوبل (وهما معجبان بنجيب) وبينا بأن الشكّ يأتي كأوّل سمات الرفض للجانب الميتافيزيقي؛ كأن يقول (عرفة):
لم أسمع عن معمّر عاش طول هذا العمر، فإذا قيل له إنّ الله قادر على كلّ شيء، أجاب في ثقة: أنّ السحر أيضًا قادر على كلّ شيء.
لقد حاولت الرواية أن تبرِّر فناء الإله، تعالى الله، ليس فقط بضعفه وتعرضه للموت، بل بوصفه بألوان الظلم والتقصير من الغفلة والقسوة والانشغال بالملذات، فـ"الجبلاوي قابع في القصر، يتابع ما يجري من ظلم لأبنائه، ويعيش كمن لا قلب له.
انظر كتاب الطريق إلى نوبل1988عبر حارة نجيب محفوظ. محمد يحي ومعتز شكري. ص13 من ذلك، ما يُظهره الكاتب من تعاطف مع إبليس، الذي رمز له بإدريس، في هذا الموقف الغريب:
( .. وأيقن الجميع أنّ إدريس قد انتهى، ما هو إلا مأساة جديدة من المآسي التي يشهدها هذا البيت صامتًا، كم من سيّدة مصونة تحوّلت بكلمة إلى متسوّلة تعيسة، وكم من رجل غادره بعد خدمة طويلة مترنّحًا، يحمل على ظهره العاري آثار سياط، حملت أطرافها بالرصاص، والدّم يطفح من فيه وأنفه، والرعاية التي تحوط الجميع عند الرضا، لا تشفع لأحد وإنْ عزّ جانبه عند الغضب).
كتاب الطريق إلى نوبل1988عبر حارة نجيب محفوظ. محمد يحي ومعتز شكري. ص13 ويقول الكاتب أيضًا على لسان إدريس، إبليس:
¥