" ملعون البيت الذي لا يطمئنّ فيه إلا الجبناء، الذين يغمسون اللقمة في ذلّ الخنوع، ويعبدون مُذلّهم .. ".
انظر كتاب الطريق إلى نوبل1988عبر حارة نجيب محفوظ. محمد يحي ومعتز شكري. ص16 ويصف الكاتبان إحدى أحداث الرواية، الجبلاوي-الذي يرمز لله U-، فيقولان:
(ويومًا تفجّر الأب-الجبلاوي-، عن ثورة جديدة، كانت ضحيّتها، تلك المرَّة امرأة؛ إذ تعالى صوته الجهير وهو يلعن نرجس الخادمة، ويطردها من البيت، وغادرت نرجس البيت وهي تصوّت وتلطم خدّيها).
انظر كتاب الطريق إلى نوبل1988عبر حارة نجيب محفوظ. محمد يحي ومعتز شكري. ص25 فهو يرمز للإله، ويسيء الأدب معه تقدّس وتعالى، فيصوّره بصورة الأبّ الطاغية المستبدّ المتجبّر، وينسب له من الأوصاف والكلمات البذيئة ما يترفّع عن ذكرها الإنسان العامّي فضلا عن المتعلّم، فكيف بالإله، تبارك اسمه وتقدّست أوصافه.
ويقول على لسان (قدري)، رمز قابيل، وهو يخاطب أخيه (همّام)، رمز هابيل:
"إنّ أبانا، آدم، يكدح وراء عربته، وأمّنا، حوّاء، تكدّ طوال النهار وشطرًا من الليل، ونحن نعاشر الأغنام حفاة شبه عراة، أما هو فقابع وراء الأسوار بلا قلب، متمتّع بنعيم لا يخطر على بال).
انظر كتاب الطريق إلى نوبل1988عبر حارة نجيب محفوظ. محمد يحي ومعتز شكري. ص70 ويقول - قابيل- لأخيه، أيضًا:
"أؤكّد لك أنّ جدّنا شخص شاذ، لا يستحقّ الاحترام، ولو كانت به ذرّة من خير ما جفا لحمه هذا الجفاء الغريب، إني أراه كما يراه عمنا، يقصد إبليس، لعنة من لعنات الدهر .. لقد نال هذه الأرض هبة بلا عناء، ثمّ طغى واستكبر).
رواية (أولاد حارتنا). ص71.
وتسود الرواية، التي تجاوزت الخمسمائة صفحة، عبارات التسخُّط والتظلُّم، التي تنكر اعتزال (الجبلاوي) في بيته المحصّن، وهو يرى الظلم والجوع والفقر، فيظلُّ في صمته ولا يحرّك ساكنًا.
يقول نجيب على لسان راوي "أولاد حارتنا":
(أليس من المحزن أن يكون لنا جدّ مثل هذا الجد دون أن نراه أو يرانا؟!.أليس من الغريب أن يختفي هو في هذا البيت الكبير المغلق وأن نعيش نحن في التراب؟!). رواية (أولاد حارتنا). ص6
ويقول نجيب متحدثا عن الله تعالى الذي رمز له بالجبلاوي:
(لماذا كان غضبك كالنار تحرق بلا رحمة؟ لماذا كانت كبرياؤك أحبّ إليك من لحمك ودمك؟ وكيف تنعم بالحياة الرغيدة وأنت تعلم أننا نداس بالأقدام كالحشرات؟ والعفو واللين والتسامح ما شأنها في بيتك الكبير أيها الجبار!). رواية (أولاد حارتنا). ص 55
(هذا الأب الجبار، كيف السبيل إلى إسماعه أنيني؟ أيها القاسي، متى يذوب ثلج قسوتك؟!). رواية (أولاد حارتنا). ص59
ويعلّل انشغال الجبلاوي عنهم بقوله:
(لعلّه نسي الوقف والنظارة والفتوّات والأحفاد والحارة). رواية (أولاد حارتنا). ص497 ولكي يصوّر"الجبلاوي"، الذي يرمز لذات الله تعالى وتقدّس، بهذا الظلم والبطش والاستبداد أسوأ تصوير، وصَفَه بصفات جبابرة الخلق وطغاتها، فجسمه كبير، وصوته غليظ جهير، وعيناه حادّتان قاسيتان. مما قاله الراوي في سياق وصفه الخرافي:
(تجلّت في عينيه الحادّتين نظرة كئيبة، مليئة بالشجن). رواية (أولاد حارتنا). ص33
(رأى الجبلاوي على ضوء شمعته، يسدّ الباب بجسمه الكبير، ملقيًا عليه نظرة باردة قاسية). رواية (أولاد حارتنا). ص47
فكان من أصداء هذه الطرح النتشوي، تتابُع الترجمات الغربية التي خصّت هذه الرواية بالدراسة والتحليل، وخصّتْ كاتبها بالإجلال والتعظيم.
إنكار وجود الله في روايات نجيب محفوظ
-في رواية الحب تحت المطر يُجري حواراً بين شخصين وفيه قال أحدهم: (حدثني أحد الكبار (الشيوخ)
فقال: إنه كان يوجد على أيامهم بغاء رسمي.
- زماننا أفضل فالجنس فيه كالهواء والماء
- لا أهمية لذلك، المهم هل الله موجود؟
- ولم تريد أن تعرف؟
- إذا قدر لليهود أن يخرجوا فمن سيخرجهم غيرنا.
- من يقتل كل يوم غيرنا!
- من قتل عام 1956 من قتل في اليمن من قتل في عام 1967!
- لا أحد يريد أن يجبني أهو موجود؟
¥