فقد كان رحمه الله ضابطا للسانه
وهذا معروف من كتبه ومؤلفاته
كاظما لغيظه
حتى مع من عادوه فى حياته
والحافظ قد اوذى وقد تكلم فيه من بعض حاسديه ومن بعض اعدائه
ومع ذلك ما ازداد الا كظما لغيظه
مترفعا فى ان يدخل فى السباب والشتام
جوادا كريما وله فى باب البر والصدقات
نفقات عظيمة مشهودة ذكرها المترجمون له فى قصص كثيرة
وكان صواما قواما
ومما يذكر انه حتى فى سفره لم يكن يترك قيام الليل
والسفر كان فى تلك الايام كم كان شاقا
وكذلك لم يكن يترك سفرا ولا حضرا
محبا للسنة معظما لهاومن يشك فى محبته للسنة
وتعظيمه لها وهى من اعظم مالف لها المؤلفات الكثيرة
وافنى فيها عمره وكان منصفا وله فى الانصاف مواقف عظيمة
نشاة هذا الامام
نشا يتيما مات ابواه ولم يكمل الرابعة من عمره
فكفله احد العلماء وهو
ابوبكر زكى الدين الخروبى
فادخله الكتاب وتعلم ما تعلمه الصغار فى تلك السنوات
فحفظ القران وله من العمر ست سنوات
ومما اتفق لهذا الامام ومن الفال الحسن
انه صلى بالناس فى مكة
مع ذلك العالم الذى كفله وله من العمر
اثنتى عشرة سنة وهذا كان اول سماعه للحديث
كان فى مكة وله من العمر اثنتى عشرة سنة
وهذا من الفال الحسن له ايضا
ولما اكمل اربعة عشر عاما
توفى وصيه ولم يجد من يوجهه الى طلب العلم
ففتر عن الطلب شيئا قليلا ثلاث سنوات
الى ان اكمل سبعة عشر عاما
وفى هذا السن حبب اليه التاريخ فاكثرمن القراءة فيه
وتتبع كتبه ومؤلفاته ومصنفاته
حتى ما ترك منها شيئا ثم لما اكمل تسعة عشر عاما
حبب اليه الادب والشعر فما ترك كتابا من كتب الادب
ولا ديوانا من دواوين الشعراء
الا وطالعه وحفظ كثيرا من ذلك
حتى كان يذكر بين يديه البيت من الشعر
الا ويعرف من قائل هذا البيت
بل ويستطيع ان يعرف السرقات الادبية كما تسمى الان
بل بلغ علمه بالادب انه اصبح يخالط كبار الادباء
وينظم الشعرالجيد وله ديوان شعر مطبوع كبير
وان شئت قلت متوسط يميل الى الكبر
ولما اكمل عشرون عاماعاد الى علم الحديث مع اشتغاله بالادب
ولم يترك الاشتغال بالادب الى ان اكمل ثلاثة وعشرين عاما
عندها شمر فى طلب العلوم الشرعية وفى علم الحديث خاصة
وشد عزمه الى طلب الحديث باشد ما يكون العزم
وفى هذه الفترة يصف الحافظ نفسه: ورفع الحجاب وفتح الباب
واقبل العزم المصمم الى التحصيل
ووفق الى الهداية الى سواء السبيل
فاخذ عن مشايخ هذا العصر وقد بقى منهم بقايا
وواصل الغدو والرواح الى المشايخ فى البواكير والعشايا
واجتمع بحافظ العصر زين الدين ابو الفضل
عبدالرحيم بن الحسين العراقى
(فلازمه عشر سنوات (796ه الى 806ه
وتخرج به وانتفع به وانتفع بملازمتة
وهذه الملازمة هى نقطة التحول الكبرى
فى حياة الحافظ ابن حجر
حيث انه اجل شيوخه فى الحديث
وبعد سنة واحدة من هذه الملازمة
اجازله شيخه العراقى بالتدريس
وفى هذه الفتره تفقه على جماعة من اهل العلم منهم
برهان الدين الابناسى صاحب الشذا الفياح
وعمر بن رسلان البلقينى
وهو من اجل شيوخه فى الفقه وعز الدين بن جماعة
واذن له البلقينى بالافتاء قبل وفاته
ومما يذكر ان وفاة البلقينى كانت سنة 805هجرية
والحافظ له من العمر اثنين وثلاثين عاما
وللحافظ السخاوى كلام جيد فى ترجمتة لشيخه
حول شيوخ الحافظ فى مختلف الفنون
احببت ان اقرؤه لكم من كتابه
الجواهر والدرر فى ترجمة شيخ الاسلام الحافظ ابن حجر
وقد طبع هذا الكتاب فى ثلاث مجلدات
وهذا المجلد الاول منه وهذا الكتاب
كتاب جليل ملىء بالفوائد
ينصح طلاب العلم بقراءته لانه يبين احوال هذا الامام
وطلبه للعلم وشيوخه
وكثيرا من الفوائدالتى سمعها السخاوى منه
فيقول السخاوىمبيناما اتفق للحافظ من التتلمذ على كبار شيوخ عصره:
واجتمع
له من الشيوخ الذين يشار اليهم ويعول اليهم فى حل المشكلات مالم يجتمع لاهل عصره لان كل واحدا منهم كان متبحرا
وراسا فى فنه الذى اشتهربه ولا يلحق به
فالبلقينى فى سعة الحفظ
وابن الملقن فى كثرة التصنيف
والعراقى فى معرفة علم الحديث ومتعلقاته
والهيثمى فى حفظ المتون واستحضارها
والمجدالشيرازىصاحب القاموس المحيط فى حفظ اللغة واطلاعه عليها
والغمارى فى معرفة العربية ومتعلقاتها
وكذا المحب بن هشام ابن الامام المشهور ابن هشام النحوى
وكان الحافظ فى هذه العلوم حسن التصرف فيها موفور الذكاء
¥