و السؤال المطروح الآن:
لماذا تترك الأنهار في المنطقة العربية لتذهب و تضيع دون أدنى محاولة للاستفادة منها:
فمثلاً: إذا نظرنا إلى نهري دجلة و الفرات مثلا وجدناهما يصبان في منطقة شط العرب من الخليج العربي، و بالتالي تضيع جميع تلك المياه سدى لا يستفيد منها أحد.
بينما من الممكن جدا "عملياً" فتح قوات فرعية من نهر الفرات قبل التقائه بدجلة، مع وضع سدود قبل شط العرب للمحافظة على منسوب المياه في نهر الفرات.
و لا ننسى بالطبع أن طبيعة تضاريس القشرة الأرضية في المنطقة مساعدةٌ لذلك، حيث تنحدر من الشمال إلى الجنوب ـ عدا نهر "العاصي" بلبنان و الذي ينحدر من الجنوب إلى الشمال مخالفاً باقي الأنهار و بالتالي نستطيع أن ندرك سبب تسميته تلك ـ.
و الفوائد العائدة من تلك الفروع المستحدثة أو القنوات الفرعية لا تخفى على أحد، و لكن سأنبه على بعضها مما قد لا تتبين للقارئ لأ ول وهلة:
1ـ أن منسوب المياه في نهر الفرات سيزيد حيث تستحدث سدود متدرجة قبل التقائه بنهر دجلة
مما يساهم في استقرار المنسوب المائي للنهر خلال العام.
2ـ هذ الفروع المستحدثة ستمر خلال مناطق و أقاليم في القطر العراقي و بالتالي ستساعد في بناء مدن و قرى زراعية، مما يساهم في الزيادة في مصادر الثروة المائية، و يزيد من مساحة الرقعة الزراعية في ذلك القطر الحبيب.
3ـ بالإمكان ربط نهايات تلك الفروع المستحدثة ببعض أودية شمال الجزيرة العربية، و التي ستكوِّن ممرات مائية جاهزة للحفاظ و من ثّمَّ توزيع تلك الثروة المائية قبل انتهائها إلى مصبها في الخليج العربي أو غيره.
4ـ بالإمكان الاستفادة من تلك القنوات الفرعية لتوليد الطاقة الكهربائية.
و كذلك الوضع بالنسبة لنهر النيل و غيره من الأنهار في العالم الاسلامي، وقس على ذلك.
ثم قارن ذلك بالجهود الخرافية، و الأموال الخيالية التي بذلتها الولايات المتحدة مثلاً في مشروع سد "الوادي الجديد" في كاليفورنيا، للحفاظ على الثروة المائية، مع أنها بلد مكتظٌ بالأنهار، و لا يتهدده شبحا الجفاف و حروب المياه، والله أعلم.
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[23 - 03 - 07, 07:35 م]ـ
تكرير النفط في الدول العربية و الاسلامية.
قد يستغرب البعض عندما يعلم أن أقل من 20% فقط من بترول الدول العربية و الاسلامية هو الذي يُكرَّر في الدول المنتجة له، بينما يُكرر بقيتُه في دول أخرى من أشهرها اليابان، حيث يزيد سعره بعد التكرير عدة أضعاف.
و الفكرة المطروحة أن يقوم كل من صندوق التنمية الاسلامي و صندوق التنمية التابع للجامعة العربية بتمويل إقامة مدن صناعية لتكرير المواد النفطية في الدول العربية و الاسلامية المجاورة للدول النفطية، حيث تتحقق من ذلك عدة فوائد:
1ـ تكوين منظومة صناعات قوية و استراتيجية في الدول العربية و الاسلامية المجاورة للدول النفطية.
2ـ اتاحة فرص وظيفية لأعداد غفيرة من العمال في الدول العربية و الاسلامية.
3 ـ تقليل تكلفة تكرير المواد النفطية على الدول المنتجة لها، حيث لا يحتاج إلى أساطيل من الناقلات النفطية العملاقة، بل يُكتفَى بخطوط أنابيب دائمة من الدول المنتجة إلى الدول المكررة، ثم إلى موانئ التصدير.
4ـ بالإمكان تقدير الحصص الخاصة بالدول المنتجة أو المكرِّرة بالرجوع إلى معدلات أو مجموع كميات الضخ النفطية المنتجة.
ـ قد يقول قائل أن صناعة التكرير صناعة معقدة و تحتاج إلى تقنية عالية.
و الجواب: أن مثل تلك الصناعات لا تقوم بين عشية وضحاها، بل بالتدريج، كما أنه بالإمكان الاستفادة من الدول ذات الخبرة في هذا المجال مثل الصين و كوريا، لا سيما بإتاحة القروض من الجهات المختصة كصندوق التنمية الاسلامي، أو صندوق التنمية التابع للجامعة العربية، أو الدول النفطية المستفيدة من هذه الآلية المطروحة، و الله أعلم.
ـ[أبو محمد عباد]ــــــــ[24 - 03 - 07, 04:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من الأهمية بمكان حسن استثمار مياه الأنهار قبل وصولها إلى البحر - ولكن هناك مشكلتين رئيسيتين تعترضان هذا العمل
1 - نشوء مجتمعات زراعية كبيرة (ملايين الناس) على ضفاف الأنهار الكبيرة وفروعها منذ آلاف السنين وتكيف نمط حياتهم وارتباطه بالمجرى الحالي للنهر بحيث يؤدي أي اختلاف رئيسي إلى اختلال حياتهم وحرمانهم من مصادر أرزاقهم ومثال ذلك هو نهر الفرات فلو تم تحويل اتجاهه نحو الصحراء وتوقف جريانه كما يجري الآن لجفت مساحات هائلة من الأراضي الزراعية بعد هذا التحويل - هل يمكن مثلاً استبدال نمط السقاية الحالي بأنابيب توفر نفس كمية الماء الحالية للمزارع؟ هل سيكون ذلك مناسباً لنوعية التربة وهل ستهبط التربة وتجف أم ستتقبل النوع الجديد من السقاية؟
2 - تفرع النهر وضحالته عند المصب وتحول منطقة المصب إلى سهل واسع أو ما يسمى بالدلتا - هل من الممكن في حال قررت مصر تحويل مجرى النيل إلى الصحراء الغربية أن تمد قنوات كافية لسقاية الدلتا؟ وهل ستجف الأراضي عند المصب وتهبط وبالتالي تغمر بمياه البحر؟ هل من الممكن حصول نفس الشيء في الخليج العربي مما يؤدي لجفافه التدريجي أو العكس بتدفق مياه المحيط الهندي إليه وتراكم الملح فيه وتحوله إلى سبخات وممالح طبيعية؟ هل من الممكن أن تصبح الحدود بين إيران ودول الخليج العربي حدوداً برية علماً أن عمر رضي الله عنه تمنى لو أن بينه وبين فارس جبلاً من نار فهل نزيل الحدود المائية الطبيعية بأيدينا؟
¥