النظام التعليمي التوافقي بالنسبة للمرحلة الابتدائية.
[بحكم عملي معلماً في المرحلة الابتدائية تبين لي أن الطالب في هذه المرحلة ـ بحكم صِغر سنِّه ـ لا يستطيع تقبل طول الحصة مقارنة بحجم المادة العلمية المدروسة، فبالتالي فإنه سُرعان ما يفقد التركيز على المادة وينشغل في اللعب، و للطالب عُذره في ذلك.
و لكن لماذا لا تُقلَّص المدة الزمنية للحصة بالنسبة للمرحلة الابتدائية فتكون مثلا "أربعين دقيقة " و بالتالي يُزاد نصاب المعلم إلى ست و عشرين حصة بدلا من أربع و عشرين حصة أسبوعية.
و ذلك أن الأربع و العشرين حصة تستغرق ألفاً و ثمانين دقيقة، و هذا بالضبط هو مقدار سبع و عشرين حصة من ذوات " الاربعين دقيقة ".
فإذا علمنا أن زيادة الحصص ـ بِغَضِّ النظر عن وقت الحصة ـ يستدعي زيادة المواد التي يدرسها المعلم و بالتالي زيادة متطلبات المادة من التحضير و التقييم و ما إلى ذلك فإن ذلك يستدعي إسقاط حصة على الأقل من تلك السبع و عشرين حصة من ذوات "الأربعين دقيقة"، فبالتالي تكون المحصلة ستاً و عشرين حصة لمعلم المرحلة الابتدائية كحد أعلى لنصابه التدريسي.
و هذا التعديل في نظام حصص المدارس الابتداية له نواحِ إيجابية عِدَّة تعود إلى الطالب و المعلم، بل و إدارات التعليم أيضاً، هذا إن لم يكن ذلك ـ أيضاً ـ من المتطلبات المُلِحَّة التي تتطلبها المرحلة التعليمية التي نعايشها، حيث أن مثل هذا النظام يرجع إلى العملية التعليمية بعِدة فوائد.
1ـ عند تطبيق هذا النظام ستنتهي الحصص التعليمية قبل موعدها الرسمي بنصف ساعة على الأقل، و من المعلوم أن الطالب خلال الحصة الأخيرة يكون قد استنفذ غالب قواه التركيزية، و يحتاج بالمقابل إلى محفِّزات لاستثارة انتباهه من جديد، و هذه الحيثية سيتم الحديث عنها بعد قليل.
2ـ يتم الاستفادة من النصف الساعة الأخيرة المتبقية بعد انقضاء الحصص التعليمية في تعليم الطلبة مواداً غير دراسية بحتة، مثل الخط أو طرق تنمية التفكير بالنسبة للمرحلة الأولية (المستويات التالية:الأول و الثاني و الثالث)، و بالنسبة للمرحلة العليا " (المستويات التالية:الرابع و الخامس و السادس) فيتم تعليم مبادئ اللغة الانجليزية و الحاسب الآلي.
3ـ يتم التعاقد مع مؤسسات تعليمية أهلية بعقود سنوية قابلة للتجديد أو الالغاء (بناءً على جودة تلك المؤسسة من عدمها)، حيث تقوم تلك المؤسسات من معاهد و مراكز و غيرها بتوفير تلك الخدمة التعليمية و جميع الوسائل اللازمة لها مقابل رسوم رمزية اختيارية يدفعها الطالب المستفيد من تلك الخدمة التعليمية.
4ـ تنشيط و تفعيل المؤسسات التعليمية الأهلية ممَّا يعود بالخير على الحراك الثقافي و العلمي الوطني.
5ـ بإمكان بعض أولياء الأمور و الذين لا يُحبِّذون استفادة أبنائهم من تلك الخدمات أن يحضروا لأخذ أبنائهم بعد الحصص التعليمية مباشرة، أو تركهم في الفناء الداخلي حتى موعد الخروج الموحد، مما يطرح عددا من الخيارات بالنسبة لولي الأمر، و بالتالي يقلُّ الازدحام لدى بوابات المدارس مما يقلل من نسبة الشكاوى القادمة من جيران تلك المدارس، و كذلك يقل ذلك الازدحام في الشوارع و الطرق الرئيسية، و بالنسبة لمن يختار ترك ابنه في الفناء الداخلي حتى موعد الخروج المحدد، فمن الممكن تطبيق برنامج غدائي صحي يستفيد منه الطالب خلال ذلك الوقت، و يعود على المدرسة بنوع من التمويل مما يساهم في الرقي بخدماتها التعليمية.
6ـ عند تطبيق هذا النظام بشكلٍ كُلِّي فسوف تتوفر لدى مراكز التعليم زيادة في عدد المعلمين بمقدار 8,33% (ثمانية و ثلث بالمائة) من عدد المعلمين الموجودين حاليا.
7ـ تكون تلك الخدمات التعليمية بمثابة محفِّزات استثارية لاسترجاع انتباه الطالب من جديد، و بالتالي إعادة نشاطه المفقود.
8ـ بالإمكان استثمار هذا العدد من المعلمين في الخدمات التعليمية المساندة و التي تشتد حاجة مدارسنا إليها، مثل المرشدين الطلابيين، و رواد النشاط، و زيادة عدد وكلاء المدارس، و زيادة عدد المشرفين التربويين، و غير ذلك.
9ـ يُطبَّق هذا النظام في مدارس منتخبة مجهزةً تجهيزا مناسباً لاستضافة خدمات تلك المؤسسات التعليمية.، كخطوة تجريبية لدراسة مدى جدوى هذا النظام.
10ـ بالإمكان ترحيل هذه التجربة بعد نجاحها بإذن الله إلى الرحلة المتوسطة و كذلك المرحلة الثانوية.
بحيث يتم الاستفادة من النصف الساعة الأخيرة المتبقية بعد انقضاء الحصص التعليمية في تعليم الطلبة مواداً مهنية أو تقنية أو لغة انجليزية أو مواد الحاسب الآلي ....... ألخ
و الله الموفق.
ـ[محمد عبدو]ــــــــ[01 - 05 - 07, 12:59 ص]ـ
الأستاذ محمد المبارك وفقك الله لما يحب ويرضى وهنيئا للتلاميذ الذين تدرسهم
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[01 - 05 - 07, 06:39 م]ـ
استاذي العزيز محمد عبدو شكرا على مروركم و تشجيعكم.
بارك الله فيكم.
¥