تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولدى الصين, ثاني أكبر مستهلك للنفط بعد الولايات المتحدة, خطط طموحة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة تشمل زيادة طاقة توليد الكهرباء من طاقة الرياح من 570 ميغاواط حالياً الى 20 ألف ميغاواط بحلول سنة 2020 والى 50 ألف ميغاواط بحلول سنة 2030. ويكفي ميغاواط واحد لإمداد ألف منزل بالكهرباء. وستبدأ الفيليبين سنة 2005 تنفيذ مشروع أول محطة كهرباء تعتمد على السكر كوقود. وبدأت السيارات الحكومية في تموز (يوليو) الماضي استخدام خليط من الديزل ووقود مستخرج من جوز الهند.

وعلى رغم الأرباح القياسية من تصاعد أسعار النفط الخام, فان شركات نفط كبرى تستثمر في مصادر الطاقة المتجددة. فشركة "بريتش بتروليوم" هي أكبر مصنعي الخلايا الفوتوفولطية في العالم. وقد أقامت مجموعة "رويال دتش / شل" قسماً للهيدروجين في العام 1999 وأعلنت عام 2002 أنها ستبني أول محطة لتعبئة الهيدروجين في العاصمة اليابانية طوكيو. وفي أيار (مايو) 2001, اشترت شركة "جنرال الكتريك" قسم طاقة الرياح في شركة "إنرون" منتشلة اياه من الافلاس, في مقابل 285 مليون دولار. وتحقق "شارب" من قسم الطاقة الشمسية التابع لها عائداً سنوياً يبلغ بليون دولار.

ولكن يؤكد محللون أن التمويل الحكومي هو المدخل الى نمو مصادر الطاقة المتجددة. وقد جاء في دراسة حديثة لمعهد وورلد ووتش: "في جميع الحالات, التقدم في مصادر الطاقة المتجددة حفزته سياسات حكومية قوية صُممت لرعاية أحدث صناعات الطاقة ولايجاد طلب على هذه التكنولوجيات, غالباً في أسواق يهيمن عليها الوقود الأحفوري والطاقة النووية المدعومان حكومياً".

خلال السنتين الماضيتين, هبطت في البورصة العالمية قيمة الشركات التي تطور مصادر طاقة متجددة من 13 بليون دولار الى 10,7 بلايين, بينما ارتفعت قيمة شركات الوقود الأحفوري الى مستويات قياسية بلغت أكثر من 1,2 تريليون دولار. فعلى رغم كل الصخب حول تغير المناخ, ما زال على الحكومات حول العالم التصديق على بروتوكول كيوتو المتعلق بخفض انبعاثات غازات الدفيئة.

وتقود الولايات المتحدة حملة لتخزين انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. ففي العام 2003, ساعدت ادارة الرئيس جورج دبليو بوش على تأسيس "منتدى قيادة احتباس الكربون" الذي يضم مجموعة بلدان تعمل خلال عقد من الزمن على تطوير FutureGen وهي أول محطة طاقة تعمل بالوقود الأحفوري ولا تطلق أي انبعاثات في الجو. هذا المشروع سيستخدم الفحم لانتاج الطاقة, ويدفن ثاني أوكسيد الكربون الناتج منه في طبقات صخرية حاوية للماء, أو في طبقات من الفحم غير القابل للتعدين, أو في قاع المحيط, أو يباع الى شركات لاستعماله في عمليات استخراج النفط والغاز.

يقول بيئيون ان مبلغ البليون دولار المخصص لمحطة FutureGen كي تطور تقنية احتباس الكربون يمكن انفاقه على هدف أكثر جدوى, كدعم تكنولوجيات الطاقة المتجددة.

يقول ليوناردو موغري, نائب رئيس شركة "ايني" الايطالية للنفط والغاز, ان الطاقة الشمسية لم تنافس بعد الوقود الأحفوري الأرخص. ولعل طاقة الرياح والكتلة الحيوية أقرب الى المنافسة, لكن قدرتهما على انتاج كميات كبيرة من الطاقة محدودة. وحتى أحدث طواحين الهواء أثارت احتجاجات شعبية عنيفة لدواعي تشويه المنظر الطبيعي. أما الذين يظنون أن الطاقة النووية هي الجواب, فيعتمدون غالباً على تحليل مضلل لكلفتها, لأن المنتجين لا يحتسبون غالباً السعر الحقيقي للكهرباء المنتجة من الطاقة النووية. فاغلاق محطة نووية يكلف المبلغ ذاته تقريباً الذي يحتاجه بناء محطة جديدة, وهذا ما يجعل شركات الطاقة النووية تضغط الآن في أنحاء العالم لتأخير المواعيد المقررة لاغلاق المحطات. وفي ما يتعلق بالسيارات الهجينة, فان محركات الاحتراق الداخلي تتطور بسرعة هي أيضاً, وباتت محركات الديزل تضاهي تقريباً الاقتصاد بالبنزين في السيارات الهجينة, لكن بكلفة للمستهلكين أدنى بكثير, علماً أن الديزل يخفض أيضاً انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 30 الى 40 في المئة بالمقارنة مع البنزين. والخلاصة, في رأي موغري, أنه حتى مع بلوغ أسعار النفط أعلى مستوياتها منذ 20 سنة, فليس هناك من بديل ينافس الوقود الأحفوري جدياً.

طاقة الرياح: الأسرع نمواً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير