بخلاف الطاقة الجيوحرارية, تعتبر الطاقة الكهرمائية من أقدم مصادر الطاقة التي استخدمها الانسان. فقد كانت النواعير معروفة في الصين منذ القرن الثالث قبل الميلاد. ومن ثم انتشرت في أنحاء العالم مطاحن ومناشير ومطارق تشغلها المياه الساقطة من الشلالات والسدود أو الجارية على سطح الأرض. ومنذ نحو مئة سنة شغلت توربينات الماء مولدات لانتاج الكهرباء.
-->
الطاقة المائية تولد حالياً قرابة خُمس الكهرباء في العالم ونحو نصف الكهرباء في 66 بلداً. وثمة اتجاه لتحديث المحطات القائمة لزيادة انتاجها بدل إنشاء محطات اضافية. والامكانات كبيرة في البلدان النامية. وقد أظهرت دراسة للأمم المتحدة انه لم يتم تطوير سوى ثلث المواقع المحتملة لمحطات الطاقة الكهرمائية حول العالم.
ومن أكثر المصادر المتجددة تنوعاً الكتلة الحيوية biomass. وهي متوافرة على الدوام, ويزرع كل سنة في أنحاء العالم نحو 80 بليون طن من الكتلة الحيوية الاضافية. ومستغلّوها يستخدمون طريقة مختلفة لتوليد الكهرباء, أساسها المادة العضوية, خصوصاً الحطب والقش والزيت النباتي والديزل الحيوي والغاز الحيوي لتوليد الكهرباء والحرارة أو كوقود. في ألمانيا, مثلاً, 1700 محطة للغاز الحيوي, تولد الكهرباء والحرارة من غاز التخمير الناتج من محطات تنقية مياه الصرف, ومن غاز المناجم, وغاز مطامر النفايات, والروث السائل الناتج من مزارع الماشية.
شبكات التوزيع المستقبلية لن تعتمد فقط على محطات الطاقة البعيدة, اذ سيصبح بعض المستهلكين منتجين, يولّدون حاجتهم الطاقوية من الشمس والريح والهيدروجين, بل ربما يغذون شبكة التوزيع بالفائض. فعلى سبيل المثال, تبنت الحكومة اليابانية عام 1993 خطة لتشجيع الطاقة الشمسية, وهناك نحو 170 ألف منزل في البلاد تغذي الشبكة التابعة لشركة الطاقة. وفي اسكوتلندا شركة تصنع طواحين هواء صغيرة تركب على سطوح المنازل ويمكن ان تولد 4000 كيلوواط ساعي من الكهرباء سنوياً (العائلة المتوسطة تستهلك 10 - 15 ألف كيلوواط ساعي). ومنتجو السكر الهنود, الذين ضاقوا ذرعاً بذبذبات الطاقة المحلية, بدأوا توليد كهربائهم الخاصة من ثفل قصب السكر. وفي مدينة واتسونفيل بولاية كاليفورنيا 257 منزلاً مكتفية ذاتياً في مشروع "صفر طاقة" Zero Energy Homes, تم بناؤها وفق مقاييس مقتصدة بالطاقة وجهزت بمولدات شمسية. وهذا المشروع واحد من عشرات المشاريع المماثلة.
اقتصاد "هجين" للمستقبل
الطاقة موضع أساسي في الانتخابات الأميركية. وبينما يتفق المرشحان جون كيري وجورج بوش على العمل نحو "استقلال أميركا في مجال الطاقة", يختلفان على سبل تحقيق هذه "الاستقلالية". فكيري, المرشح الديموقراطي, يدعو الى بلوغ الاستقلالية الطاقوية من طريق التوسع في استخدام الفحم الحجري بأساليب نظيفة, واستخراج الغاز من آلاسكا, وتطوير الكحول البيولوجي من مصادر زراعية, وتحسين الكفاءة في استخدام الطاقة. أما الرئيس جورج بوش فيركز في برنامجه على تطوير إنتاج النفط محلياً وتأمين مصادر خارجية متنوعة تخفف الاعتماد على دول الخليج. لكن لي رايموند, رئيس شركة إكسون موبيل وهي أكبر شركة نفط عالمية, يعتبر أن الاستقلال الطاقوي الأميركي فكرة غير قابلة للتطبيق, ويدعو في المقابل الى التعاون الدولي. فالولايات المتحدة, التي تستهلك 20 مليون برميل نفط يومياً, تنتج ربع هذه الكمية فقط محلياً وتستورد البقية. وتبتلع وسائل النقل ثلثي استهلاك أميركا من النفط.
الحوافز التشجيعية واعانات الدعم لانتاج مصادر طاقة بديلة تراجعت في أنحاء العالم المتقدم, مع استثناءات قليلة هي اليابان وألمانيا والدنمارك وبضعة بلدان أخرى. لذلك, ربما, يصدّر معظم تجهيزات الطاقة الشمسية المصنوعة في الولايات المتحدة الى ألمانيا واليابان.
¥