وهناك عيوب أخرى ومشاكل وهي احتمال تعرضها للعواصف الرملية وعواصف البرد (كرات الثلج المتجمد) والعوامل الجوية المختلفة – ومع أن هذه الاحتمالية قليلة في الصحارى غير الرملية ولكنها يمكن ان تحصل كل عدة سنوات ويكون لها أثار مدمرة – ومن الواجب تطوير هذ الأنظمة واستبدال العواكس الزجاجية بصفائح مرايا الألمنيوم وتطوير امكانية طيها وحمايتها في حال نزول البرد والثلج – وتطوير قطع غيار وتكنولوجيا محلية في البلد الذي تستخدم فيه.
هناك مشروعين قيد اللانشاء حالياُ مماثلين لمحطة كريمر جنكشن وهما محطة انداسول في اسبانيا والتي ستوضع في الخدمة منتصف عام 2008 ومحطة أخرى في الامارات العربية المتحدة سيبدأ انشاؤها قريباً
يمكن تحويل الطاقة الكهربائية الفائضة إلى طاقة كيميائية عبر تحليل المياه وتوليد الهيدروجين الذي يمكن التحكم به وتصديره كمصدر قيم للطاقة – كما يمكن الاستفادة من فائض الطاقة في تحلية مياه البحر والحصول على المياه العذبة لاستخدامات السكان والري واستصلاح الأراضي الزراعية
ملاحظة: إن استخدام الهيدروجين كوقود للسيارات ربما لا يكون اقتصادياً أو عملياً في الوقت الحالي بسبب ارتفاع ثمنه وخطورة نقله وتعبئته وصعوبة تحويله إلى غاز مسيل – كما ان السيارة التي تحمل في داخلها اسطوانة من الهيدروجين السائل مثل قنبلة متحركة خاصة اذا تعرضت لحادث اصطدام أو شرارة كهربائة أو حريق فإنها تنفجر بشكل هائل – فمن الأفضل استمرار السيارات العاملة على البنزين والديزل مع تطوير كفاءة الوقود وتطوير أنواع رديفة من الوقود السائل للسيارات كالبيوديزل والايثانول - وتساهم هذه المركبات في 30% تقريباً من الانبعاثات العالمية لغاز ثنائي اوكسيد الكربون وأما الأهم من ذلك فهو العمل على خفض استخدام زيت الفيول والغاز الطبيعي في محطات توليد الطاقة الكهربائية والتي تساهم في 60 - 70% تقريباً من انبعاثات غاز ثنائي أو كسيد الكربون
ماذا تستطيع السعودية أن تفعل بالتعاون مع بقية دول العالم؟
تمتلك السعودية عوامل داخلية ومقومات خارجية تساعدها على أن تكون المصدر الأول عالمياً للطاقة حتى بعد نضوب النفط والغاز (ربما بعد خمسين عاماً). من هذه العوامل توفر مساحات شاسعة من الأرض الغير مأهولة بشكل صحارى رملية وغير رملية ايضاً – وتوفر مناخ حار مشمس يستمر معظم شهور السنة كما ان هناك صناعات هامة تقدم المواد الأساسية لهذه المشاريع كصناعة الحديد والاسمنت والزجاج والبتروكيماويات – وصناعات في طريقها إلى الظهور كصناعة الألمنيوم وتعدينه كما ان هناك وفرة من مصادر الطاقة الأخرى التي تساعد على بناء مشروعات بهذا المستوى.
تتوفر للسعودية شبكة كبيرة من الزبائن المستهلكين للطاقة مما يتيح لها تسويق منتجاتها الجديدة وتوسيع مجال منتجاتها في مجال الطاقة لتشمل الهيدروجين والطاقة الكهربائية
تتمتع السعودية بعلاقات قوية مع الدول الكبرى الصانعة والموردة للتقنية النووية – وبينما تحظر هذه الدول التقنية والمعرفة النووية عن دول كثيرة فإنها تثق في السعودية وتعرض عليها هذا الاستثمار بل وتشجعها عليه
ويتوفر في السعودية فائض من التمويل حالياً نتيجة لعودة سعر النفط والغاز إلى المستوى العادل والواقعي.
إن على السعودية والدول النفطية ان تحافظ على على مستوى معتدل لسعر النفط لا يقل عن 100 دولار للبرميل وهذا سعر عادل ومنطقي كما انه يتيح المجال لتطوير مصادر الطاقة البديلة على مستوى اقتصادي قبل النضوب المتوقع للنفط بعد عدة سنوات
على السعودية أن تطور في داخلها مصادر الطاقة البديلة للنفط لتبقى في صدارة دول العالم لتوليد الطاقة النظيفة في المستقبل – وعليها ان تستخدم الصحارى الشاسعة في بناء محطات الطاقة الشمسية والنووية الآمنة ذات مستوى الأمان والكفاءة العالية – وان تستخدم فائض الطاقة الناتج في استصلاح وزراعة الأراضي الباقية وتوسيع الرقعة الزراعية الموجودة حالياً
¥