تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هناك توقعات دولية لسوق منتجات ألبان الإبل أن تصل مبيعاتها إلى 10 مليارات دولار

[/ IMG]

فحليب النوق، الذي يشتهر بين شعوب الارض التي ترعى الجِمال، بفوائده الجمة في الغذاء والشفاء من مختلف الامراض .. اصبح فجأة محط انظار العالم، بعد ان ارتأت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (الفاو) انه غذاء صالح لكل العالم وان بالإمكان تصنيع انواع المنتجات منه مثل الأجبان، وزيادة انتاجيته بشكل مضاعف لتصديره الى الدول الصناعية المتقدمة، بهدف جني الارباح للرعاة الفقراء! ويتسم لبن الناقة الذي يتناوله العرب والشعوب الاخرى بكثرة، بغناه بفيتامين «سي» الذي يصل تركيزه الى ثلاثة اضعاف تركيزه في لبن البقر، بينما يزيد تركيز عنصر الحديد فيه بعشر مرات عن اللبن الثاني. كما يمتاز بأنه اكثر ملوحة من حليب البقر واقل دهونا منه، وهو غني بفيتامين «بي» وبالمنغنيز والاحماض الدهنية غير المشبعة. و ذلك لمساعدة الجمال الرُضّع على أن «تشبّ عن الطوق» في بعضٍ من أشد مناطق البيئة قسوةً في العالم، أي الصحارى والسهوب.

ويمكن للانسان تناوله او معالجته وانتاج الجبن منه. وترغب المنظمة في ان يعكف منتجو لبن الناقة الذي يرعون الإبل من صحارى موريتانيا في الغرب وحتى سهوب كازاخستان ومنغوليا في اقاصي الشرق، على إعداده لتسويقه الى البلدان الغربية لتزداد سوق مبيعاته الى 10 مليارات دولار.

وتنتج الناقة الواحدة خمسة لترات من الحليب يوميا، الا ان الخبراء يرون انه يمكن مضاعفة هذا الرقم بعد اجراء تعديلات طفيفة على طريقة رعي وتغذية الجمال. وقال أنتوني بينيت، مسؤول قطاع الألبان واللحوم لدى المنظمة في بيان اصدرته الاسبوع الماضي، أن «الإمكانيات التي ينطوي عليها القطاع هائلةٌ بحق ... لأن اللبن موردٌ مؤكد للاموال».

وفي لندن اعلن ناطق باسم متاجر «هارودز» الشهيرة انها مهتمة بمنتجات ألبان النوق. ونقلت صحيفة «التايمز» عنه ان بامكان المتاجر تسويقها إن «تميزت بنوعية عالية»، بينما اعلن خبير آخر في تجارة الاغذية ان المتاجر «تدقق في تسويق المنتجات عن اتسمت باختلافات محددة» عن المنتجات المطروحة حاليا.

واعلنت المهندسة نانسي عبد الرحمن التي تشرف على شركة لإنتاج لبن النوق، مقرها في نواقشوط عاصمة موريتانيا، التي تسوق 10 آلاف لتر من لبن النوق يوميا الى فنادق المدينة، ان متاجر «هارودز» ومتاجر اخرى فاتحتها فعلا بهذا الموضوع.

1ـ لبن الشفاء

* ويعد حليب النوق وصفةً قوية ضدّ العديد من الأمراض في بلدان تغطي نحو نصف مساحة الكرة الارضية، فيما يعتبره البعض في بلدان الخليج العربي مشجعا على القدرة على الإنجاب. وبينما يسافر بعض سكان تونس مئات الكيلومترات للحصول على شيء منه، تركب راعيات قطعان الإبل في إثيوبيا والصومال القطار لمدة نصف يوم كامل لبيعه في جيبوتي حيث ترتفع أسعاره. وفي نجامينا في تشاد، تُشاهَد حلوى قطع الحليب المصنوعة منه في جميع أنحاء المدينة. وفي روسيا وكازاخستان والهند يصفه الأطباء في أغلب الأحيان كأفضل غذاءٍ لمن يُعافى من المرض بينما يُوصي به في افريقيا كسندٍ لمَرْضى الإيدز. وفي الصومال على وجه الخصوص، ثمة نهمٌ في الإقبال على تناول لبن الناقة، حيث يدرك السكان مدى قيمته الطبية الفائقة.

وفي هذا الصدد، تعتزم شركة ألبان الجِمال الكينية « Camel Dairy Milk Ltd»، في بلدة ننايوكي، بالتعاون مع معهد البحوث الطبية الكيني « KEMRI»، إجراء سلسلةٍ من البحوث للوقوف على مدى صِحة مقولات الطب الشعبي التي تؤمن بأن «اللبن الجملي» فعّالٌ كعلاج في الحدّ من داء السكّري والأمراض القلبية الشائعة.

وناشدت المنظمة في تقريرها الأطراف المانحة كافة توفير التمويل سواء من جانب المتبرّعين أو المستثمرين، بغية تطوير القطاع ليس فقط على المستويات المحليّة وإنما لمساعدة هذه السلعة الواعدة على التحرّك أيضاً في الأسواق الدولية المربحة في العالم العربي لتطمين احتياجات 200 مليون زبونٍ محتمل، وملايين آخرين في افريقيا وأوروبا والأميركيتين.

وترى المنظمة ان النفاذ إلى الأسواق التجارية بسلعة لبن النوق يتطلّب النجاح في «القفز فوق السِنام»، أي تجاوز العديد من العقبات في مراحل الإنتاج والتصنيع والترويج وغيرها، وهذا اكثر من عمليات رعاية قطعان الإبل في حد ذاتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير