تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[كيف نحقق نصرة النبي صلى الله عليه وسلم]

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[06 - 04 - 07, 11:56 ص]ـ

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ به سبحانه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وصلي الله وسلم وبارك على عبده ورسوله ومصطفاه محمدا، ورضي الله عن أصحابه أعلام الهدى، وليوث العدا، من حين بعثته وحتى يحشر الناس غدا.

أما بعد، فهذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك بعد طول غياب أسأل الله تعالى أن لا يقطع رفده عنا كما أرجو ه سبحانه أن ينفعني وإياكم بها وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم نافعة لجميع المسلمين، فما بين آونة وأختها يظهر علينا حاقد أو حاسد أو جاهل أو غبي ليتطاول على سيدنا ولد آدم صلى الله عليه وسلم ولقد تفكرت في الذين يتطاولون عليه – صلى الله عليه وسلم – سواء كان بالطعن في شخصه أو بتكذيب بعض أحاديثه أو بالتهكم على بعضها فوجدت القاسم المشترك بينهم جميعا هو الجهل والعجب [كما قال الحبيب الغالي الحويني] ومرد الإنسان دائماَ إلى هذين الشيئين ألم يقل الله تعالى "إنه كان ظلوما جهولاً" والذي يقطع ظلمه وجهله هو اتباع الوحي والتسليم لصاحب الرسالة وإلا ظل على أصله ظلوما جهولاً ولقد انتدبنا الله لنصرة نبيه – صلى الله عليه وسلم – ووعد على ذلك نصره وتوعد من خذله بالذل والهوان، قال ذو الجلال {قُلْ إِنْ كَانَ ءابَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24]. والسؤال الآن كيف ننصر رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؟

أولاً: لكي تكون النصرة صادقة لا بد أن تكون محباً له – صلى الله عليه وسلم – إذ كيف تنصر من لا تحبه، والحب ليس كلمة تقال ولا دعوى تدعى، ولكن كما قال الحسن آية أقامها الله على كل دعي "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله" فعلى كل من ادعي حبه أن ينظر في نفسه هل حقق الاتباع لسيد ولد آدم أم لا وإلا فليبدأ من جديد.

ثانياً: لكي تكون محباً فلا بد أن تكون عارفاً له عالمأ بأحواله – صلى الله عليه وسلم – وإلا فلو سألت أي شخص لما تحب فلاناً أو فلانة لقال لك: صوته جميل، أو وجهه حسن، أو ربما قال إن له عليّ جميلاً لا أنساه، ولربما قال شيئاً آخر لكن المحصلة النهائية هي أنه يذكر سبباً جاء بالمخالطة والمعرفة لهذا الشخص، ولذلك لا يمكن لإنسان أن يحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – دون أن يتعرف عليه ولا يأتي هذا إلا بدراسة سيرته العطرة والتعرف على أخلاقه العظيمة ومعرفة جميله عليك الذي لو ظللت عمرك كله خادما له فلن توفيه جزء ضئيلاً منه ألا وهو أن الله تعالى جعله سبباً لعدم خلودك في النار أو عدم دخولك فيها أصلاً، وكلما قرأت عنه – صلى الله عليه وسلم – وتعرفت إليه أكثر ازدادت محبتك له وزاد تعلقك به وكلما جالسته زاد تعشقك له واسأل المحبين الذين جربو ا الحب.

ومن ها هنا نعلم اضطرارنا فوق كل ضرورة إلى معرفة نبينا صلى الله عليه وسلم لتقوى محبتنا له، فإذا ما أحببناه اقتدينا بهديه وتأدبنا بآدابه وتعاليمه، فبمتابعته يتميز أهل الهدى من أهل الضلال.

سائلاً الله عز وجل أن يرزقنا حسن متابعة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، وأن ينفعنا بما علمنا من هديه أحسن انتفاع، وأن يرزقنا شفاعته ومحبته صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة وأن يجمعنا وإياكم تحت لواء المصطفى صلى الله عليه وسلم.

اللهم أمِدَّنا بحَولِكَ وقوتك فأنت وحدك المستعان، وتقبَّل منا عملنا هذا بقَبول حسن، واجعله خالصاً لوجهك الكريم، إنك أنت السميع المجيب وأنت حسبنا ونعم الوكيل وأنت بكل جميل كفيل وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد. هذا وليس لي فيما أذكره من فضل إلا النقل عن أهل العلم ولقد استفدت كثيرا من كتاب الشمائل المحمدية ومن محاضرة وصف الرسول صلى الله عليه وسلم لمحمد حسين يعقوب حفظه الله.

وإليك أولا وصف المحبين له صلى الله عليه وسلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير