تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهذا رد على جهالة كنت قد تلقيتها وهي كتاب لأحد الموتورين ينكر فيه نحواً من خمس وأربعين حديثاً للنبي صلى الله عليه وسلم مما رواه الشيخان أو أحدهما بدعوى معارضتها للعقل والعلم الحديث وقد جعلتها على حلقات حتى تقرأ ويكون لإخواننا فيها من المراجعة والتنقيح والتهذيب والنصيحة ما هم أهل

نفعني الله وإياكم بما نقول وجعله في ميزان حسناتنا وأبائنا ومعلمينا إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ـ[أبو محمد الأنصاري]ــــــــ[17 - 04 - 07, 01:41 ص]ـ

الحمد لله خلق فسوى، وقدر فهدى، والصلاة والسلام على خاتم رسله محمدا، صلى الله عليه وعلى من بهديه أهتدى، ورضي الله عن أصحابه، أعلام الهدى، وليوث العدا، وعلى من على نهجهم سار وبهم اقتدى، من مبعثه، وحتى يحشر الناس غدا.

أما بعد فقد قال الله تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات]، والعبادة كمال الذل مع كمال الحب، مأخذوة من التعبد وهو التذلل، يقال طريق معبد أي مذلل، وقد تعبد الله تعالى كل جوارحنا فجعل للعينين عبادة فيها أمر بالنظر إلى كتابه المقروء والمنظور فقال تعالى {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ {6} وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ {7} [ق]، وقال تعالى {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ {3} ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ {4} [الملك]، كما نهى جل وعلا عن النظر إلى المحرمات فقال تعالى {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {30} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [النور]، وجعل للأذنين عبادة فأمر بالاستماع إلى ذكره وكف السمع عما يغضبه، وكذا اللسان وكذا الأيدي والأرجل وما سواها، وقد جعل سبحانه للقلب عبادة، وللعقل عبادة، فعبادة القلب حبه تعالى وحب رسوله – صلى الله عليه وسلم – وحب أولياءه، قال تعالى {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ} [البقرة: من الآية 165]، وكذا فللعقل عبادة ألا وهي التسليم لله – تعالى - فيما لم يعيه العقل، ويدرك كنهه.

وكنت قد أُوقِفتُ على كتاب، عنون له مصنفه فقال "بطلان المتن مع صحة السند"، ونظراً لما سمعت عن مصنفه فقد ظننت الرجل كبير الحجم، فإذ بي وقد طالعت كتابه، فألفيت الرجل أصغر كثيراً جدا مما تخيلت- وهذا مع الأسف شأن كل من تنكر لسنة النبي صلى الله عليه وسلم- مع إعجاب بعقله، وكأن الله –تعالى- لم يعط أحداً كعقله، وتهجم على السادات أصحاب القدم والفضل، الذين بلغوا الدين إلينا، وهم الذين أوقفهم الله –تعالى- لخدمة كتابه وسنة رسوله، فحفظوها من أصحاب البدع والأهواء، ومن كل ذي غفلة أو وهم فإذ بالرجل ينعتهم بالغفلة والوهم وأن قد لُبّس عليهم, في أحاديث اجتمع من عاش من لدن سيدنا محمد – صلى الله عليه وسبلم- إلى يومنا هذا على قبولها، والعمل بها إلا من خرج من هذه الزمرة المباركة، والثلة المختارة، ممن لا ينعقد الإجماع بوجوده ولا ينخرق بخروجه، وإلا أشياء يسيرة انتقدت وأجاب عنها أهل العلم، والرجل على جرأته في الطعن في أهل الحديث، مزجي البضاعة فيه جداً، بحيث أقطع أنه ينقل الكلام ولا يفهم معناه، وسيبين ذلك من خلال المقدمة التي أودعها كتابه واستغرقت نحواً من سبع عشرة صفحة، نقل فيها كلاماً لأهل العلم في قبول الأحاديث وردها، لو فهم منه مقالة واحدة بل سطراً واحداً لما تكلم ولأودع كتابه - هذا - خزانة صمته، أو لألقاه في غيابة جب جهله، حتى يغرق في لجة العلم، ممن آتاه الله علماً، فيقول الرجل [وأنا أنقل من مخطوطه اليدوي أي أن الكلمات لم تتصحف بأيدي ناسخ أو طابع] قال: والحابس الأعور متهم عندنا بالتشيع، وأنا أساله: من الحابس الأعور الذي كررت ذكره مرتين؟ وقلت: أنه رمي بالتشيع، والضعف، ومن الذي رماه الغُماريون الذين وقفت على

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير