تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الحافظ رداً على قول الذهبي: قلت: لم يحتج به النسائى، وإنما أخرج له فى "السنن" حديثا واحدا مقرونا بابن ميسرة، و آخر فى " اليوم و الليلة " متابعة، هذا جميع ما له عنده.

قال الحافظ وذكر الحافظ المنذرى أن ابن حبان احتج به فى "صحيحه"، ثم قال: ولم أر ذلك لابن حبان، وإنما أخرج من طريق عمرو بن مرة عن الحارث بن عبد الله الكوفى عن ابن مسعود حديثا، والحارث بن عبد الله الكوفى هذا هو عند ابن حبان رجل ثقة غير الحارث الأعور، كذا ذكر فى " الثقات "، و إن كان قوله هذا ليس بصواب، و الله أعلم. اهـ.

أبعد هذا نقول أن من طعن في الحارث إنما هو الأعمش، ثم نرمي الأعمش بأنه كان كذاباً وأنا أنادي بأعلى صوتي: هل يقرأ هؤلاء الكلام بعد أن يكتبوه أم أنهم آلات تسجيل لا تفقه ما يسجل عليها كما رموا بذلك أهل الحديث، وسيأتي مزيداً لذلك في مناقشة المقدمة.

ومع إعجاب الرجل بعقله، وسخريته من أهل العلم، شديد الجرأة جداً في الحكم على الأحاديث، ومع ذلك يقول عن نفسه "لست خبيراً بالرجال"، ثم يقول في موضع بعده "فأنا ارتبت فيما يقوله الرجل من ناحية الإسناد" ثم يقول "وفي رأيي أن الكلام في بعض رجال الصحيحين له أصل" وعنون كتابه بقوله "بطلان المتن مع صحة السند" وفي كثير من الأحاديث التي انتقضها – إن لم يكن كلها- يقول "وهذا مع صحة سنده" ما كل هذا التناقض؟. هل السند صحيح أم لا؟ .. وهل أنت تحكم على الحديث من ناحية الإسناد؟؟ كلا: بالطبع فليس في حديث واحد منها ما تكلم في إسناده أو في رجال إسناده. وبرغم هذا كله فإنه يرد الأحاديث التي لم توافق هواه بأحاديث أخر رواها البخاري أو مسلم أو كلاهما، وأنا أسأله: لم قبلت هذا ورددت هذا؟ وصدقوني لن يجد جواباً إلا أن يقول: الهوى {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص:26]. ومع كل هذا التخبط وضعف حجة الرجل في كل ما تكلم فيه لمن تدبرها، فإني – إن شاء الله تعالى- عازم في المضي في هذا الكتاب ليبين وجه الحق {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18].كما أني لولا ما رأيت من افتتان الناس بالرجل، وإعجابهم برأيه، لما رددت عليه- أيضاً-، ولا كلفت نفسي عناء ذلك، ولما كان أسلوب الرجل في الرد على أهل العلم شنيعاً، وألفاظه قبيحة، لذا فسيجد المطالع لكتابي هذا شدة في الرد، وألفاظاً قاسية، فلا يظنن بي َّالسوء، فلست المتفرد في مذهب الإنكار على المخالف، إذا كان ذا حشمة ومنظر عند الناس، ولقد رأيت المفتونين بالرجل، فخفت أن يظنوه الوحيد في مكانه، ويساء الظن بأئمة الإسلام العدول، وهم أصلنا وفصلنا، خاصة مع غلبة الجهل والهوى، والتباس أزياء العلماء بالمتعالمين، وقبض العلم بموت العلماء العاملين، وكما ذكرت فلست المتفرد بهذا المنهج القاسي مع المخالف، بل من طالع فعل الإمام مسلم، مع شيخه أبي عبد الله البخاري، أو علي بن المديني، وإنكاره عليهما في شرط الصحيح ثبوت اللقاء والسماع، علم ما أقوله، ودونك في ذلك كثير، فإن شئت فراجع ما أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – فيمن رئي يتعزى بعزاء الجاهلية فقال – صلى الله عليه وسلم – فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا، وراجع إن شئت أيضاً ما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه – فيما رواه البخاري وغيره في قصة الحديبية – لما قال عروة بن مسعود الثقفي فإني ما أرى حولك إلا أوباشاً (أو قال أوشاباً) حرياً أن يفروا ويدعوك، فقال له أبو بكر – رضي الله عنه – "أنحن نفر وندعه امصص بظر اللات" ويا لها من كلمة عظيمة، لذا فأرجو من الله – تعالى – أن لا أكون اغتبت الرجل، فقد رخص العلماء في الغيبة في التحذير من أهل البدع والأهواء، وفي الجرح والتعديل، كما أني رأيت شدة حمله على أهل العلم من علماء الحديث وأطباء علله، وهو يسبهم بأقظع السباب، وينعتهم بأفظع الأوصاف، والتي هم بريئون منها- إن شاء الله تعالى – وليس ذلك تعصباً لهم، بل إحقاقاً للحق، كما أرجو أن لا يظن ظان أني أكره الرجل وأمقته فإني

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير