[نقولات مختارة من كتاب: أدب الطلب للإمام الشوكاني]
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 04 - 07, 05:59 م]ـ
تفضل واضغط هنا ( http://www.toislam.net/files.asp?order=2&num=2140&kkk=)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 04 - 07, 06:03 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي العوضي
نقولات مختارة من كتاب: أدب الطلب للإمام محمد الشوكاني
المجموعة الأولى
1 - فأول ما على طالب العلم أن يحسن نيته، ويصلح طويته، ويتصور أن هذا العمل الذي قصد له، والأمر الذي أراده هو الشريعة التي شرعها الله - سبحانه - لعباده، وبعث بها رسله، وأنزل بها كتبه، ويجرد نفسه عن أن يشوب ذلك بمقصد من مقاصد الدنيا، أو يخلطه بما يكدره من الإرادات التي ليست منه، كمن يريد به الظفر بشيء من المال أو الوصول إلى نوع من الشرف أو البلوغ إلى رئاسة من رئاسات الدنيا، أو جاه يحصِّله به؛ فإن العلم طيب، لا يقبل غيره، ولا يحتمل الشركةَ.
والروائحُ الخبيثةُ إذا لم تغلب على الروائح الطيبة - فأقل الأحوال أن تساويها وبمجرد هذه المساواة لا يتبقى للطيب رائحة.
والماءُ الصافيْ العذبُ الذي يستلذه شاربه، كما يكدره الشيء اليسير من الماء المالح فضلاً عن غير الماء من القاذورات، بل يُنَغِّص لذته مجرد وجود القذاة فيه ووقوع الذباب عليه، هذا على فرض أن مجرد تشريك العلم مع غيره له حكم هذه المحسوسات وهيهات ذاك؛ فإن من أراد أن يجمع في طلبه العلم بين قصد الدنيا والآخرة فقد أراد الشطط، وغلط أقبح الغلط؛ فإن طلب العلم من أشرف أنواع العبادة وأجلها وأعلاها، وقد قال الله سبحانه: [وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ] البينة 5.
فقيَّد الأمر بالعبادة بالإخلاص الذي هو روحها، وصح عن رسول الله"حديث: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئٍ ما نوى".ص82
2 - فإن وطنت نفسك أيها الطالب، على الإنصاف وعدم التعصب لمذهب من المذاهب، ولا لعالم من العلماء، بل جعلت الناس جميعاً بمنزلة واحدة في كونهم منتمين إلى الشريعة، محكوماً عليهم بها لا يجدوا لأنفسهم عنها مخرجاً، ولا يستطيعون متحولاً، فضلاً عن أن يرتقوا إلى ما هو فوق ذلك من كونه يجب على أحد من الأمة العمل على رأي واحد منهم، أو يلزمه تقليده، وقبول قوله - فقد فزت بأعظم فوائد العلم، وربحت بأنفس فرائده.
ولأمر ما جعل -صلى الله عليه وآله وسلم- المنصف أعلم الناس، وإن كان مقصراً؛ فإنه أخرج الحاكم في المستدرك، وصححه مرفوعاً "أعلم الناس أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس، وإن كان مقصراً في العمل، وإن كان يزحف على أسته".
هكذا في حفظي؛ فليراجع المستدرك؛ فانظر كيف جعل صلى الله عليه وآله وسلم المنصف أعلم الناس، وجعل ذلك هو الخصلة الموجبة للأعلمية، ولم يعتبر غيرها. ص89 - 90.
3 - ومن جملة الأسباب التي يتسبب عنها ترك الإنصاف، ويصدر عنها البعد عن الحق، وكتم الحجة وعدم ما أوجبه الله من البيان: حب الشرف والمال اللذين هما أعدى على الإنسان من ذئبين ضاريين، كما وصف ذلك رسول الله ".ص106
4 - ومن جملة الأسباب التي يتسبب عنها ترك الإنصاف، وكتم الحق، وغمط الصواب - ما يقع بين أهل العلم من الجدال والمراء؛ فإن الرجل قد يكون له بصيرة، وحسن إدراك، ومعرفة بالحق، ورغوب إليه، فيخطئ في المناظرة، ويحمله الهوى، ومحبة الغلب، وطلب الظهور على التصميم على مقاله، وتصحيح خطئه، وتقويم معوجِّه بالجدال والمراء.
وهذه الذريعة الإبليسية، والدسيسة الشيطانية قد وقع بها من وقع في مهاوٍ من التعصبات، ومزالق من التعسفات عظيمةِ الخطر، مخوفة العاقبة.
وقد شاهدنا من هذا الجنس ما يقضي منه العجب؛ فإن بعض من يسلك هذا المسلك لا يجاوز ذلك إلى الحلف بالإيمان على حقيقة ما قاله، وصواب ما ذهب إليه، وكثيراً منهم يعترف بعد أن تذهب عنه سورة الغضب وتزول عنه نزوة الشيطان بأنه فعل ذلك تعمداً مع علمه بأن الذي قاله غير صواب.
وقد وقع مع جماعة من السلف من هذا الجنس ما لا يأتي عليه الحَصر وصار ذلك مذاهب تروى، وأقوال تحكى كما يعرف ذلك من يعرفه. ص110 - 111.
¥