هذه سنن المحدثين جديرةٌ بالتأمل .. وأنعم النظر عند (فأبيت عليهم) ففيها معنىً جيد.
من ذلك:
1/ قصد القرى النائية وتعليم أهلها أولى من مزاحمة كبار أهل العلم في بلدان الحواضر.
2/حفظ حقوق أهل العلم والدين ممن هم أسن وأعقل وأحكم والتحلق حول مجالس أهل السداد في الرأي وهذا الأمر الأخير قدرٌ زائد عن استكثار المسائل وتشقيق الفروع فقد تجد رجلاً يُكثر من طرح المسائل إلا أنه لا يُوفق لرأيٍ سديد.
وهذا استطراد في الموضوع فالعذر منكم.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[24 - 06 - 07, 01:38 ص]ـ
أخي الكريم ..
يبدو من خلال طرح السؤال أن الأخ المسئول عنه قليل الخبرة بالدعوة الخارجية -وأظن أنه من السعودية- .. والوضع الآن -خاصة للسعودي- غير مواتٍ للسفر الخارجي لغرض الدعوة إلا في حدود ضيقة .. ومن أهل الخبرة والدربة ..
أكلمك أخي وأنا أعي ما أقول .. وعلى دراية به تماما .. (علم ودراية .. وليس نشاطا أو عملا).
فإن أبيت إلا السفر .. فإن الخيارات التي هي آمن من غيرها حاليا -من وجهة نظري- هي: أفريقيا السوداء .. المجال الدعوي فيها خصب .. وفيها أناس ما سمعوا بالإسلام قط! إي وربي ..
طبعا ليس كل أفريقيا .. هناك دول منها تجتنب تماما .. فالوضع فيها غير آمن .. وأقصد من الناحية السياسية .. وأحيانا من الناحية الأمنية ..
لكن المسألة ليست بهذه السهولة .. يحتاج الأمر إلى تمهيد بأشياء .. وأهم ذلك أن يكون من أهل البلد طلاب علم ثقات يستقبلونك في المطار ويرافقونك طوال الرحلة حتى ترجع إلى المطار ..
الخيار الثاني: جنوب شرق آسيا .. لا سيما أندونيسيا .. والوضع فيها أيضا آمن ..
هذا جواب إجمالي .. والتفصيل يحتاج إلى معرفة بالأخ ومستواه وإمكاناته ..
وانصح الأخ عند السفر بالتحفظ في موضوع المال .. لا من حيث حمله ولا من حيث إنفاقه ولا من حيث إظهاره ..
وإذا عزم أخوك الكريم -أخي الكريم- على السفر إلى وجهة معينة وأحببت النصيحة فهي مبذولة .. فراسلني على الخاص.
وأثني على ما ذكر الإخوة .. لا تنسوا من بلادنا: منطقة الليث وما وراءها من جبال .. فثمة أحوال مؤلمة وجهل مطبق ..
وأيضا الأطراف الشمالية .. فلا تقل جهلا ولا منكرات عقدية ..
والله المستعان.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[30 - 06 - 07, 08:56 ص]ـ
بارك الله فيكم إخواني وأحسن إليكم ..
والذي اقترحه أن يبذل كل طالب علم من وقته ما يوازن به العلم والعمل والدعوة والصبر .. هذه أمور وأبجديات قد تكون فُقدت أو تباعد تعاهدها والحرص عليها.
ولا داعي لرحلة تجوب بها القفار وتكون فيها عرضة لهلاك بدني أو مالي .. بل الهِجر والبوادي فيها من الجهل الشيء العظيم بحسب تفاوتها.
ولا تسترخص وقتك في ذلك وليس في هذا الصنيع ابتذالٌ للنفس بل هو عين العمل والتضحية والإيثار ..
وتأمل كلام العلامة الجليل عبدالرحمن بن ناصر السعدي في (الفتاوى السعدية) ص59:
ليس من شروط نفع العالِم أن يرشد فقط المستعدين لطلب العلم من المتعلمين، بل يكون مستعداً لإرشاد الخلق أجمعين، بحسب أحوالهم واستعدادهم، وعلمهم وجهلهم، وإقبالهم وإعراضهم؛ وأن يُعامل كل حالة بما يليق بها من الدعوة إلى الخير، والتسبب لفعله، وتعطيل الشر وتقليله، وأن يستعين بالله على ذلك. فمن كانت هذه حاله، لم يتبرم باجتماعه بالخلق، مهما كان حريصاً على حفظ وقته، لأن التبرم والتثاقل إنما هو للحالة التي يراها العبد ضرراً عليه،، ومفوتة لمصالحه .. والله الموفق وحده، لا شريك له.
انتهى كلامه .. رحم الله تلك النفس الزكية والروح المرهفة والحكمة الربانية .. أحسبه كذلك والله حسيبه.