تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مما أوصى به الرسول - صلى الله عليه وسلم - حذيفة - رضي الله عنه - وهو يسأله عن المخرج عند حدوث الفتن، أن قال له- عندما قال حذيفة فما تأمرني- قال: - تلزم جماعة المسلمين وإمامهم - (2).

وقال - صلى الله عليه وسلم - في حديث آخر يوصي أمته: - عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة - (3).

قال - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: - وآمركم بالسمع والطاعة والهجرة والجهاد والجماعة، فإن من فارق الجماعة شبرا فمات، إلا كانت ميتته ميتة جاهلية - (4).

إن الجماعة هنا، هي جماعة أهل السنة والجماعة، وهي الفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، وهي أعم من الجماعة الخاصة، حيث إن بعض الناس ينزلون هذه الأحاديث على جماعاتهم الخاصة، وإن كانت هذه الجماعات داخلة في جماعة المسلمين الواردة في النصوص، إذا كانت ملتزمة بالمنهج الصحيح، بعيدة عن الابتداع والانحراف والضلال.


(1) - فقد ورد عن الفاروق قوله: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.
(2) - أخرجه البخاري (8/ 93) كتاب الفتن، باب [11] ومسلم (3/ 1475) كتاب الإمارة رقم (1847).
(3) - أخرجه الترمذي (4/ 404) كتاب الفتن، رقم (2165) وأحمد في المسند (1/ 18) وقال الترمذي: حسن صحيح غريب من هذا الوجه وصححه الألباني في تخريجه لأحاديث السنة لابن أبي عاصم.
(4) - أخرجه البخاري (8/ 87) كتاب الفتن، باب [2] ومسلم (3/ 1477) كتاب الإمارة رقم (1849).

إن التزام المسلم بجماعة المسلمين، واختياره الرفقة الصالحة والوسط الطيب سبب للنجاة من كثير من الشرور، ومن ذلك التراخي والفتور، حيث إن إخوانه يشدون من عضده، ويعينونه على تجاوز بنيات الطريق، ويحملونه على الجد والنشاط، ويبثون فيه روح التنافس والمسابقة: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ) (1) [سورة الحديد، الآية: 21].
ولا يتصورنَّ أحد منا أنه يمكن أن يعيش وحده، فذلك هو الهلاك بعينه، إلا وقت أوان العزلة الشرعية، وتلك لم يحن وقتها بعد، " وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية"
11 - تعاهد الفاترين
مما يلحظ على كثير من طلاب العلم والدعاة أنه إذا فتر أحد إخوانهم تخلوا عنه وأهملوه، ومن ثم يزداد تقصيرا وفتورا، وقد يهلك وهم لا يشعرون. وقد شكى كثير ممن مر بهذه الحالة من هذا الواقع.
والواجب أن يتفقد الدعاة وطلاب العلم إخوانهم، ويتعاهدوهم، فإذا علموا أن أحدهم قد دب الفتور في أوصاله كثفوا زياراتهم له، واستنهضوا همته، وشدوا من أزره، وخوفوه بالله، وبحثوا عن سبب فتوره ونفوره، فإن كانت مشكلة حلوها، أو قضية عالجوها، أو رفقه سيئة أبعدوها، ويستمروا على ذلك حتى تعود المياه إلى مجاريها، أو يعذروا أمام الله (وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) (2) [سورة البقرة، الآية: 96].
وعليهم بالرفق وحسن الصحبة، "فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه"، مع عدم تضخيم الأخطاء والسلبيات، مما يسبب الوحشة والفتور.
12 - التربية الشاملة المتكاملة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير