تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(8) - سورة الأنفال آية: 46.

(9) - سورة مريم آية: 65.

(10) - سورة طه آية: 132.

(11) - سورة البقرة آية: 45.

(12) - سورة البقرة آية: 250.

(13) - سورة آل عمران آية: 200.

إن هذه الآيات وأمثالها تدل على منزلة الصبر والمصابرة وأثرهما في حمل الدعوة، وأداء العبادة وبذل العلم.

ومما يعين المسلم على الصبر ويشد أزره، قراءة سير الأنبياء والمرسلين مع أممهم، وما واجهو من مصاعب ومشاق، وكذلك أتباعهم، فلم يهنوا ولم يضعفوا ولم يستكينوا وصبروا: (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (1) [سورة آل عمران، الآية: 146].

ولو لم يكن في الصبر إلا منزلة المحبة لكفى بها شرفا وعز بها مطلبا، (فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا) (2) [سورة المعارج، الآية: 5]. وأكثروا من هذا الدعاء: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) (3) [سورة الأعراف، الآية: 126]. ولا تتمنوا لقاء العدو، ولكن وطنوا أنفسكم على إذا لقيتموهم أن تصبروا.

18 - الدعاء والاستعانة

ونختم الوسائل المعينة على التخلص من الفتور والنجاة منه بوسيلة من أعظم الوسائل وأقواها تأثيرا، ألا وهي "الدعاء" سهام الليل، وقذائف النهار.

إن الدعاء هو العبادة، وهو صلة بين العبد وربه، يظهر فيه ضعف المخلوق، وقدرة الخالق، وربوبيته، وعظمته.

ولذلك جاءت الآيات آمرة بالدعاء والتضرع إلى الله، وقد وعد سبحانه بالإجابة: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (4) [سورة غافر، الآية: 60]. وقال سبحانه: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (5) [سورة النمل، الآية: 62]. وأيهما أعظم اضطرارا: المصاب ببدنه أم المصاب بدينه؟ وأيهما أشد سوءا: بلاء الدنيا أم بلاء الدين؟ والفتور بلاء في الدين تهون عنده مصائب الدنيا.


(1) - سورة آل عمران آية: 146.
(2) - سورة المعارج آية: 5.
(3) - سورة الأعراف آية: 126.
(4) - سورة غافر آية: 60.
(5) - سورة النمل آية: 62.

وقال جل وعلا: (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً) (1) [سورة الأعراف، الآية: 55]. وقال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (2) [سورة البقرة، الآية: 186].
وقد أرشدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الدعاء في حال الفتور فقال: - إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم - (3).
وهل الفتور إلا وجه من أوجه ضعف الإيمان؟
وقد ثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - استعاذ من الفتور، والاستعاذة نوع من الدعاء، فقد روى أنس- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتعوذ يقول: - اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من البخل - (4).
وعنه قال: كنت كثيرا أسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: - اللهم إني أعوذ بك من الهرم والحزن والعجز والكسل - الحديث (5).
وعن زيد بن أرقم- رضي الله عنه- قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: - اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل - الحديث (6).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير