تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فعلى المسلم: أن يلح على الله في حال نشاطه وفتوره، وأن يكون صادقا مخلصا موقنا بالإجابة، فإن عمر- رضي الله عنه- يقول: " والله إنني لا أحمل هم الإجابة، ولكنني أحمل هم الدعاء".

ومما يدخل في باب الدعاء الاستعانة بالله تعالى، وهي مطلوبة في كل أمر وفي كل حين، ولأهميتها فإننا نكررها في كل ركعة من صلاتنا (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) (1) [سورة الفاتحة، الآية: 5]. ولا يمكن للعبد أن يفعل شيئا إلا بعونه تعالى، فإن حرم من ذلك خاب وخسر:

فأول ما يجني عليه اجتهاده

إذا لم يكن عون من الله للفتى

ولهذا قال الله سبحانه في سورة النور: (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (2) [سورة النور، الآية 21].

وقد علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنته فاطمة أن تسأل الله إذا أصبحت وإذا أمست ألا يكلها إلى نفسها طرفة عين، وهذه حقيقة الاستعانة، فقد روى الحاكم والنسائي والبزار وغيرهم عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفاطمة- رضي الله عنها-: - ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؟ أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفس طرفة عين أبدا - (3).


(1) - سورة الفاتحة آية: 5.
(2) - سورة النور آية: 21.
(3) - أخرجه النسائي في اليوم والليلة رقم (570) وابن السني رقم (48) وصححه الألباني كما في صحيح الترغيب رقم (654).

وأودعك أخي الكريم بهذا الدعاء (1).
وخيرك ممدود وليلك عامر
ويقفو نداك البحر والبحر غامر
كما تتوالى في العقود الجواهر
بقيت مدى الدهر وعلمك راسخ
يود سناك البدر والبدر زاهر
وهنئت أياما توالي نشاطها
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين ...
وبعد:
فقد عرفنا من خلال الصفحات التي مضت خطورة الفتور، وآثاره على الفرد والمجتمع، وهذا يتجلى من معرفة المظاهر والأسباب، ثم اتضحت لنا وسائل الوقاية والعلاج.
وفي هذه الخاتمة أوضح مسألة قد تغيب عن كثير من الناس ألا وهي أهمية المبادرة إلى العلاج، بل وجوب ذلك تبعا لوجوب الدعوة، ووجوب حماية النفس من سبل الانحراف.
إن الكثير منا قد يكتشف أنه وقع في داء الفتور، ومن ثم عرف السبب والعلاج، ولكنه لا يسارع إلى طريق النجاة وسبل الخلاص.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير