تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه جميعها عقبات حقيقية، ولكنها صغيرة يتوجب على منتجي الكتب الالكترونية تذليلها قبل ان تسنح لهم الفرصة لتسويق مثل هذا الجهاز الرئيسي الجديد. لكنها في الواقع لا تعني شيئا لكون هناك حقيقة واحدة قاتلة لا يمكن تغاضيها، والتي من شأنها ان تقتل السوق الجديد للكتب الالكترونية في مهده، وهي ان الناس يعشقون الكتب الورقية. اي بعبارة اخرى ان الكتب الالكترونية ليست، ولا يمكنها ان تصبح متفوقة على الشيء الذي صممت لتحل محله.

والاشخاص الذين يهتمون بالكتب الى درجة انهم ينفقون على شرائها 25 مليار دولار سنويا، يعني انهم يعشقونها ويعشقون جميع الامور التي تتعلق بها، وهم يحبون حتى لمس ورقها والنظر الى احرفها وصورها في وضوح لا تضاهيه الكتب الالكترونية بتاتا. والكتاب يعتبر ايضا هروبا من الشاشات الالكترونية التي ينظر اليها الناس كل يوم بطوله. كذلك فهم يحبون ايضا حملها وتعليق الحواشي عليها وتقديمها هدايا ثمينة. وتعتبر هواية جمع الكتب واحدة من اكبر الهوايات في يومنا هذا.

لذلك اخفقت الكثير من التوقعات حول المستقبل نظرا الى ان اصحاب الرؤى المستقبلية يميلون الى زيادة التأكيد على الممكن بدلا من المفضل، وهم يعطون وزنا اكبر على التقنية، وليس على الطبيعة البشرية بما يكفي.

* توقعات وإخفاقات في يوم مضى وانقضى في عصر الخمسينات، توقع «المستقبليون» ان طعامنا في القرن الواحد والعشرين (الذي نحن فيه الآن) سيكون مؤلفا من نشارة الخشب، وسوف تسير السيارات بالطاقة النووية، وسيصبح كل شئ في المنزل مقاوما للماء، مما يعني ان تنظيفه لا يحتاج اكثر من رشه بخراطيم المياه. لقد آمنوا بذلك وصدقوه، وكانوا على حق، لان التقنية قادرة على صنع كل هذه الاشياء. لكن ثلة من الناس توقفت لتفكر: هل يرغب الناس فعلا في جعل نشارة الخشب قوتا لهم؟ وهل يرغبون في الاصابة بالغبار النووي والتلوث الاشعاعي كلما حصلت حادثة للسيارات؟ وهل يرغب الناس فعلا في الجلوس على مقاعد من البلاستيك واستخدام اثاث مصنوع منه؟ وهل، اخرا وليس اخيرا، هم راغبون في النظر الى شاشات من البلاستيك تعمل بالبطاريات الكهربائية؟ الجواب قطعا لا! وهذا هو السبب البسيط الذي لا يجعل الكتب الالكترونية تقترب حتى من امكانية حلولها محل الكتب الورقية.

منقول من الشرق الأوسط ( http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=13&article=419234&issue=10395).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير