هذا إبراهيم أبو الأنبياء، أبو إسحاق -أبو بني إسرائيل -، وإسماعيل وأبو سيد الأولين والآخرين، يقول الله عنه: سورة الممتحنة الآية 4 قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ.
أيها المسلم: وفي التأييد سورة المائدة الآية 55 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ سورة التوبة الآية 71 وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ.
أمة الإسلام: إني أخاطب العقلاء والمفكرين، أخاطب كل عاقل مفكر، كل ذي رأي وكل متجرد منصف، أخاطبهم فأقول: إن هناك قضية ثابتة يقينية، قضية حقيقة ربانية هذا الدين الإسلامي،
(الجزء رقم: 77، الصفحة رقم: 29)
الذي كتب الله له الخلود والبقاء، هذا الدين الذي نزل من عند الله وتكمل الله بحفظه، وأخبر عن بقائه، إن قهر المسلمين وحربهم، ونصب العداء لهم، لن يؤثر ذلك في دينهم، كم كاد لهذا الدين أقوام فبادوا وبقي، كم حاربه الطغاة المجرمون فهلكوا وبقي، كم تآمرت عليه الشعوب والأمم وجردت لحربه الجيوش شرقا وغربا، فماذا كان؟ أصبحت أخبارهم تاريخا يتلى شاهدا على ظلمهم وجورهم، وعلى عز الإسلام وصفائه ونقائه.
نعم ظلم المسلمون، واغتصبت ديارهم، وغرت مناهجهم الدراسية، وبدلت أنظمتهم، وتسلط عليهم الإعلام الجاهل، وساعده بعض جهلة المسلمين على ذلك وماذا كان؟ حفظ الله هذا الدين، فهو محفوظ بحفظ الله، ومن نصر هذا الدين فهو منصور ولا يستحقه كل الخلق سورة محمد الآية 7 إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ.
جنوا على الإسلام تحت مسميات حقوق الإنسان تارة، أو حقوق المرأة أخرى، أو حرية الأديان، وكل ذلك تضييق لهذا الدين وحرب له.
فنقول لهم: هذا عبث، فيا من انزلقوا في هذا المرتع الوخيم أفيقوا فإنكم عابثون، ولأوقاتكم ولأموالكم مضيعون وجند الله هم الغالبون.
(الجزء رقم: 77، الصفحة رقم: 30)
أمة الإسلام: لقد شرق العالم وغرب في الاقتصاد، وأتوا بأنظمة سببت لهم الاضطراب، والوهن، والعجز، والقلاقل:
نظام أشاع الملكية بين الأفراد، ومنع الملكية الفردية، وتجارة العبد في ماله، وبعض هذا النظام قدر الله عليه الانهيار، حتى تفرقت دويلات.
وجاء نظام نفعي أباح للإنسان اكتساب المال من أي طريق، فانقسم الناس إلى غني غال في الغناء، وإلى فقير شديد في الفقر.
وجاء النظام الإسلامي العادل، نظام قوي متكامل، راعى فيه حب الفرد للمال؛ فأباح له التملك سورة الفجر الآية 20 وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا، أمره بطلب الرزق وجعل ذلك بفضل الله، فقال جل وعلا: سورة الجمعة الآية 10 فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، أمره أن يجمع بين صالح دينه ودنياه، سورة القصص الآية 77 وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا، لم ينس الفقير فأوجب له في حق الأغنياء نصيبا يسيرا يواسون به الفقراء والمحتاجين.
إن التعامل بالربا أرقد اقتصاد العالم، وسبب له الانهيار والفساد، إن لم يتداركه عقلاء الناس، والإسلام حرم الربا وشدد في
(الجزء رقم: 77، الصفحة رقم: 31)
تحريمه، وأباح المكاسب النافعة، كي لا يكون المال دولة بين الأغنياء.
أمة الإسلام: إن أمتنا تمر بظروف خطيرة، تداعت عليها الأمم، وتكاثرت عليها الغوائل، وكشف الأعداء عن وجه الكراهة، وكشروا أنيابهم، ليس الشأن في متحدث، ولا متحذلق يسرد أفكاره، ولا في منهزم يثبط الأمة ويجسد قوة غيرها، ولا في من يبدي التنازل تلو التنازل ويجعل دينه تبعا لدنياه، ولا من يجدد مواطن فردية ليكون بها متميزا عن غير)
(أيتها المرأة المسلمة، احذري أن يخدعك الأعداء بزخارفهم ومغرياتهم، أتبغين بالإسلام بديلا؟ أتصدقين غير الله؟ سورة النساء الآية 87 وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا، ألم تسمعي الله يقول: سورة الأحزاب الآية 33 وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى، ألم تسمعي الله يقول: سورة الأحزاب الآية 59 يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ، ألم تسمعي قول الله: سورة النور الآية 31 وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ، احذري أن تفتحي ثغرة فتعتدين.
إن حقك أيتها المسلمة ليس في حجاب تلغين، ولا في اختلاط مع الرجال في أي ميدان، ولا في ارتكابك لأي معصية، إنما حقك
(الجزء رقم: 77، الصفحة رقم: 35)
الصيانة، والإكرام، والتعليم، والالتزام بالشرع الذي به تحققين لمجتمعك الخير سورة آل عمران الآية 195 فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ.)
انتهى المقصود
الى آخر ما جاء في الخطبة
ينبغي نشر الخطبة في نطاق واسع
فهي خطبة بلغية مختصرة فيها الرد على أعداء الملة والدين
وخصوصا دعاة تخريب المرأة وتمييع الدين