الوصايا الجليّة للاستفادة من الدروس العلميّة
ـ[أسيرة طلب العلم]ــــــــ[23 - 04 - 07, 12:05 م]ـ
الوصايا الجليّة
للاستفادة من الدروس العلميّة
تأليف
معالي الشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
?
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، وَفَّقَ مَنْ شاء إلى سُبُل مرضاته. وعلَّم من شاء تعليمًا. وأدَّبَ مَن اختاره تأديبًا.
فله الحمد على ما مَنَّ علينا من النعم الجزيلة. والعطايا الكثيرة، لهُ الحمدُ كثيرًا كما أنعم كثيرًا. وله الشكر جزيلاً كما تفضّل علينا – جل جلاله -. وأنعم بكرةً وأصيلاً.
أحمد لله وأشكره، وأُثني عليه الخيرَ كلَّهُ.
وأشهدُ أن لا إله الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ الله ورسولُه. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا مزيدًا.
أسألُ الله َ – جلَّ وعلا – أن يستعملني وإياكم فيما يُحِبُّ ويرضَى، وأن ييسر لنا جميعًا سُبُلَ الخير، وأن يُغْلِقَ عنا سُبُلَ الشرِّ. إنه - سبحانه – جواد كريم.
? ? ? ? ?
وبعد: فإني في فاتحة هذه الدروس العلمية، وهي الدورة السادسة في مسجد شيخ الإسلام ابن تيمية – بحي سلطانة في مدينة الرياض لابدّ لي من التوجه إلى الله - عز وجل – والدعاء لمن قام في ترتيب هذه الدورات والدروس العلمية.
فأسأل الله – جل جلاله – أنْ يجزيهم خيرًا، وأن يزيدهم من نصرة الحق، والدعوة إليه، ومن فتح أبواب الخيرات، والتقرب إلى الله – جلَّ وعلا – بها. وهذا من الحقوق التي ينبغي تعاهُدُها.
وهذه الدوراتُ تقام في كل عامٍ، وهي مشتملةٌ على دروسٍ في علوم متعددة، وفنون مختلفة.
ومدةُ الدورة ثلاثةُ أسابيعَ، تحوي ثمانيةَ عشرَ درسًا، في فُنُونٍ مختلفةٍ. وإن شاء الله - تعالى – تُحَصِّلونَ علمًا كثيرًا في هذا الوقتِ الوجيزِ.
وقد اختار بعض الإخوة أن يكون عنوان هذه المحاضرة التي هي فاتحة هذه الدورة " الوصايا الجلية للاستفادة من الدروس العلمية ".
وبحكم تجربتي القصيرةِ في الدورات السابقة، وعلمي بما أعطته الدوراتُ من نتائج فإنني أقول:
لابدّ لكل دورة علمية، أو دروس علمية من أركانٍ يقوم عليها. والأركان أربعةٌ:
الأول: التنظيمُ المناسبُ الذي يسبقُ تلكَ الدروسَ العلميةَ.
الثاني: وجودُ المعلِّم (الشيخ).
الثالث: وجودُ المتعلمينَ الراغبينَ الجادِّينَ.
الرابع: وجودُ المكانِ المناسبِ الذي يصلح لإقامةِ الدوراتِ التي يحضرها عددٌ كبير لمدةٍ وجيزةٍ.
? ? ? ? ?
الركن الأول: التنظيم المناسب
لاشكّ أن عظم الفائدة من هذه الدروس يكون في التنظيم الجيِّدِ، والإعدادِ المبكِّرِ، وبذلك تحصل الفائدةُ من هذه الدوراتِ أو الدروسِ.
والتنظيمُ هو ترتيبُ الوضعِ المناسبِ لهذه الدروس.
والمنظمون هم: إمامُ المسجد، أو إخوةٌ يعملون في إدارةِ الدعوةِ، أو في مركزِ الدعوة.
والمُنظِّمُ لابدّ له أن ينظر إلى حاجة طلبة العلم، وحاجة الشباب الذين يَرُومون هذه الدروسَ.
وهذه الحاجةُ تختلفُ باختلافِ المكانِ والزمانِ، وباختلافِ المعلمين، والمقرراتِ التي يتعلمها الطلبةُ.
فينظر في المكان، وهو البلد، والمسجد.
وفي الزمان، فدروات الشتاء غيرُ دوراتِ الصيفِ ترتيبًا ووقتًا.
فليس كلُّ أحدٍ يريد أن يقيم دورةً أو دروسًا علميةً يناسب أن يقيمها في مسجده، لأنه سيحضر الجمُّ الغفيرُ من الطلبة الذين يريدون الاستفادة.
وهذا يدعو إلى ترتيب المكان من جهةِ صلاحيته في نفسه، ومن جهة أن يكون التكييفُ جيدًا، ومن جهة تسهيلِ المداخلِ والمخارجِ .. الخ.
فلابدّ من رعاية الحال في المكان والزمان.
ثم ينبغي على المنظِّمين أن يعتنوا بَدْأةَ ذي بَدْء بالتنظيم والترتيب للدورة قبل قيامها بوقتٍ طويل.
فالترتيب مع المشايخ يجب أن يكون قبل ستةِ أشهرٍ، أو خمسةِ أشهرٍ، أو أربعةِ أشهرٍ؛ ليرتبوا أنفسهم.
حدث أن بعض الإخوة يريد إقامةَ دروسٍ، ودوراتٍ، ويحاولون إقناعَ بعض الشيوخ في الاشتراك قبل أُسبوعين أو ثلاثة أسابيع أو شهرٍ، فلم تكن الموافقةُ منهم لأنهم ملتزمون ببعض الالتزامات التي تشغلهم عن إجابة الطلبِ. وبخاصةٍ في الإجازات التي يكون لكثير فيها ترتيباتٌ.
إذًا يكون الاختيارُ قبل مدةٍ وافية ليتسنى التنسيق له مع الجميع، وليتحققَ اختيارُ الذين سيشاركون من العلماء والمشايخ وطلبة العلم.
¥