سأنزل الجزء الأول الآن ثم أعاود الرجوع للرد على من يحتاج الرد ..
تقديري وامتناني لكم ..
ـ[بنت التوحيد]ــــــــ[18 - 06 - 07, 11:00 ص]ـ
-1 -
نشاط وهمة، وأرواح مبتهجة
في ممرات الجامعة كانت تمضي حياتي بهدوئها وصخبها كأحداث فريدة، وفي داخل قاعتها مواقف فضفاضة مليئة بالإثارة والمفاجآت ..
كانت فترة ذهبيه ودقائق نادرة أمام عيني كشريط صاخب ..
ذات يوم وعلى مقعدي الجامعي التفتت الزميلة نحوي قائلة:
- مها .. غدا لن ندرس سوى ساعتين .. البقية اعتذروا عن الحضور! باستغراب تساءلت:
- يعني سنبقى ثلاث ساعاتٍ فارغات!
ففي كليتي .. كلية الشريعة .. نكاد ننفجر من ضغط المحاضرات!
لكننا كنا نكره الفراغ .. بل ونفضل الضغط على الفراغ!
التفت نحو ركن من أركان القاعة حيث تجلس هناك مجموعه من زميلاتي كنّ يتشاورنَ في مشكلة الثلاث ساعات الفارغات!
كثيراً ما أنبهر بنشاط بعض الطالبات في ردهات الجامعة ..
بل وتمتلئ عيني سعادة حين أرى في وقت الراحة حلق الطالبات على أرض كلية الشريعة ..
رغم التقاط الأنفاس الصعبة .. إلا أن الضغط ولّد إنجازاً باهرا!
وفي لحظة حماس ضج في نفسي وقفت أمام زميلاتي في القاعة .. ثم رفعت صوتي لأخمد الحريق!! ..
عفوا لأسكت ثمانين طالبة متكدسات في قاعة واحدة!
- يا بنااااات .. غدا نحن فارغات ماذا نعمل في وقت الفراغ!
ردت إحداهن متململة:
-كالعادة .. لن أحضر للجامعة فافعلوا ما أفعل!
ضحكت من هذا الكسل، ثم قلت متسائلة ..
- لو حرمنا من دخول اختبار الأستاذ الحاضر غدا من سيشفع لنا!
قاطعني صوت من إحداهن قابعة في زاوية بعيدة تقول مقترحة:
- لا لن نغيب .. نكمل دفاتر محاضراتنا الناقصة ونصور المفقود من الملازم!
ببعض السأم عقّبت:
- ثلاث ساعات نكمل الدفاتر ونصور الفاقد! نريد عملا آخر!
لم يتجاوب معي أحدا ..
بل عاد الضجيج مرة أخرى في القاعة ..
جلست مع زميلاتي في الأمام وثمة أحاديث دارت بيننا ..
كنت سارحة أبحث عن فكرة لأنفذها غدا بدل الجلوس بملل لا يطاق ..
طرأت في ذهني فكرة فابتدأت بالصديقات مشاورة لهن ..
- ما رأيكن أن نجلس جلسة أخوية غدا .. في حلقة كبيرة!
ردت إحداهن متشائمة ..
- لن يسمع لك أحد ..
التفتت صديقتي هيفاء للمتشائمة وقالت:
- أنا سأسمع لها ..
ثم أردفت نحوي:
- أخبريهن يا مها فكرتك رائعة!
وقفت بحماس ثانية صارخة:
- بناااااات فكرة جديدة!
هبط الصوت إلا من بعض الهمسات! ثم قلت:
- سنجتمع في جلسة أخوية معا!
ثمة صمت خفيف لف القاعة ثم علت الأصوات ثانية ..
واختلط الحابل بالنابل!!
ميزت في هذه الفوضى أن بعضهن لم يفهمن القصة ..
وبعضهن أبدين بعض الاستجابة!
رفعت صوتي ثانية:
- سنجتمع على فوائد وكلمات .. وبعض الأحاديث الممتعة .. كل واحدة منكن تحضر ما تجود بها نفسها من الفوائد والمأكولات!
تبسمت طالبات القاعة .. وحماس كنت ألمسه بينهن لتفعيل جلسة الغد.
وحين حان الغد ..
بدأ الأستاذ محاضرته التلقينية كالعادة ..
والطالبات ينتظرن انتهائه بسأم إذ لا يريد منا أي نقاش ولا تفاعل ولا أي شيء فقط يجرب مهاراته الإلقائية!
كنت أرى الكثيرات متشوقات للجلسة الأخوية ..
ويحسبنَ الدقائق انتظارا لها ..
وبرحمة من الله انتهى الأستاذ من الإذاعة المدرسية الأسبوعية التي يجبرنا على سماعها بلا نقاش! ..
بسرعة غير مسبوقة تدافعت الطالبات للخروج من القاعة فرحات بالوقت الخالي ..
خلت القاعة من ثلاثة أرباع من كان فيها!
ثم قامت بعضهن بدفع الكراسي للخلف لعمل حلقة دائرية تجمع الطالبات في الجلسة الأخوية ..
جلسنا بضع دقائق وكنا ننظر لبعضنا لا ندري كيف نبدأ!!
كان ذلك مضحكا للغاية ..
وظلت الحلقة تتزايد بلا بداية فعليه ممتعه، أو حتى مملة!
نهضتُ وغادرتهن قليلا بغية إحضار ما يخفف حدة هذا التدفق السكاني حول الجلسة الأخوية، عندما عدت قلت لهن وأنا بعيدة ممازحة ..
- أحضرت المكبر الصوتي .. لتسمع قلوبنا!!
عندما جلست انطلقت جلستنا بكلمة وفائدة بسيطة ..
وظهرت إبداعات مذهلة لم أحسب لها حساباً قط!
منهن ألقينَ ارتجالاً و منهن ألقين من ورقة قد جهزنها!! ..
كان الجو جواً أخوياً بين الجدية والطرافة ..
انتبهت لثمة طالبات يتحدثن بمداخلات بسيطة في كل كلمة تُلقى!!
ووقعت عيني على إحداهن ..
¥