تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ب- عدم التعقيب على الرجال إلا لسؤال أو استفسار أو فائدة علمية .. ونحو ذلك من دعاء صادق .. وغيره-مع ملاحظة الضوابط السابقة- وهذا أيضا يختلف باختلاف الأشخاص فمثلا المشرف والمشرفة الأمر فيهما أوسع نظرا للتكليف المناط بهما .. وضرورة متابعة الأعضاء .. للتأكد من سلامة النظام والمنهج ..

ج- ضبط الكلمات عند التعقيب في حدود ما ذكرتُ سابقا .. مع ملاحظة السؤالين السابقين:

س1/ هل يرضى زوجي أو أبي أو أخي بهذا الطرح؟

س2/هل أرضى أن تطرح امرأة أجنبية على زوجي مثل هذا الكلام؟

د- الأخوة في الله والمحبة في الله تضبط في حدود الشرع التي دل عليها الكتاب والسنة، وقد تقدم بيان كثير منها، أما قول الرجل-وخاصة الشاب- للمرأة: إني أحبك في الله؟!، ثم ترد عليه وتقول: وأنا أحبك في الله؟! فقلي بربك: ما ذا بقي من المعاكسة والغزل؟؟! .. وإن كان هناك تفصيل أرى من الحكمة عدم ذكره هنا.

هـ - أن كل واحدة أعرف بنفسها وحالها، ولا شك ان هناك فرقا بين كبيرة السن والشابة، وكذلك فرق بين كبير السن والصغير، وهذا الفرق راعاه الشرع في مواطن ليس هذا موضع ذكرها.

و- لتعلم الأخت الكريمة أن الرجال العقلاء يكرهون المرأة التي تكثر من التعقيب على الرجال-بدون حاجة- إنما (كيف حالك!)، (اشتقنا لك .. !)

وأخير أوصي بأن تجعل الأخت الكريمة هذا الحديث نصب عينيه دائما عن النَّوَّاسِ بن سِمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ قال سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمعن الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فقال «الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ وَالْإِثْمُ ما حَاكَ في صَدْرِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه الناس» أخرجه مسلم.

وكذلك قول ابن عُمَرَ «لا يَبْلُغُ الْعَبْدُ حَقِيقَةَ التَّقْوَى حتى يَدَعَ ما حَاكَ في الصَّدْرِ».

(18)

وأما إذا رأت خطأ على أخ مشارك ... فتعمل الآتي:

- إذا كان خطأ علمي .. فتعقب عليه .. في حدود ما سبق.

-غير الخطأ العلمي .. هذا يختلف باختلاف الخطأ من حيث الشدة والسهولة .. والوضوح وعدم الوضوح .. فالتعقيب يعرف من خلال نوعية الخطأ .. ولا يمكن وضع ضابط معين للتعقيب!

ملحوظات (1)

أبين أنّ كلامي السابق كله منصب على:

- طالبة العلم.

- حال طلبها للعلم في الشبكة ..

وأما المنتديات التي لا تعلق لها بالعلم ... فأرى أنها على قسمين:

1 - قسم خاص بالنساء .. فقط لا يوجد فيه رجال .. فهذا لا حرج أن تشارك فيه المرأة فيما يعود عليها بالنفع في دينها ودينها .. مثل المنتديات التي عن البيت .. أو زينة المرأة .. ونحو ذلك مما هو مباح ليس فيه مخالفة شرعية ... وإن كنت أنصح بعدم الإكثار من المشاركة في مثل هذه المنتديات إلا بقصد نشر العلم والنصيحة والتذكير بالله وبالدار الآخرة.

2 - قسم مختلط ... رجال ونساء .. ليس فيه طلب العلم ولا فائدة للمرأة .. فأرى -وبدون تردد-عدم مشاركة المرأة فيه .. وهو باب فتنة عظيمة للمرأة .. وقد سمعنا من ذلك أخبارا مؤلمة حقا .. فالسلامة لا يعدلها شيء .. ومن أصول الدين العظيمة الفرار من الفتن .. وطلب السلامة للدين ... وتأملوا قصة يوسف نبي الله لما وقعت له أعظم فتنة في حياتها ماذا فعل؟ لجأ إلى الله ثم فرَّ من الفتنة قال تعالى):وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ ( ... سورة يوسف

وقال الإمام البخاري في صحيحه:

بَاب من الدِّينِ الْفِرَارُ من الْفِتَنِ ثم ذكر حديث أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بها شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ من الْفِتَنِ»

(2)

مع كل ما تقدم فإني أؤكد على ما جاء في مقالة طالبة الحديث وفيه

«ولا بد من مشايخنا أن يقفوا معنا .... ويعلمون .. ويحتسبوا الأجر عند الله .. وإذا تركونا .. فليتحملوا .. ما قد يقع لنا .. فربما تذهب بعض الأخوات لمنتديات أهل الشر .. أو أهل البدع .. وهي لا تدري .. وتجد عندهم التقبل .. والمساعدة .. والتعاون .. وهذا كله -يامعشر طلبة العلم-بسبب أنكم .. قلتم عنا: نساء .. ، هذه النساء يا -معاشر الرجال- هن مصانع الرجال .. هنَّ ربين أحمد بن حنبل، والشافعي .. وكثير من العلماء الذين كانوا أيتاما .. وليتواضع العلماء وطلبة العلم لنا وليتحملوا جهلنا .. وقديما نبه الشيخ علي الطنطاوي على هذا في كتابه "ذكريات" .. والقدوة في تعليم النساء وتخصيص الدروس لهنّ سيد البشر صلى الله عليه وسلم .. »

وكذلك ما قاله عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- «إن الجهالة التي فيها نساؤنا اليوم هي جهالة عمياء، وإنّ على أوليائهن المسؤولين عنهن إثماً كبيراً فيما هنّ فيه، وأن أهل العلم والإرث النبوي مسؤولون عن الأمة، رجالها ونسائها، فعليهم أن يقوموا بهذا الواجب العظيم في حق النساء بتعليمهنّ خلف صفوف الرجال، وفي يومٍ خاص بهن اقتداء بالمعلم الأعظم، عليه وعلى آله الصلاة والسلام»

(3)

وختاما .. أنصح طالبة العلم بقراءة مقالين:

- الأول بعنوان "إلى طالبات العلم قبل فوات الأوان"بقلم / هيا الرشيد .. ففيه تنبيه على أمرٍ هام تغفل عنه بعض طالبات العلم.

- الثاني بعنوان"ألم تلاحظوا!! -رسالة إلى طلبة العلم، وإلى النساء عموما- " بقلم/ طالبة الحديث ... في "منتدى صناعة الحديث" .. ففيه مباحث قريبة من موضوعنا هذا

وأشكر الجميع على حسن الظن، وأعتذر عن الإطالة ... وآمل أن تكون هذه الرسالة قد حررت شيئا من الكلام على هذه النازلة الجديدة .. والتي تحتاج إلى بسط أكثر، والله الموفق

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير