هذا ما يحدث الآن إلا من رحم الله، والغالب على المقلدين ضعف الشخصية، وأعرف من كان يقلد القاريء في كل شيء حتى لو وقف في موضع نسيانا كان يقف، وكان يفتعل الكحة عند آية معينة مثل القاريء، والقاريء الأصلى قد يخشع عند آيات معينة فيتغير صوته فيأتي المقلد ويخشع زورا بالصوت فقط، وقد خرج الأمر عن السيطرة، ولو كانوا اقتصروا على تقليد طريقة الأداء وليس الصوت نفسه لهان الأمر، ولكنهم يحرصون على الصوت نفسه، ولا شك أن هذا مظنة كبرى من مظان الرياء وحب الشهرة وقد كانوا قديما يخافون الرياء، ومن تراجم البخاري في صحيحه:"بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ من أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وهو لَا يَشْعُرُ وقال إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ ما عَرَضْتُ قَوْلِي على عَمَلِي إلا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا وقال بن أبي مُلَيْكَةَ أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ من أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يَخَافُ النِّفَاقَ على نَفْسِهِ ما منهم أَحَدٌ يقول إنه علي إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَيُذْكَرُ عن الْحَسَنِ ما خَافَهُ إلا مُؤْمِنٌ ولا أَمِنَهُ إلا مُنَافِقٌ".
ويجب أن يربط الكلام في هذا الموضوع بموضوع الرياء وخوف الفتنة والشهوات الخفية، ولا سيما إذا كان المقلِّد حدثا لم يتفقه في الدين وحوله أحداث مثله يفتنونه بإعجابهم، وهي لاشك فتنة، وأصبح الأمر مثل التمثيل فبعض هؤلأ المقلدين يقول له أصحابه وهو داخل يصلي ويقف بين يدي ربه:" عايزين حته منشاوي" وكأنها حفلة.
والمقصود بارك الله في الجميع أن كلام الشيخ بكر كلام سديد متين، وأنا شخصيا إذا وقفت أصلي خلف المقلد أشعر بضيق شديد مهما كان صوته جميلا، ولا أشعر أنني في صلاة، ولا شك أن الواجب على الإمام أن يعمل بالأكمل والموافق للسنة، فإذا صلى هو بمفرده فشأنه، أما أن يتحكم بعض الصبية في المحاريب ويقف المشجعون يطلبون منهم الزيادة فما هذه الصلاة؟! وما هذا الخشوع المزعوم؟!
ثم إن التقليد لاشك يذهب خشوع المقلد لأنه يكون حريصا طول صلاته على ضبط صوته ليوافق فلانا، وقد يقرأ في الركعة الأولى بصوت فلان، وفي الثانية بصوت آخر، ثم في الصلاة التي بعدها بصوت ثالث وهكذا أصبح الأمر ملعبة، وليس وقوفا بين يدي الله تعالى، وإحسان الصلاة والخوف من عدم القبول.
والجماهير خلفه تكون مبهورة بقدرة القاريء على التقليد، أما القرآن الذي تلي فالله المستعان على تدبره، ونسأل الله الهداية والحرص على السنة.
ـ[نبيل العمري]ــــــــ[22 - 08 - 09, 05:57 م]ـ
ثم إن التقليد لاشك يذهب خشوع المقلد لأنه يكون حريصا طول صلاته على ضبط صوته ليوافق فلانا،
ليس بالضرورة بل بعض المقلدين تصير التلاوة هذه عنده عادة لا يتكلف فيها البتة فإذا رام القراءة بغيرها تكلف.
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[22 - 08 - 09, 07:44 م]ـ
في اعتقادي أنه لايمكن تقليد أصوات المشايخ، فهذا أمر صعب؛
لأن لكل إنسان بصمة صوت، ولكل إنسان طريقة يمشي عليها
لقد حاولت كثيرًا تقليد طريقة أي شيخ لكن لم أفلح، وعندها صممت لنفسي طريقة أقرأ بها ولا أغيرها ...
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[22 - 08 - 09, 09:08 م]ـ
في اعتقادي أنه لايمكن تقليد أصوات المشايخ، فهذا أمر صعب؛
لأن لكل إنسان بصمة صوت، ولكل إنسان طريقة يمشي عليها
لقد حاولت كثيرًا تقليد طريقة أي شيخ لكن لم أفلح، وعندها صممت لنفسي طريقة أقرأ بها ولا أغيرها ...
تقليد الأصوات معروف الى حد ان التقليد متواتر إن صح التعبير
لكن إذا قصدت نسبة التقليد فقطعا لن تكون مائة بالمائة وهنا الفرق بين الأمرين
ـ[أبو يوسف السلفى]ــــــــ[22 - 08 - 09, 09:42 م]ـ
" بادروا بالأعمال خصالا ستا: إمرة السفهاء و كثرة الشرط و قطيعة الرحم و بيع الحكم و استخفافا بالدم و نشوا يتخذون القرآن مزامير يقدمون الرجل ليس بأفقههم و لا أعلمهم ما يقدمونه إلا ليغنيهم "
"السلسلة الصحيحة" 2/ 710.
¥