تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولايخلد به في دار الإنتقام إذا مات موحداً بجميع أنواع العبادة " اهـ ما أردت نقله.

وقال في ج1/ 202 سطر 9: " ولايخرجه من مرتبة الإسلام إلاَّ الكفر، والشرك المخرج من

الملة؛ وأمَّا المعاصي، والكبائر كالزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وأشباه ذلك فلايخرجه

عن دائرة الإسلام عند أهل السنة والجماعة خلافاً للخوارج، والمعتزلة؛ الذين يكفِّرون

بالذنوب، ويحكمون بتخليده في النار " اهـ.

وقال في ص 307 من رسالة للملك سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود: " نحن بحمد الله

لانكفِّر أحداً من أهل القبلة بذنبٍ، وإنَّما نكفرهم بما نصَّ الله ورسوله، وأجمع عليه علماء

الأمة المحمدية؛ الذين لهم لسان صدقٍ في الأمة أنَّه كفر كالشرك في عبادة الله غيره من دعاءٍ،

ونذرٍ، وذبحٍ، وكبغضٍ للدين وأهله، والإستهزاء به.

أمَّا الذنوب كالزنى، والسرقة، وقتل النَّفس، وشرب الخمر، والظلم، ونحو ذلك، فلانكفِّر من

فعله إذا كان مؤمناً بالله ورسوله إلاَّ من فعله مستحلاً له " اهـ.

ولو تتبع أحدٌ أقوال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأنجاله وتلامذته، ومن تخرَّج من مدرسته

في نفي عقيدة الخوارج، وذمِّهم لها، وردهم على أصحابها لجمع شيئاً كثيراًَ من الدرر السنية،

وغيرها.

وإنَّه لأمر غريب وحدثٌ عجيب أن يتعمد مفتي دولة إسلامية يتعمَّد فريةً كهذه ليطعن بها في داعية

حقٍّ، ومجدد دين، أحيا الله بدعوته أمماً لايحصون، فدخلوا بدعوته في الدين الصحيح،

وتحرَّروا من الخرافة التي كان يعيشها أقوامهم، وتركوا البدع، فوحَّدوا الله عزَّ وجل بالعبادة،

وتابعوا السنن، وعرفوا الله معرفة حقٍّ، فأفردوه بالعبادة دون سواه؛ ثمَّ يأتي أقوامٌ ممن ابتلوا

بترويج الخرافات، والبدع، فيقولون: " إنَّ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوة خارجية

خرجت على الدولة العثمانية " وممن راج عندهم هذا البهت، فرموا به هذا الإمام العظيم؛ مفتي

مصر حالياً؛ المدعو بعلي جمعة؛ حيث قال: " إنَّ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوة

خارجية خرجت على الدولة العثمانية باسم إقامة التوحيد " وأقول: إنَّ دعوة الشيخ محمد بن

الوهاب دعوة حقٍّ، فهي تجديدٌ لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وتصفيةٌ لها من الشوائب

التي أدخلت فيها؛ من قبل الذين تعمَّدوا إفسادها؛ وخلطها بالباطل؛ والناس الذين عايشوها

إبَّان نشأتها ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

1) علماء سنة، وهم قليل.

2) أصحاب خرافة؛ داعين إليها أو محبِّذين لها؛ أو مخدوعين بأصحابها؛ أو منتفعين من

وراءها؛ ويدخل فيهم علماء السوء؛ الذين يخافون على زعامتهم أن تبور.

3) العامَّة الذين يكونون أتباع من قادهم.

وعلى هذا فإن أصحاب الخرافة ومن والاهم من علماء السوء؛ الذين يحرصون على النَّفع الدنيوي،

فإنَّهم لابدَّ أن يطعنوا في دعوته، بغضاً لها، واسترضاءً لعوام النَّاس؛ المعادين لما لم يألفوا؛

وهؤلاء أثر عنهم الذمُّ لها أمَّا علماء السنَّة؛ أهل الحق، فقد أثنوا عليها، ونسجوا الأشعار

البليغة في الثناء عليها؛ وعلى من قام بها؛ فاسمع إلى الشيخ محمد بن إسماعيل الأمير

الصنعاني صاحب سبل السلام شرح بلوغ المرام حيث يقول:

قفي واسألي عن عالَمٍ حلَّ سَوْحَها به يهتدي من ضلَّ عن منهج الرشد

محمدٌ الهادي لسنَّة أحمدٍ فيا حبذا الهادي ويا حبذا المهدي

لقد أنكرت كلُّ الطوائف قولَه بلا صدَرٍ في الحقِّ منهم ولا وِرد

وما كلُّ قولٍ بالقَبول مقابَلٍ ولا كلُّ قولٍ واجب الرَّد والطرد

سوى ما أتى عن ربنا ورسوله فذلك قولٌ جلَّ يا ذا عن الردِّ

وأمَّا أقاويل الرِّجال فإنَّها تدور على قَدْر الأدلة في النقد

وقد جاءت الأخبار عنه بأنَّه يعيد لنا الشرع الشريف بما يبدي

وينشر جهراً ما طوى كلَّ جاهلٍ ومبتدعٍ منه فوافق ما عندي

ويعمر أركان الشريعة هادماً مشاهد ضلَّ الناس فيها عن الرشد

أعادوا بها معنى سُواع ومثله يغوثَ وُودٍّ بئس ذلك من وُدِّ

وقد هتفوا عند الشدائد باسمها كما يهتف المضطر بالصمد الفرد

وكم عقروا في سَوْحِها من عقيرةٍ أُهلَّت لغير الله جهراً على عمد

وكم طائفٍ حول القبور مقبِّلٍ ومستلم الأركان منهنَّ بالأيد

وقال الشيخ الإمام عالم الأحساء أبو بكرٍ حسين بن غنَّام رحمه الله في أبياتٍ له:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير