لقد رفع المولى به رتبة الهدى بوقتٍ به يعلو الضلال ويُرْفَع
سقاه نمير الفهم مولاه فارتوى وعاد بتيار المعارف يقطع
فأحيا به التوحيد بعد اندراسه وأوهى به من مطلع الشرك مهيع
سما ذروة المجد التي ما ارتقى لها سواه ولا حاذا فِناها سُميدع
وشمَّر في منهاج سنَّة أحمدٍ يشيد ويحيي ما تعفَّا ويرفع
يناظر بالآيات والسنة التي أُمرنا إليها في التنازع نرجع
فأضحت به السمحاء يَبْسُم ثَغْرُها وأمسى محيَّاها يضيء ويَلمع
وعاد به نهجُ الغوايةِ طامساً وقد كان مسلوكاً به الناس ترْبع
وجرَّت به نجدٌ ذيول افتخارها وحقَّ لها بالألمعي تَرَفُّع
فآثاره فيها سَوامٍ سوافرٌ وأنواره فيها تضيء وتلمع
قال الشيخ سليمان بن سحمان: " وبهذا يظهر لكلِّ ذي عقلٍ سليمٍ، ودينٍ مستقيم أنَّه لم يكن يدعو
إلى دينٍ جديد كما يزعم هؤلاء المارقون عن دين الإسلام " انظر الضياء الشارق في الرد على
شبهات الماذق المارق لفضيلة الشيخ سليمان بن سحمان من ص83 – 86.
قلت: ولم تكن دعوته خارجية كما افترى ذلك عليه أقوامٌ، وكان ممَّن روَّج لهذا البهت المأفون
الدكتور علي جمعة مفتي مصر، ولقد أشيعت في زمن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
إشاعاتٌ ضده، وهي كثيرة:
وقد أجاب عن هذه الأكاذيب والمفتريات الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، فقال رحمه
الله: " وأمَّا ما يكذب علينا ستراً للحق، وتلبيساً على الخلق بأنَّا نفسِّر القرآن برأينا، ونأخذ
من الحديث ما وافق فهمنا من دون مراجعة شرحٍ، ولانعوِّل على شيخٍ، وأنَّا نضع من رتبة
نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم بقولنا: النبيُّ رِمَّةٌ في قبره، وعصى أحدنا أنفع منه، وأنَّه
ليس له شفاعةٌ، وأنَّ زيارته غير مندوبة، وأنَّه كان لايعرف معنى لا إله إلاَّ الله حتى نزل عليه:
? فاعلم أنَّه لا إله إلاَّ الله ? مع كون الآية مدنية، وأنَّا لانعتمد أقواله، ونتلف مؤلفات أهل
المذاهب؛ لكون فيها الحقَّ والباطل، وأنَّا مجسمة، وأنَّا نكفِّر الناس على الإطلاق من بعد
الستمائة إلاَّ من هو على ما نحن عليه، ومن فروع ذلك: أنَّا لانقبل بيعة أحدٍ حتى نقرِّر عليه
أنَّه كان مشركاً، وأنَّ أبويه ماتا على الإشراك بالله، وأنَّا ننهى عن الصلاة على النبي صلى
الله عليه وسلم ونحرِّم زيارة القبور المشروعة مطلقاً، وأنَّا لانرى حقَّاً لأهل البيت إلى غير
ذلك؛ فجميع هذه الخرافات، وأشباهها لمَّا استفهمنا عنها من ذكرها لنا كان جوابنا عليه
في كلِّ مسألة: سبحانك هذا بهتانٌ عظيم، فمن روى عنَّا شيئاً من ذلك، ونسبه إلينا فقد كذب
علينا، وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجلسنا، وتحقَّق ما عندنا؛ علم قطعاً أنَّ جميع
ذلك، وضعه علينا، وافتراه أعداء الدِّين، وإخوان الشَّياطين؛ تنفيراً للناس عن الإذعان
لإخلاص التوحيد لله تعالى بالعبادة، وترك أنواع الشرك؛ الذي نصَّ الله عليه على أنَّه
لايغفره، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " انتهى من الضياء الشارق ص 87 و 88.
وقال الدكتور صالح بن عبدالله العبود في كتابه عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية
وأثرها في العالم الإسلامي قال تحت عنوان منهج الشيخ رحمه الله قال: " ومنهج الشيخ
رحمه الله هو منهج السلف الصالح رحمهم الله يرى أنَّ الله سبحانه وتعالى نصب الأدلة،
وبيَّن الآيات الدالة عليه، وأعطى الفطر، ثمَّ العقول، ثمَّ بعث الرسل، وأنزل الكتب؛ كلَّها
دالةٌ عليه، ومعرِّفةٌ به سبحانه وتعالى، ومن آياته القرآن الكريم؛ الذي تحدَّى الله بسورةٍ
من مثله، فقال: ? وإن كنتم في ريبٍ ممَّا نزلنا على عبدنا فأتوا بسورةٍ من مثله وادعوا
شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ? فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها
الناس والحجارة أعدت للكافرين ? ... " إلى أن قال: " لاخير إلاَّ دلَّ الأمة عليه، ولاشرَّاً إلاَّ
حذَّر منه إلى قيام الساعة، والخير الذي دلَّ عليه التوحيد، وجميع ما يحبه الله، ويرضاه،
والشر الذي حذَّر منه هو الشرك، وجميع ما يكرهه الله ويأباه " انتهى من كلام طويل في
ص171 وما بعدها، فمن شاء فليعد إليه.
وقال في ص633 وقد سئل أبناء الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى: " من لم تشمله
¥