دائرة إمامتكم، ويتسم بسمة دولتكم هل داره دار كفر وحرب على العموم؟ فأجابوا (رحمهم الله):
الذي نعتقده، وندين الله به أنَّ من دان بالإسلام، وأطاع ربَّه فيما أمر، وانتهى عمَّا نهى عنه
وزجر؛ فهو المسلم حرام المال والدم؛ كما دلَّ على ذلك الكتاب، والسنة، والإجماع، ولم نكفر
أحداً دان بدين الإسلام؛ لكونه لم يدخل في دائرتنا، ولم يتسمَّ بسمة دولتنا؛ بل لانكفر إلاَّ من
كفَّره الله ورسوله، ومن زعم أنَّا نكفِّر الناس بالعموم أو نوجب الهجرة إلينا على من قدر على
إظهار دينه ببلده؛ فقد كذب، وافترى، وإذا كانت عقيدة الشيخ السلفية هكذا إنَّما هي تمسكٌ
بالكتاب، والسنة، ودعوةٌ إلى الله وحده بهذا التمسك الراشد، فكذلك هي ليست مصدر تزمُّت،
وترك للدنيا، ورفضٌ للمصالح فيها، وإنَّما هي عقيدةٌ الصلاح والأصلح في الدنيا والآخرة؛
كيف لا وهي مبنيةٌ على أنَّ صريح العقل يوافق صحيح النَّقل " اهـ.
وأخيراً يا سماحة المفتي أنصحك أن تقرأ مؤلفات هذا الإمام اقرأ كتاب التوحيد، وقد احتوى
على ستَّةٍ وستين باباً كلُّ بابٍ مصدَّرٌ بآية أو آيات قرآنية، وحديثٌ أو أحاديث نبوية؛ أنصحك
أن تقرأ كشف الشبهات، والأصول الثلاثة، والقواعد الأربع، ونواقض الإسلام؛ أنصحك
أن تقرأ رسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله؛ فكم فيها من علمٍ أنت وأمثالك بحاجةٍ
إليه؛ اقرأ عن الشيخ ودعوته في الكتب التالية:
1 - عنوان المجد في تراجم علماء نجد لابن غنَّام رحمه الله.
2 - الضياء الشارق للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله.
3 - عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية للدكتور صالح بن عبد الله العبود حفظه الله.
4 - اقرأ عنه وعن أبنائه، وأحفاده، وتلامذته في كتاب الدرر السنية في أئمة الدعوة النجدية.
5 - اقرأ عن أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الفكر والأدب بجنوب الجزيرة للدكتور
عبد الله بن محمد حسين أبو داهش حفظه الله؛ وهناك مصادر أخرى لا أطيل بذكرها.
قال المفتي علي جمعة في كلامٍ طويل أُرسل إليَّ عليه صورته: " 2 - وهناك فارقٌ بين القطعي،
والظنِّي؛ فحرمة الخمر قطعية؛ وحرمة التدخين ظنِّية، ومحلُّ اختلاف؛ وقد يقوى الخلاف
بين الأئمة المجتهدين العظام .... " إلى أن قال: " 4 - وليس معنى أنَّ الخمر حرامٌ هدم الخمَّارات؛
وليس معنى حرمة القمار، والدعارة قتل المشتغلين بها، وليس معنى حرمة عبادة البقر قتل
البقر أو حتى قتل العابدين لها؛ فهذا الإلزام إن دلَّ على شيءٍ؛ فإنَّما يدل على ضعف الربط
بين المقدمات والنتائج، ويدل على سطحية الربط بين الأسباب والمسببات " اهـ.
وأقول في هذا الكلام خلطٌ بين الأمور، والله يحاسب قائله عمَّا أراد؛ فقوله: " فحرمة الخم
ر قطعية، وحرمة التدخين ظنِّية " أقول أولاً: هذه نزعةٌ اعتزالية؛ فالمعتزلة هم؛ الذين يقولون
أنَّهم لايقبلون إلاَّ القرآن، ومتواتر السنَّة؛ أمَّا أحاديث الآحاد فلايقبلونها؛ وقد أشار إلى
أصحاب هذا الفكر الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله
معه؛ ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن؛ فما وجدتم فيه من حلال
فأحلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه؛ ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلي، ولا كلُّ ذي
ناب من السبع ولا لقطة معاهد إلا أن يستغني عنها صاحبها، ومن نزل بقوم فعليهم أن يقروه؛
فإن لم يقروه فله أن يعقبهم بمثل قراه)) رواه الإمام أبو داود في كتاب السنة باب لزوم السنة
وقال عنه الألباني رحمه الله صحيح، وصححه أيضاً في صحيح سنن ابن ماجة برقم 12 من
حديث المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه.
ثانياً: حرمة الخمر قطعية، ولاشكَّ في ذلك؛ قال الله عزَّ وجل: ? يا أيها الذين آمنوا إنَّما
الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم
تفلحون [المائدة: 90].
ثالثاً: حرمة الدخان قطعية أيضاً، ولكن بالوصف؛ قال الله عزَّ وجل: الذين يتبعون الرسول
النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن
المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ? [الأعراف: 156] ومفاد هذه الآية
¥