تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ورمى المنافقون السيدة عائشة بالزنا ـ شرفها الله وحماها وبرأها ولعن الله من سبها ـومكث رسول الله صشهرًا كاملًا لا يدري ما يقول، وكان يستفتي أصحابه ويسأل علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد، وبريرة خادمته ومولاته هل رأوا على عائشة شيئًا. ولم يستطع رسول الله صأن يعلم حقيقة الأمر حتى أنزل الله براءتها من السماء. هذا إلى العشرات والمئات من الوقائع التي تبين أن رسول الله ص ـ وأكرم خلق الله من البشر على الله ـ لم يكن يطلع على شيء من الغيب إلا ما أطلعه الله بحكم النبوة. < o:p>

شبهة: روى أبو بكر بن خلاد في " الفوائد " (1/ 215 / 2): حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أيوب بن خوط عن عبد الرحمن السراج عن نافع أن عمر بعث سرية فاستعمل عليهم رجلًا يقال له سارية، فبينما عمر يخطب يوم الجمعة فقال: «يا سارية الجبل، يا سارية الجبل». فوجدوا سارية قد أغار إلى الجبل في تلك الساعة يوم الجمعة و بينهما مسيرة شهر. < o:p>

و ذكره الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) (7/ 131) و لفظه: فجعل ينادي: يا سارية الجبل، يا سارية الجبل ثلاثًا. ثم قدم رسول الجيش، فسأله عمر، فقال: يا أمير المؤمنين هُزِمنا، فبينما نحن كذلك إذ سمعنا مناديًا: يا سارية الجبل، ثلاثًا، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله. قال: فقيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك».ثم قال الحافظ ابن كثير: «و هذا إسناد جيد حسن». < o:p>

قال الشيخ الألباني: «هو كما قال. و مما لا شك فيه أن النداء المذكور إنما كان إلهامًا من الله تعالى لعمر و ليس ذلك بغريب عنه، فإنه (محدَّث) كما ثبت عن النبي ص و لكن ليس فيه أن عمر كُشِف له حال الجيش، و أنه رآهم رأي العين. < o:p>

فاستدلال بعض المتصوفة بذلك على ما يزعمونه من الكشف للأولياء و على إمكان اطلاعهم على ما في القلوب من أبطل الباطل، كيف لا و ذلك من صفات رب العالمين المنفرد بعلم الغيب و الاطلاع على ما في الصدور. و ليت شعري كيف يزعم هؤلاء ذلك الزعم الباطل والله ? يقول في كتابه ? عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ ? (الجن:26 - 27). فهل يعتقدون أن أولئك الأولياء رسل من رسل الله حتى يصح أن يقال إنهم يطلعون على الغيب بإطلاع الله إياهم!! سبحانك هذا بهتان عظيم. < o:p>

على أنه لو صح تسمية ما وقع لعمر طكشفًا، فهو من الأمور الخارقة للعادة التي قد تقع من الكافر أيضًا، فليس مجرد صدور مثله بالذي يدل على إيمان الذي صدر منه فضلًا على أنه يدل على ولايته ولذلك يقول العلماء: «إن الخارق للعادة إن صدر من مسلم فهو كرامة وإلا فهو استدراج»، و يضربون على هذا مثل الخوارق التي تقع على يد الدجال الأكبر في آخر الزمان كقوله للسماء: أمطري، فتمطر و للأرض: أنبتي نباتك فتنبت، و غير ذلك مما جاءت به الأحاديث الصحيحة. < o:p>

و من الأمثلة الحديثة على ذلك ما قرأته اليوم من عدد (أغسطس) من السنة السادسة من مجلة (المختار) تحت عنوان: (هذا العالم المملوء بالألغاز وراء الحواس الخمس) (ص 23) قصة «فتاة شابة ذهبت إلى جنوب أفريقيا للزواج من خطيبها، وبعد معارك مريرة معه فسخت خطبتها بعد ثلاثة أسابيع، وأخذت الفتاة تذرع غرفتها في اضطراب، و هي تصيح في أعماقها بلا انقطاع: «أواه يا أماه. .. ماذا أفعل؟» و لكنها قررت ألا تزعج أمها بذكر ما حدث لها؟ و بعد أربعة أسابيع تلقت منها رسالة جاء فيها: «ماذا حدث؟ لقد كنت أهبط السلم عندما سمعتك تصيحين قائلة: «أواه يا أماه. .. ماذا أفعل؟».و كان تاريخ الرسالة متفقًا مع تاريخ اليوم الذي كانت تصيح فيه من أعماقها». و في المقال المشار إليه أمثلة أخرى مما يدخل تحت ما يسمونه اليوم بـ (التخاطر) و (الاستشفاف) و يعرف باسم (البصيرة الثانية) اكتفينا بالذي أوردناه لأنها أقرب الأمثال مشابهة لقصة عمر ط، التي طالما سمعتُ من ينكرها من المسلمين لظنه أنها مما لا يعقل! أو أنها تتضمن نسبة العلم بالغيب إلى عمر، بينما نجد غير هؤلاء ممن أشرنا إليهم من المتصوفة يستغلونها لإثبات إمكان اطلاع الأولياء على الغيب، و الكل مخطئ؛ فالقصة صحيحة ثابتة و هي كرامة أكرم الله بها عمر، حيث أنقذ به جيش المسلمين من الأسر أو الفتك به و لكن ليس فيها ما زعمه المتصوفة من الاطلاع على الغيب، و إنما هو من باب الإلهام (في عرف الشرع) أو (التخاطر) في عرف العصر الحاضر الذي ليس معصوما، فقد يصيب كما في هذه الحادثة و قد يخطئ كما هو الغالب على البشر، و لذلك كان لابد لكل ولي من التقيد بالشرع في كل ما يصدر منه من قول أو فعل خشية الوقوع في المخالفة، فيخرج بذلك عن الولاية التي وصفها الله تعالى بوصف جامع شامل فقال: ?أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ? (يونس:62 - 63) و لقد أحسن من قال:< o:p>

إذا رأيت شخصا قد يطيرُ و فوق ماء البحر قد يسيرُ< o:p>

و لم يقِفْ على حدود الشرعِ فإنه مستدرج و بدعِي».< o:p>

انتهى كلام الألباني/.< o:p>

المصدر: كشف شبهات الصوفيه لشحاته صقر

وحصلت على هذا الكلام بعد البحث والمساعده من بعض الاخوه جزاهم الله خير

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير