و وبخ بني اسرائيل بقوله:
"فإني أقول لكم إنكم إن لم يزد برّكم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السماوات" (متى20:5).
وكذلك حذرهم من اتباعهم بقوله:
"وقال لهم يسوع انظروا وتحرزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين" (متى6:16). "كيف لا تفهمون أني ليس عن الخبز قلت لكم أن تتحرّزوا من خمير الفريسيين والصدوقيين. حينئذ فهموا أنه لم يقل أن يتحرزوا من خمير الخبز بل من تعليم الفريسيين والصدوقيين" (متى 11:16و12).
كما بين لهم كيف يتعاملون مع الفريسيين و مع من كان مثلهم:
"على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه. ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون. فإنهم يحزمون أحمالاً ثقبلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحرّكوها بإصبعهم. وكل أعمالهم يعملونها لكي ينظرهم الناس. فيعرضون عصائبهم ويعظّمون أهداب ثيابهم. ويجبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع. والتحيات في الأسواق وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي .. "
ويشير إليهم الإنجيل الذي يقول:
"فخرج الفريسيون للوقت مع الهيرودسيين وتشاوروا عليه لكي يهلكوه" (مرقس6:3). ويذكر الإنجيل المقدس آيات كثيرة عن معارضة الفريسيين ليسوع نذكر منها ما يلي: "وأما قوم منهم (اليهود) فمضوا إلى الفريسيين وقالوا لهم عما فعل يسوع. فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً وقالوا ماذانصنع فإن هذا إنسان يعمل آيات كثيرة. إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمتنا. فقال لهم واحد منهم. وهو قيافا: كان رئيساً للكهنة في تلك السنة. أنتم لستم تعرفون شيئاً. ولا تفكرون أنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها" (يوحنا 46:11 - 50).
ما هو التلمود:
كلمة التلمود كلمة عبرية تعني الشريعة الشفوية و التعاليم، و اليهود يطلقون اسم " التلمود" على مجموعة قواعد ووصايا وشرائع دينية وأدبية ومدنية وشروح وتفاسير وتعاليم وروايات تتناقلها الألسن، فوصلت شفاهاً وسماعاً إلى الناس، ثم دوّنها الحاخاميون خوفاً من النسيان والضياع، وحفظاً للأقوال والنصوص في فترات متباعدة، وقبلت إلى جانب الشرائع المدوّنة في أسفار موسى.
و للتلمود داخل الديانة اليهودية مكانةً هامة، حيث يعتبر الركن الأساسي فيها، فهو كتاب بنى إسرائيل الأقدس , وهو فى قداسته يعلو و يفوق و يَجُبُّ التوراة و سائر الأسفار اليهوديّة
، وما يعرف باليهودية الربانية ليس سوى تلك اليهودية التلمودية التي تدين إلى الرباي يهوذا بن سيميون بن جامليل 135 - 217م.
و يدعي اليهود أن موسى عليه السلام ألقى التلمود على بني إسرائيل فوق طور سيناء،وحفظه عند هارون، ثم تلقاه من هارون (يوشع)،ثم (إليعازر) وهلم جرا …حتى وصل الحاخام يهوذا حيث وضع التلمود بصورته الحالية في القرن الثاني قبل الميلاد وذلك على ما يزعمون، والحقيقة أن التلمود هو موسوعة تضم كل شئ عن هواجس و خرافات بني إسرائيل مما يكون لديهم شروحات مختلفة للتوراة، بل هو مستودع رموز و شطحات ومجازفات الديانة اليهودية.
. ويعطي اليهود التلمود أهمية كبرى لدرجة أنهم يعتبرونه الكتاب الثاني، والمصدر الثاني للتشريع، حتي أنهم يقولون: "إنَّ من يقرأ التوراة بدون المشنا و الجمارة فليس له إله " والمشناة و الجمارة هما جزءا التلمود ..
ومن المفيد الإشارة إلى أن هذه الشريعة الشفوية لم تصبح بمنزلة الشريعة المكتوبة إلا بعد خراب الهيكل الثاني، أي منذ عام 70م وحتى مطلع القرن السادس، وذلك بيد المعلمين المعروفين بـ"التنائيم".
التلمود و الشخصية اليهودية .. :
إن التلمود لم يكن إلا إنعكاسا ثقافياً للشخصية اليهوديّة العنصريّة التى أفرزته، فمن المهم معرفة أن التلمود كتب في فترة السبي البابلي المملوءة بالذلة و المسكنة بالنسبة لليهود، ولذلك ففى التلمود تتجلّى دفائن و خبايا و مكنونات النفسيّة اليهوديّة الغائرة.
¥