[شاوروا النساء وخالفوهن]
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 06 - 07, 07:47 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: فإن من الأحاديث المنتشرة بين العوام قولهم " شاوروهن وخالفوهن "
وهو حديث كما قال السخاوي في المقاصد: لم أره مرفوعا
وورد بألفاظ أخرى مرفوعة وموقوفة ولا يصح منها شيء كما في " كشف الخفاء " (2
4)
قال الجويني: لا نعلم امرأة أشارت برأي فأصابت إلا أم سلمة.
قلت: ثبت في الكتاب والسنة أن المرأة قد تشير بالحق والصواب وخصوصا الصالحات منهن ومن ذلك:
أولا:ابنة الرجل الصالح لما قالت لأبيها عن موسى: {ياأبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين}
ثانيا: أم سلمة لما أشارت على النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بمشورتها
في صلح الحديبية:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه (قوموا فانحروا ثم احلقوا). قال فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يانبي الله أتحب ذلك اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيلحقك. فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل غما.
ثالثا:
عن عمران قال
: كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم وإنا أسرينا حتى كنا في آخر الليل وقعنا وقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها فما أيقظنا إلا حر الشمس وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان - يسميهم أبو رجاء فنسي عرف - ثم عمر بن الخطاب الرابع وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام لم يوقظ حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في نومه فلما استيقظ عمر ورأى ما أصاب الناس وكان رجلا جليدا فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته النبي صلى الله عليه وسلم فلما استيقظ شكوا إليه الذي أصابهم قال (لا ضير أو لا يضير ارتحلوا). فارتحل فسار غير بعيد ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس فلما انفتل ممن صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم قال (ما معنك يا فلان أن تصلي مع القوم). قال أصابتني جنابة ولا ماء قال (عليك بالصعيد فإنه يكفيك). ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم فاشتكى إليه الناس من العطش فنزل فدعا فلانا - كان يسميه أبو رجاء نسيه عوف - ودعا عليا فقال (اذهبا فابتغيا الماء). فانطلقا فتلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها فقالا لها أين الماء؟ قالت عهدي بالماء أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف قالا لها انطلقي إذا قالت إلى أين؟ قالا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الذي يقال له الصابىء؟ قالا هو الذي تعنين فانطلقي فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحدثاه الحديث قال فاستنزلوها عن بعيرها ودعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء ففرغ من أفواه المزادتين أو سطيحتين وأوكأ أفواهما وأطلق العزالي ونودي في الناس اسقوا واستقوا فسقى من شاء واستقى من شاء و كان آخر ذاك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء قال (اذهب فأفرغه عليك). وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها وأيم الله لقد أقلع عنها وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدأ فيها فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اجمعوا لها). فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعاما فجعلوها في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا الثوب بين يديها قال لها (تعليمن ما رزئنا من مائك شيئا ولكن الله هو الذي أسقانا). فأتت أهلها وقد احتسبت عنهم قالوا ما حبسك يا فلانة؟ قالت العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له الصابىء ففعل كذا وكذا فوالله إنه لأسحر الناس ممن بين هذه وهذه - وقالت بإصبعيها الوسطى والسبابة فرفعتهما إلى السماء تعني السماء والأرض - أو إنه لرسول الله حقا. فكان المسلممون بعد ذلك يغيرون على من حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي منه فقالت يوما لقومها ما أرى أن هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم في الإسلام؟ فأطاعوها فدخلوا في الإسلام.
البخاري ومسلم
والله أعلم
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[27 - 06 - 07, 01:43 ص]ـ
مادام الحديث باطلا لا أصل له، فلا داعي للتكلف والبحث عما يخالفه!!
وماذكرته أخي في مشاركتك كاف شاف.
فبارك الله فيك .....
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[28 - 06 - 07, 12:17 ص]ـ
وفيك بارك الله