[ما يبكيك؟]
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[24 - 06 - 07, 02:29 ص]ـ
[ما يبكيك؟]
وعن نوفل بن اياس الهذلي قال كان عبد الرحمن [بن عوف] لنا جليسا وكان نعم الجليس وانه انقلب بنا يوما حتى دخلنا بيته ودخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا واتينا بصحفة فيها خبز ولحم فلما وضعت بكى عبد الرحمن بنعوف فقلنا له يا أبا محمد ما يبكيك فقال هلك رسول الله. صلى الله عليه وسلم ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير ولا ارانا اخرنا لها لما هو خير لنا.
دخلنا على خباب بن الأرت في مرضه فقال: إن في هذا التابوت ثمانين ألف درهم، والله ما شددت لها من خيط، ولا منعتها من سائل. ثم بكى فقيل: ما يبكيك? فقال: أبكي أن أصحابي مضوا ولم تنقصهم الدنيا شيئا وإنا بقينا بعدهم حتى ما نجد موضعا إلا التراب.
إسحاق بن إبراهيم قال: نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد الله? قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل.
الحارث بن سعيد قال: أخذ بيدي رياح فقال: هلم يا أبا محمد حتى نبكي على مر الساعات ونحن على هذه الحال. قال وخرجت معه إلى المقابر، فلما نظر إلى القبور صرخ ثم خر مغشيا عليه، قال: فجلست والله عند رأسه أبكي فأفاق فقال: ما يبكيك? قلت: لما أرى بك. قال: لنفسك فابك. ثم قال: وانفساه، وانفساه، ثم غشي عليه.
قال: فرحمته والله مما نزل به فلم أزل عند رأسه حتى أفاق فوثب وهو يقول: تلك إذا كرة خاسرة - تلك إذا كرة خاسرة النازعات آية 12 ومضى على وجهه وأنا أتبعه لا يكلمني حتى انتهى إلى منزله فدخل وأصفق بابه ورجعت إلى أهلي ولم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا حتى مات
عن عبد الله بن رواحة: أنه بكى فبكت امرأته فقال: ما يبكيك? قالت: رأيتك بكيت فبكيت لبكائك. قال: إني أنبئت أني وارد ولم أنبأ أني صادر رواه الإمام أحمد
عن حبيب بن الحسن وحميد بن مورق العجلي ان سلمان [الفارسي] لما حضرته الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك قال عهد عهده الينا رسول الله. صلى الله عليه وسلم قال ليكن بلاغ أحدكم كزاد الراكب قال فلما مات نظروا في بيته فلم يجدوا في بيته إلا اكافا ووطاء ومتاعا قوم نحوا من عشرين درهما
وعن سمير الرياحي عن أبيه قال شرب عبد الله بن عمر ماء مبردا فبكي فاشتد بكاؤه فقيل له ما يبكيك فقال ذكرت آية في كتاب الله عز وجل وحيل بينهم وبين ما يشتهون (سورة سبا آية 54) فعرفت ان أهل النار لا يشتهون شيئا شهوتهم الماء وقد قال الله عز وجل افيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله (سورة الاعراف آية 50.)
رأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي فقلت يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله قال ويحك يا جبير ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا تركوا امره بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فرأيتهم كما نرى.
عن سالم بن بشير بن حجل ان أبا هريرة بكى في مرضه فقيل له ما يبكيك؟ فقال أما أنه ما ابكى على دنياكم هذه ولكن ابكي على بعد سفري وقلة زادي واني اصبحت في صعود مهبط على جنة ونار لا ادري ايهما يؤخذ بي.
وعن ابن شوذب قال لما حضرت أبا هريرة الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك؟ فقال بعد المفازة وقلة الزاد وعقبة كؤود المهبط منها إلى الجنة أو النار.
وعن انس قال ذهبت مع النبي صلى الله عليه وسلم الى ام ايمن نزورها فقربت له طعاما او شرابا فاما كان صائما واما لم يرده فجعلت تخاصمه أي كل فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قال ابو بكر لعمر رضي الله عنهما مر بنا الى ام ايمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما رأتهما بكت فقالا لها ما يبكيك فقالت ما ابكي اني لاعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صار الى خير مما كان فيه ولكن ابكي لخبر السماء انقطع عنا فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها
وعن سفيان قال: كان ربيعة بن أبي عبد الرحمن يوما جالسا فغطى رأسه ثم اضطجع فبكى فقيل له: ما يبكيك؟ فقال رثاء ظاهر وشهوة خفية.
عن فضيل بن عياض قال بكى ابني علي فقلت يا علي ما يبكيك قال يا أبة أخاف ألا تجمعنا القيامة.
¥