وعنه قال سمعت الثوري يقول جلست ذات يوم احدث ومعنا سعيد بن السائب الطائفي فجعل سعيد يبكي حتى رحمته فقلت يا سعيد ما يبكيك وانت تسمعني اذكر اهل الخير وفعالهم فقال يا سفيان وما يمنعني من البكاء اذا ذكرت مناقب اهل الخير وكنت عنهم بمعزل? قال يقول سفيان حق له ان يبكي رحمه الله.
أبو الحكم العنبري عن هشيم قال: دخلنا على سيار أبي الحكم وهو يبكي، فقلنا: ما يبكيك؟ قال: ما أبكى العابدين قبلي.
عن عمران الخياط قال: دخلنا على إبراهيم النخعي نعوده وهو يبكي فقلنا له: ما يبكيك أبا عمران? قال: أنتظر ملك الموت لا أدري يبشرني بالجنة أم بالنار.
أبو داود الحفري قال: دخلت على كرز بن وبرة بيته فإذا هو يبكي فقيل له ما يبكيك؟ قال: إن بابي لمغلق، وإن ستري لمسبل، ومنعت جزئي أن أقرأه البارحة، وما هو إلا من ذنب أذنبته
عن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غدا في النار ولا يبالي.
عن يزيد الرقاشي قال: دخلت على عابد بالبصرة وإذا أهل بيته حوله فإذا هو مجهود قد أجهده الاجتهاد. قال: فبكى أبوه فنظر إليه ثم قال: أيها الشيخ، ما الذي يبكيك? قال: يا بني أبكي فقدك وما أرى من جهدك. قال: فبكت أمه. فقال: أيتها الوالدة الشفيقة الرفيقة ما الذي يبكيك? قال: يا بني أبكي فراقك وما أتعجل من الوحشة بعدك.
قال: فبكى أهله وصبيانه. فنظر إليهم ثم قال: يا معشر اليتامى بعد قليل، ما الذي يبكيكم? قالوا: يا أبانا نبكي فراقك وما نتعجل من اليتم بعدك. قال: فقال: أقعدوني أقعدوني ألا أرى كلكم يبكي لدنياي أما فيكم من يبكي لآخرتي? أما فيكم من يبكي لما يلقاه في التراب وجهي? أما فيكم من يبكي لمساءلة منكر ونكير وإياي? أما فيكم من يبكي لوقوفي بين يدي الله ربي? قال: ثم صرخ صرخة فمات
جعفر بن سليمان قال: أخذ بيدي سفيان الثوري وقال: مر بنا إلى المؤدبة التي لا أجد من أستريح إليه إذا فارقتها. فلما دخلنا عليها رفع سفيان يده وقال: اللهم إني أسألك السلامة فبكت رابعة. فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: أنت عرضتني للبكاء. فقال: وكيف? قالت: أما علمت أن السلامة من الدنيا ترك ما فيها فكيف وأنت متلطخ بها? وقال الثوري بين يدي رابعة: واحزناه، فقالت: لا تكذب. قل: واقلة حزناه، لو كنت محزونا ما هناك العيش.
أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان يقول: وقد دخلت عليه وهو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال لي: يا أحمد ولم لا أبكي، وإذا جن الليل ونامت العيون، وخلا كل حبيب بحبيبه، وافترش أهل المحبة أقدامهم، وجرت دموعهم على خدودهم، وقطرت في محاريبهم، أشرف الجليل سبحانه، فنادى جبريل عليه السلام بعيني من تلذذ بكلامي، فلم لا ينادي فيهم ما هذا البكاء? هل رأيتم حبيبا يعذب أحبابه? أم كيف يجمل بي أن أعذب قوما إذا جنهم الليل تملقوني، فبي حلفت إذا وردوا علي القيام لأكشفن لهم عن وجهي الكريم حتى ينظروا إلي وأنظر إليهم
بلغنا أن أمير بلدة حاتم الأصم اجتاز على باب حاتم فاستسقى ماء فلما شرب رمى إليهم شيئا من المال، فوافقه أصحابه، ففرح أهل الدار سوى بنية صغيرة فإنها بكت. فقيل لها: ما يبكيك؟ قالت: مخلوق نظر إلينا فاستغنينا فكيف لو نظر إلينا الخالق سبحانه وتعالى!!
(المصدر صفة الصفوة لابن الجوزي)
ـ[صخر]ــــــــ[24 - 06 - 07, 05:43 م]ـ
وليس الذي يجرى من العين ماؤها **ولكنها روح تسيل وتقطر
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 06 - 07, 05:59 م]ـ
أولئك آبائي فجئني بمثلهم!!!
لله درهم من رجال، نهلوا من شرع الله فتركوا لنا دررا تشنف المسامع، و تنير الدروب، فاللهم احشرنا معهم بجوار المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
ـ[آل عامر]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:42 ص]ـ
جزاك الله كل خير أخي الفاضل
أسأل الله أن يرزقنا العبرة وينفعنا بماذكرت
جعل الله للخير عليكم دليلا ... ولا جعل للشر إليكم سبيلا
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[25 - 06 - 07, 07:59 م]ـ
وفيكم بارك الله الله يجزيكم خيرا
نسئل الله أن يعيننا علي سلوك طريق الصالحين
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 09:05 م]ـ
إسحاق بن إبراهيم قال: نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى فقيل له: ما يبكيك يا أبا عبد الله? قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل.
لا عزاء على أحوالنا!! ...