[باب احتمال الأذى]
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[26 - 06 - 07, 05:17 ص]ـ
[باب احتمال الأذى]
v قال الحسن البصري: بُعث بعامر بن عبد قيس إلى الشام فقال: الحمد لله الذي حشرني راكباً.
v قيل: أن ابن الزبير بارز الأشتر، وطالت المحاولة بينهما حتى أن ابن الزبير قال:
أقتلوني ومالكاً ... واقتلوا مالكاً معي
v عن قتادة: أن ابن المسيب كان إذا أحد أن يجالسه، قال: قد جلدوني ومنعوا الناس أن يجالسوني.
v قال أبو المليح الرقي: حدثني غير واحد أن عبد الملك ضرب سعيد بن المسيب خمسين سوطاً بالحرة، وألبسه تبان شعر، فقال سعيد: لو علمت أنهم لا يزيدوني على الضرب ما لبسته، إنما تخوفت أنْ يقتلوني فقلت: تُبان أستر من غيره.
v عن أبي حصين قال: أتيت سعيد بن جبير بمكة فقلت: إن هذا الرجل قادم- يعني خالد بن عبد الله – ولا آمنه عليه فأطعني واخرج، فقال: والله لقد فررت حتى استحييت من الله، قلت: إني لأراك كما سمتك أمك سعيداً، فقدم خالد مكة فأرسل إليه فأخذه.
v عن عثمان بن بوذويه قال: كنت مع وهب وسعيد بن جبير يوم عرفة بنخيل ابن عامر فقال: له وهب: يا أبا عبد الله كم لك منذ خفت من الحجاج؟ قال: خرجت عن امرأتي وهي حامل، فجاءني الذي في بطنها وقد خرج وجهه، فقال وهب: إنْ مَنْ قبلكم كان إذا أصاب أحدهم بلاء عده رخاء، وإذا أصابه رخاء عده بلاء.
v قال سالم بن أبي حفصة: لما أُتي الحجاج بسعيد بن جبير قال: أنا سعيد بن جبير قال: أنت شقي بن كسير لأقتلنك، قال: فإذا أنا كما سمتني أمي، قال: دعوني أصلي ركعتين، قال: وجوه إلى قبلة النصارى، قال: {فَأَينَمَا تُوَلواْ فَثَمَ وَجهُ اللَهِ} وقال: إني أستعيذ بالله منك، بما عاذت به مريم، قال: وما عاذت به؟ قال: قلت: {إِنِي أَعُوذُ بِالرَحمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِياً}.
قال ابن عيينة: لم يقتل بعد سعيدٍ إلا رجلاً واحداً.
v عن عتبه مولى الحجاج قال: حضرت سعيداً حين أتى الحجاج بواسط، فجعل الحجاج يقول: ألم أفعل بك؟ ألم أفعل بك؟ فيقول: بلى، قال: فما حملك على ما صنعت من خروجك علينا؟ قال: بيعة كانت في عنقي- يعني لابن الأشعث- فغضب الحجاج وصفق بيده وقال: فبيعة أمير المؤمنين كانت أسبق وأولى، وأمر به فضُربت عنقه.
v وقيل: لو لم يواجه سعيد بن جبير بهذا لاستحياه، كما عفا عن الشعبي لما لاطفه في الاعتذار.
v قال سليمان التميمي: كان الشعبي يرى التقية، وكان ابن جبير لا يرى التقية، وكان الحجاج إذا أُتي بالرجل- يعني ممن قام عليه - قال له: أكفرت؟ فإنْ قال: نعم، خلى سبيله. فقال لسعيد بن جبير: أكفرت؟ قال: لا، قال: احتر لنفسك أي قتلة أقتلك؟ قال: اختر أنت فإن القصاص أمامك.
v قال مؤرق العجلي: تعلمت الصمت في عشر سنين، وما قلت شيئاً قط إذا غضبت أندم عليه إذا أزال غضبي.
v عن مؤرق العجلي قال: ما امتلأت غضباً قط.
v قال أبو الجوزاء: ما مارَيْتُ أحداً قط.
v قال علي بن الحسين: ما يسؤوني بنصيبي من الذٌل حُمر النعم.
v قدم عروة بن الزبير على الوليد حيث شَئِفَتْ رجله، فقيل: اقطعها، قال: أكره أن أقطع مني طائفة، فارتفعت إلى الركبة، فقيل له إن وقعت في الرُكبة قتلتك، فقطعها، فلم يقبض وجهه، وقيل له قبل أن يقطعها: نُسقيك دواءً لا تجد لها ألماً؟ فقال: ما يسرني أن هذا الحائط وقاني أذاها.
v قال هشام بن عروة: قال: أبي: رُب كلمة ذُل احتملتها، أورثتني عزاً طويلاً.
v إن أبا قلابة الجمري ممن ابتلى في بدنه ودينه، أريد على القضاء فهرب إلى الشام، فمات بعريش مصر سنة أربع ومائة وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك حامد شاكر.
v عن وهب قال: احتمالُ الذل خير من انتصار، يزيد صاحبه قمْأة.