[فيا زائر بلادي ... لبنان وطن آبائي و اجدادي]
ـ[علي سليم]ــــــــ[28 - 06 - 07, 07:38 ص]ـ
[فيا زائر بلادي ... لبنان وطن آبائي و اجدادي]
ما اجملك ايها الشاب ... لبنان شتات الحُسن, ان نظرت اليه عن بُعد فتراه شابا و سيما قميصه الى نصف الساق, كثّ اللحية, مشرب بالحمرة ....
هذا منذ سنوات قلائل ... اما الان فآلة الحرب شجّت وجهه الوسيم و مزّقت ثوبه القصير, و بات ابن الثمانين .....
لبنان شراينه ممتدة على طول مساحته الصافية فبيروت قلبه الذي ينبض فان صلحت هذه المضغة صلح سائر اجزائه.شماله و جنوبه, شرقه و غربه .....
لبنان فلبّه حيث عمّار المساجد و صويحبات الفكر السلفي و الدعوة النقيّة ....
فيا زائريه من شمال افريقيا و غرب آسيا و وسط اوربا و الجزيرة العروبة ... لا تنسوا عند وضع اولى ارجلكم في مطاره ان تضعوا يمناكم على رأسه انه لبنان اليتيم ....
و سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم في اليتيم تبريكه بيمينه رحمة و رأفة .......
و حذاري ان تنتفوا شيبه ... انه نوره يوم المرور على الصراط .... فلبنان اشتعل رأسه شيبا لقلّة النوم و كثرة السمر ...
و من اراد الامن و امان فليودّع النوم و ليكبّر على الراحة تكبيرات المصلين على مّيتهم ....
نعم ناصيته لم تُر لحجم الشقوق و الخطوط .... اما حاجبه فقد اكلته من اكل منسأة سليمان ....
اما كريمتيه اقصد عينيه فالحول فيهما هو العيب الوحيد و من خاف الاعداء و ترقّب الموت اصابه البياض قبل حينه .... كبياض يعقوب على ولده ....
اما وجنتيه فحدّث و لا حرج .... يعجز القلم عن الوصف ....
اما فمه و اسنانه فلا رباعية و لا ضواحك بله لا طواحن ....
اما لحيته فبقيت كسواد الليل عند ثلثه الاخير ....
فلا غرابة فقد جُلد كما يُجلد الزناة و رُجم رَجم المحصن, و قُطعت يده و رجله من خلاف فكان حكمه كمن افسد الارض و العباد .....
فيا ضيوفه .... عليكم بوسطه حيث السنة و اجتنبوا جنوبه حيث الروافض و غضّوا الطرف عن سياج وسطه و جباله حيث نصارى الشام نسيج بله تُرجمان اهل الفجور ....
و هرولوا الى شماله حيث البراءة و الطهر ....
فلا حيض و نفاس هناك و لا جنب و محدث فالكل اغتسل غسل الجنابة .....
عندما تنعطف بك راحلتك الى اليمين فالق ببصرك جهة الشمال ستجد ملعبا كبيرا ... فدعه و امضي ستكون في شارع المحرم ثم دع بصرك يناطح عانقات السحاب ...
ساحة النور .... حروف الجلالة ... قُبال وجهك فلا مفرّ منها ....
فعندها تظن بنفسك في يوم العرض .... فالناس كالجراد المنتشر .... و هناك ستجد مفارق للطرق .... اليمين توصلك الى باب الرمل و من ثم ابو سمرا حيث نسبة اتباع محمد صلى الله عليه و سلم تعادل فوز المنتخب بالتزكية ....
والشمال يوصلك الى الميناء حيث المنكر توسّد على اريكته ....
فامض قدما فالتلّ يستقبك بجموع لا تعدّ و لا تحصى بحساب اهل الاحصاء ....
فبائع عصير الجزر يدعوك بجمال عمله فالقوارير تخطف بصرك كما يخطف قوس الله بصر المتأملين ....
فدعك منه و امضي و هنا عدة اتجاهات فخذ جهة ساحة الكورة و من ثم ساحة النجمة فالباعة هناك يغلب عليها طابع اهل التدين ....
فقوالب الحلوى تبكيك كما يبكي الرضيع لجوعه .... و كانك امام عروس يوم الدخلة فبياض زينتها كغطاء الودود الولود ..... و مكعبات الشوكلا كالنور ... دعنا من هذا ....
هنا طلعة الرفاعية و هنا تقاطع سوق الخضار و كلٌ ينادي بتراتيل تجلب الزبائن .... فمنشد الخيار كانه يغازل حبيبه ... فلا تكاد ترى صوتا يزعجك غير بائع الكعك فلولا ما تراه عينك من الكعك لما عرفت نوع المبيع!!!!
فلا تفهم عليه غير انه يحرّك شفتيه و يفتح فاه و كانك في بلاد الهند و السند!!!!
و فجأة سيخطف بصرك ... اجساد الانعام من شاة وابقار ... فاللون لون الاحمر و البائع ثوبه اشد من بياض الثلج و لا تكاد ترى الاحمر اقترب من الابيض او الابيض اقترب من الاحمر ....
و ساطضر للخروج من هذا السوق عند نفاد نقودك و درهك و دينارك ....
و سيقطع عليك هذه الحسرة نداء الرحمن ... و ستظن انه اصابك الجنون فالله اكبر ياتيك من كل مكان اغلبها من مزامير ال داود ....
فالمسجد المنصور الكبير قريب منك و لكن اهله نيام لا قيام,,,فامش قليلا ستجد نفسك امام مسجد الطواشية ... تحسب ان الزمن اخذك على غرة منك الى غابر الازمان و القرون الاولى ...
¥